الأربعاء - 02 يوليو 2025 - الساعة 10:41 م
في زمنٍ عزَّ فيه الرجال الثابتون على مواقفهم، خرج من رحم المقاومة الجنوبية قائدٌ لم يكن اسمه مجرد اسمٍ عابر في سجل القيادات، بل أصبح رمزًا يتردد في ألسنة المقاتلين والأمهات، في الجبهات والبيوت على حد سواء. إنه اللواء الركن شلال علي شائع، القائد الذي لامس تراب الأرض ليشعر بمعاناة أفراده، ويشاركهم قسوة الميدان قبل أن يقطف ثمار النصر.
لم تأتِ شعبية اللواء شلال من فراغ، ولم تُمنح له بقرارٍ أو مجاملة، بل نحتها بدمه وعرقه ووفائه. فشلال، المنتمي إلى أسرةٍ اشتهرت بالنضال والتضحيات والشجاعة، جاء ليعيد تعريف مفهوم القيادة الحقيقية؛ قيادةٌ لا تتعالى على الناس ولا تتخفى خلف المكاتب، بل تسير حافية القدمين إن لزم الأمر لتصل إلى جرح الوطن وتمسح دموع الجنود والمرابطين.
في حضوره تشعر أن الأرض تعرفه جيدًا، والناس يعرفونه أكثر. من ميدان إلى ميدان، ومن مواجهة إلى أخرى، ظل شلال كالشلال، لا يتوقف عن الجريان، دافقًا بالسخاء، غزيرًا بالوفاء، متدفقًا بالشجاعة، راسخًا في انتمائه وأصالته.
إن الحديث عن شلال ليس امتنانًا لشخصٍ واحد، بل هو تكريمٌ لجيلٍ كامل من القادة الميدانيين الذين آمنوا أن الكرامة لا تُستجدى، وأن السيادة لا تُصان بالكلمات وحدها، بل تُحمى بالبندقية والقرار الحر والموقف الثابت.
اليوم، وفي ظل التحديات الكبيرة التي تعصف بوطننا، يظل أمثال شلال علي شائع مناراتٍ مضيئة تهدي الدروب، وتؤكد لنا أن الجنوب لا يزال ينجب رجالًا من طينة الكبار. رجالٌ حفروا أسماءهم على صخور التاريخ بصدق مواقفهم، ونبل تضحياتهم، وطهر قلوبهم التي ما زالت تنبض بحب الأرض والإنسان.
ختامًا.. لن يكون شلال الأخير من هذه السلالة النبيلة، لكنه سيظل مثالًا يُحتذى به حين نريد أن نضع تعريفًا واضحًا للقيادة: أن تكون مع شعبك، بين أفراده، ومعاناته، وآماله، وأحلامه