الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - الساعة 02:42 م
الأغاني الوطنية ليست مجرد ألحان تُردد في المناسبات، بل هي نبض الشعوب وصوت الأرض الذي يعبّر عن الهوية والانتماء والولاء. وترسخ الهوية الوطنية وتُجسّد ملامح الوطن، وتُعبّر عن تاريخه، رموزه، وتضحيات أبنائه. فهي تُعيد تشكيل الوعي الجمعي، وتُرسّخ الشعور بالانتماء إلى أرضٍ واحدة، وقضيةٍ وطنية واحدة، ومصيرٍ مشترك.
فكل شعوب العالم لديهم أغني وطنية يرددها الصغار والكبار حبا وأحتراما للوطن وللإرث التاريخي والوطني للوطن ، فعندما يُنشد المواطن الأغنية الوطنية، فإنه لا يُردد كلمات فحسب، بل يُعبّر عن حبٍ عميق، وولاءٍ صادق، واستعدادٍ تام للتضحية. لان الأغانية الوطنية تُلهب المشاعر، وترفع درجات الحماس والحس الوطني، وتُعزز الأرتباط الوثيق بين الفرد والوطن ، لاسيما في أوقات الحروب او الأزمات أو الاحتفالات الوطنية.
أن الأغانية الوطنية تُعدّ أرشيفًا حيًّا الذاكرة المجتمع ، فهي تنقل حكايات وتاريخ الأبطال، وتُخلّد اللحظات المفصلية في تاريخ الشعوب. من خلالها، يتعرّف الجيل الجديد على ماضيه، ويستشعر فخره بجذوره، ويُدرك قيمة الاستقلال والسيادة الوطنية .
حين ترتفع أصوات بالأغاني الوطنية، تتوحّد القلوب، وتذوب الفوارق، ويشعر الجميع أنهم جسدٌ واحد وروحٌ واحدة. تُعزز التلاحم وتُقوّي النسيج الاجتماعي للمجتمع .
للأغنية الوطنية دورا بارزا في أوقات الحروب وفي النضال الوطني، تعد وسيلة فعّالة لتحفيز الجماهير، وشحذ الهمم، وبثّ روح المقاومة. فهي تُلهب الحماس، وتُعزز الثقة، وتُذكّر الناس بأهمية الدفاع عن الوطن ، وبناءه وحماية مكتسباته .
لهذا فالأغاني الوطنية ليست مجرد فن، بل هي رسالة، وذاكرة، وعهدٌ متجذر ومتجدد بين المواطن ووطنه.
الاستاذ /ناجي الجحافي
معلم وكاتب وناشط سياسي جنوبي