كتابات وآراء


السبت - 06 ديسمبر 2025 - الساعة 09:32 م

كُتب بواسطة : فضل بن نعم الحيدري - ارشيف الكاتب



يعيش #الجنوب_العربي اليوم لحظة تاريخيّة استثنائية فاصله تتبلور فيها معالم الدولة وتتجدد فيها الروح الوطنية، في مشروع استقلالي واضح المعالم يعيد للجنوب مكانته ودوره من المهرة حتى باب المندب. إن هذه اللحظة لا تأتي صدفة، بل هي ثمرة عقود من النضال والتضحيات وسنوات من الصمود في وجه حملات الغزو والهيمنة والارتزاق.

لقد آن الأوان لدول الخليج العربي أن تتصالح مع الأمر الواقع وأن تنظر بواقعية ومسؤولية إلى ما يجري على الأرض. الجنوب العربي لم يعد قضية مؤجلة أو مشروعاً ضبابياً؛ بل أصبح اليوم كياناً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً متماسكاً، يمارس سيادته على محافظاته ويثبت حضوره بقوة في ساحات المواجهة وفي ميدان الأمن الإقليمي.

الجنوب العربي أثبت أنه حليف صادق وصِدّيق لا يتلون ولا يساوم وأنه خصم عنيد لكل قوى التطرف والإرهاب: للقاعدة ولتنظيم الإخوان وللميليشيا الحوثية. لقد وقف الجنوبيون في خندق واحد دفاعاً عن أرضهم وعن أمن المنطقة وقدموا نموذجاً فريداً في الشجاعة والالتزام مما جعل الجنوب اليوم رقماً صعباً وركناً أساسياً في معادلة الأمن العربي.

إن الاعتراف بالجنوب العربي دولة شرعية بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي ليس منّة من أحد، بل هو استحقاق وضرورة لمستقبل المنطقة واستقرارها. فالجنوب يمتلك الأرض، ويمتلك الإرادة، ويمتلك القوة على فرض الأمن ومحاربة الإرهاب وحماية الملاحة الدولية في أهم الممرات البحرية على وجه الأرض.

لقد دقت ساعة الحقيقة، وأصبح الاستقلال وشيكاً، وما على الأشقاء إلا أن يدركوا أن الجنوب العربي شريك موثوق وقوة لا يُستهان بها، وأن عودته دولة ذات سيادة سيضيف وزناً واستقراراً للأمن الخليجي والعربي.