كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الأحد - 05 سبتمبر 2021 - الساعة 02:35 م

كُتب بواسطة : علي بن شنظور - ارشيف الكاتب



هناك من لم يعي الفرق بين كتابة التاريخ وأهمية الاستفادة من عظاته وتجاربه وهي مهمة مهنية يضطلع بها من يعملون في مجال البحث بالتاريخ ويحتاج الوطن لها لأن التاريخ لايمتلك أحد القدرة على منع تناوله فما تمنعه اليوم سيعرفه الناس غداً ومثلما نتلقى تاريخ الماضي ونستمتع بالقراءة له ليتعظ البعض منه..فنحن بحاجة لأن نتعظ من تاريخنا الماضي ولكن بشروط أن لانقع في أثارة رماد على نار مدفونة.

وأن نفهم أن المؤرخ يختلف عن المسؤول فالمؤرخ يكتب مايجده من معلومات لم يكن طرفا فيها بل كباحث في التاريخ..بينما السياسي المسؤول والقائد الذي يكتب التاريخ وكان طرفا فيها فإن عرضه للتاريخ يكون شهادة غير محايدة لأنها تمثل موقفه كسياسي وقائد ولايعتد بتلك الشهادات لأن البقية لديهم ماينافيها فيدخل الجميع في دائرة الخلاف الذي ينعكس سلبا على القاعدة الجماهيرية التي ينتمون لها أو يقودونها وبالتالي ضرر تلك الشهادات أكبر من فائدتها التاريخية.


فالمؤرخ كمثال لايفتح ملفات الماضي كمحقق جنائي ليدين فلان ويبرئ فلان أو يركّز على السلبيات بل يستعرض كل التاريخ كما هو بسلبياته وايجابياته ومحطاته لينقلها للأجيال.. أما السياسي الذي كان جزء من القادة في أي مرحلة فإن عرضه للتاريخ بدون التزامه بالابتعاد عن نكش الجراحات يضع نفسه في خانة الشك لأنه يثير ملفات كانت مدفونة بتذكيره بأحداث وفتن تجاوزها الخصوم بينهم بالتصالح أو بالتعايش مع واقع جديد طوى ملفات الماضي لينظر للمستقبل.

فلذلك من يريد كتابة التاريخ أو استعراض محطات منه فذلك حق له.. ولكن كما اسلفت فليكن حريصا على أن لايقع في حديث نبينا محمد صل الله عليه وسلم..( الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها) وهذا الحديث واضح أي انه تحذير للمؤمن أن لايفتح ملفات ينكي فيها الجراحات للقلوب ليدفع البعض للأخذ بالثار من بعضهم البعض أو يهدم ما تحقق من تأليف بين القلوب بين أبناء واحفاد من فقدوا أقاربهم في مختلف المراحل الماضية.

(قصة من حكمة رجل عاقل قُتل والده)

جاء مجموعة لرجل عاقل ليذكرونه بمن قتل والده واقاربه ،فقال لهم وهل كنتم معهم قالوا لا ولكن سمعنا بذلك..فقال ومايفيدني بتذكيركم لي بمن قتل والدي أقاربي؟
اذهبوا فلا حاجة لي بشهادتكم لأن والدي الله يرحمه مات مظلوم ولن ينتفع بما تقولونه بعد نصف قرن من الزمان..
هذه هي حكمة الرجال والقصة نقلها لي صديق عن شخص جنوبي يستحق التحية ولاداعي لذكر اسمه.

حافظوا على التسامح بينكم ولاتفرحوا بفتح ملفات الماضي فتكتون بنارها فالاستفادة من عبر الماضي لاتعني نكش جراحات والفرح بأثارة الخلافات مجددا