الأحد - 07 ديسمبر 2025 - الساعة 10:31 م
لم يعد الماضي الجنوبي اليوم سوى ملفات محنّطة في خزائن الذاكرة بعضها مؤلم وبعضها مُحمّل بالجراح والانقسامات. غير أن الحكمة الوطنية تفرض علينا أن نعامل تلك الملفات كما تُعامل المزارع بقايا المواسم: نحرقها لا لننسى بل لنحوّل رمادها إلى سماد يخصب الأرض ويُعطي للمستقبل أشجارًا وارفة الظلال.
لقد دفع الجنوب ثمنًا باهظًا من الدم والتضحيات. وعبر عقود من الصراعات كان هناك من يتغذّى على تمزيق الصف الجنوبي وتمديد دوامة الخلاف. واليوم ونحن نمتلك الإرادة والقرار أصبح الطريق واضحًا لا عودة إلى الوراء ولا بقاء رهينة الماضي مهما كان حجمه أو تأثيره.
إن مفتاح المستقبل الجنوبي يتجسد في وحدة الصف وفي المصالحة الاجتماعية والسياسية التي تُبنى على قاعدة «الجنوب الوطن أولًا»، وليس على رغبات الأشخاص أو نزوات الأحزاب. فالجنوب اليوم أمام لحظة تاريخية لحظة نادرة تحتاج إلى شجاعة القادة وإخلاص الرجال ومشاركة الجميع.
وعلى رأس هذا المشهد الوطني يقف الرئيس القائد عيدروس الزبيدي(حفظة الله) بصلابته المعهودة ورؤيته السياسية الواضحة يقود السفينة وسط أمواج عالية وعواصف متلاحقة. أثبت الزبيدي أن القيادة ليست منصبًا بل موقف وشجاعة واستعداد للتضحية من أجل الشعب. كان صوته واضحًا ومسموعًا الجنوب لن يعود إلى الوراء ولن يقبل أن تُصادر إرادته مرة أخرى.
لقد رسم الرئيس القائد عيدروس الزبيدي (حفظة الله) معالم الطريق، ووضع البوصلة نحو الهدف النبيل: استعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط كحل وحيد وعادل يضمن الكرامة والحرية والسيادة. واليوم أصبح الاستقلال وشيكًا وأصبح مشروع الدولة الجنوبية أقرب من أي وقت مضى بفضل وحدة الصف ووضوح الرؤية وصلابة القيادة.
نحن لا نريد أن ندفن الماضي تحت التراب بل نريده أن يتحول إلى درس وعبرة. نحرق الأوراق القديمة التي غذّت الفتنة، ونبقي في الذاكرة تلك الملاحم الوطنية التي صنعت المجد. فكل خلاف وكل جرح وكل سوء فهم يمكن تجاوزه عندما يكون الهدف هو حماية الجنوب وبناء مستقبل أبنائه.
إن الوحدة الجنوبيّة لم تعد خيارًا بل أصبحت ضرورة وجودية. وحدة الصف، توحيد القرار وتوحيد البندقية هي التي صنعت الانتصارات في شبوة، وفي الساحل وفي الضالع وفي كل جبهة واجهت
الغزاة. واليوم هي نفسها التي ستصنع مستقبل الدولة الجنوبية.
من رماد الماضي سننبت مستقبلًا جديدًا:
مستقبل مؤسسات قوية وقانون عادل مستقبل أمن واستقرار وتنمية مستقبل يحكمه العقل لا الخصومة ويتجذر فيه الانتماء لا الاحتراب.
ولذلك نقول وبفخر: الاستقلال قادم، والدولة الجنوبية تعود وإرادة الشعب انتصرت.
ونحن إذ نحتفل بهذه اللحظة التاريخية نهنئ رئيسنا القائد عيدروس الزبيدي على شجاعته وثباته في معركة المصير ونهنئ شعب الجنوب الأصيل المقاوم الذي دفع الثمن وصبر وانتصر ونهنئ أنفسنا بهذا الاقتراب العظيم من حلمٍ انتظرته الأجيال.
فلنحرق ملفات الماضي
ولنزرع من رمادها مستقبل الجنوب الحر المتماسك.