الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 12:57 ص
في الذكرى الـ62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، ألقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي كلمة سياسية ووطنية بالغة العمق، جسدت روح الثورة وأكدت ثبات الجنوب على مشروعه التحرري والسيادي.
جاء الخطاب متزناً في لغته، حازماً في مضمونه، جامعاً بين رمزية التاريخ ومتطلبات الحاضر، حيث أعاد الرئيس الزبيدي التذكير بأن ثورة أكتوبر لم تكن حدثاً عابراً، بل وعياً وطنياً متجذراً يعبّر عن إرادة شعب الجنوب في الحرية والكرامة والسيادة.
وأكد الرئيس القائد أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمضي بثقة على درب بناء مؤسسات الدولة واستعادة القرار الجنوبي، مستنداً إلى التفويض الشعبي وإرادة أبناء الجنوب في أن يكونوا سادة أرضهم وصناع مستقبلهم، وأن الجنوب لن يدار إلا بأبنائه ولن يحكم إلا بإرادته الحرة.
وفي توازن واضح بين المبدأ والسياسة، شدد الرئيس الزبيدي على تمسك الجنوب بحق تقرير مصيره واستعادة دولته، بالتوازي مع الشراكة الاستراتيجية مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، .والتزام المجلس بدعم جهود السلام ومكافحة الإرهاب، وتأمين الممرات البحرية، بما يضمن حضور الجنوب كطرفٍ رئيسي في أي تسوية سياسية قادمة.
كما حمل الخطاب رسائل وفاء للمرأة والشباب والقوات المسلحة الجنوبية، مؤكداً أنهم امتداد لثوار أكتوبر ونوفمبر، وأنهم الركيزة التي ستبنى عليها الدولة القادمة.
وفي الوقت نفسه، وجه تحية تقدير للمناطق الشمالية المناهضة للحوثي، مؤكداً أن الجنوب سيكون سنداً لكل من يقاوم الاستبداد والإرهاب.
لقد ظهر الرئيس الزبيدي في خطابه كزعيماً وطنياً يعيد تعريف معنى القيادة في لحظات التحول، واضعاً معادلة واضحة (لا وحدة صف بدون وعي، ولا دولة بدون سيادة، ولا استقلال بدون تماسك وطني).
إنها رسالة تجديد للعهد مع شعب الجنوب، بأن النصر قادم لا محالة، وأن مشروع الدولة الجنوبية لم يعد حلماً، بل استحقاقاً تفرضه التضحيات والإرادة والتاريخ.