السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 10:53 م
بين الحرص والمخاطر الاقتصادية
في الآونة الأخيرة، رُصدت حملات إعلامية تتناول بصورة مكثفة انتشار بعض الأمراض الفيروسية في المحافظات الجنوبية المحررة، مثل حمى الضنك والملاريا والحميات الفيروسية الأخرى.( امراض معدية)ورغم أهمية رفع الوعي الصحي، إلا أن المبالغة والتهويل في طرح هذه القضايا قد يفضي إلى نتائج سلبية وخطيرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
فقد تؤدي هذه الحملة الإعلامية، سواء أكانت بقصد أو بحسن نية، إلى خلق صورة قاتمة تُدفع على إثرها بعض الدول إلى فرض قيود على الرحلات الجوية، ومنع دخول المواطنين اليمنيين، الأمر الذي ستكون له تداعيات مباشرة على حركة المسافرين، وخصوصاً المرضى الذين يسافرون لتلقي العلاج. كما قد تتضرر شركات الطيران وتُدفع إلى الإغلاق أو الإفلاس نتيجة انخفاض الطلب وتقييد الحركة.
ومن زاوية أخرى، فإن هذه الأجواء المشحونة قد تترك أثراً سلبياً على المعاملات التجارية والمصرفية مع الخارج وتؤدي إلى انكماش اقتصادي في وقت تحتاج فيه البلاد إلى فتح آفاق التعاون والاستثمار لا العزلة والانكماش.
إن حماية صحة المواطنين واجب لا خلاف عليه، ولكن ذلك لا يتعارض مع ضرورة تبني خطاب إعلامي متوازن ومسؤول، يستند إلى بيانات دقيقة صادرة من الجهات الصحية الرسمية، ويتجنب المبالغة التي تضر أكثر مما تنفع.
إن الوطن بحاجة إلى صوت عقلاني يعالج المخاطر دون تهويل ويحرص على الأمن الصحي دون أن يفتح أبواب الضرر الاقتصادي والمعنوي، لأن التحديات الراهنة تتطلب خطاباً مدروساً يوازن بين مصلحة المواطن وسمعة الوطن . .