اخبار وتقارير

الإثنين - 23 أبريل 2018 - الساعة 02:25 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير/ منى قائد


�  د. خالد ثابت: إعادة النظر في موضوع "مركز القلب" سيخفف من معاناة المرضى
�  يحتاج المرضى لمساعدة رجال الخير والتجار في مثل هذا الظرف العصيب
�  استشاري أمراض القلب : التأمين الصحي للفرد هو الحل الأمثل لعلاج كل هذه المشكلات
�  مدير عام مكتب الصحة والسكان: مشروع "مركز القلب" في مستشفى عدن طال وفي مستشفى الجمهورية اختفى

تعتبر أمراض القلب من بين أهم الأمراض المزمنة والمنتشرة بين أوساط المواطنين، والتي تحصد سنوياً عدداً معتبراً من الأفراد، وهم في تزايد مستمر؛ ولأن الغالبية العظمى منهم من محدودي الدخل ووضعهم صعب للغاية في ظل هذه الأوضاع بالغة التعقيد، فلا رواتب منتظمة ، ولا قدرة على توفير هذه الأسر للأساسيات.

وتأتي كارثة مرض القلب، لتهوي في كفة الميزان إلى باطن الأرض، ويصبح همّ فاتورة العلاج، أكبر من همّ المرض نفسه، إذ كيف بالإمكان أن يتم توفير مبلغ كبير ودفعة واحدة وفي وقت مفاجئ ولمريض معسر أو متوسط الدخل، وهؤلاء المرضى بحاجة فقط لمشفى خاص بهم وعلاج حقيقي يخفف عنهم الهمّ والمرض، في حين تغيب الدولة عن كل ذلك، لتتعمَّق المأساة أكثر، ودون أن ينتبه لها الكثيرون.

 "4 مايو" سلطت الضوء على هذا المرض بهدف لفت انتباه الجهات المسؤولة والتجار ورجال الخير لمساعدة هؤلاء المرضى المحتاجين جداً لدعمٍ كهذا في ظرف عصيب ، فإلى التفاصيل..


مركز القلب .. ضرورة حتمية
تعمل المستشفيات الحكومية كل ما بوسعها من أجل التخفيف من معاناة المرضى ، إلا أن عدم وجود مركز حكومي متخصص لعلاج مرضى القلب يشكل عائقاً أمامهم، ويقول الدكتور/ جمال عبد الحميد ، مدير عام مستشفى الصداقة التعليمي: (هناك مشروع مستقبلي لفتح "مركز للقلب" ؛ لكن نتيجة للحاجة الملحة والتي هي "أم الاختراع" اضطررنا إلى تفعيل "قسم الباطني" وفتح غرفة عناية مكثفة ، وكذا فتح عيادة لأمراض القلب وذلك لاستقبال الحالات الطارئة والعمل التشخيصي والعلاج.. وكون مستشفى الصداقة متخصص بأمراض الأطفال والنساء والولادة؛ فإن كل الذي يُقام في هذا المستشفى هو عمل خارج إطار الموازنة البسيطة المرصودة له).

وتابع: (فما يتعلق بالجانب الجراحي ، هذا متخصص بالمستشفيات المتخصصة بالجراحة ؛ والحقيقة في عدن إلى الآن لم تجرَ عمليات "جراحة قلب").  

لا يوجد مركز "حكومي" متخصص لعلاج أمراض القلب، هذا ما أكده الدكتور/ خالد ثابت الخضر ، أخصائي باطني في مستشفى (22مايو). وأضاف: (إلا أننا نستقبل الحالات التي تأتينا ونقدم لها الذي يمكن تقديمه وذلك في إطار وحدود إمكانياتنا، أما الحالات الصعبة التي بحاجة إلى جهاز الإيكو للقلب أو عمل قسطرة فهذه يتم تحويلها إلى المراكز أو المستشفيات المتخصصة بذلك. ويرجع هذا لكون مستشفى 22 مايو مجهز تجهيز مستشفى جراحي وليس باطني، فالخدمة الباطنية هي خدمة مكملة فقط).  

وجود "مركز القلب" ضرورة حتمية لمحافظة عدن والمحافظات المجاورة لها ، وذلك لخدمة شريحة " مرضى القلب".. هذا ما أدلى به مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن الدكتور/ جمال محمد خدابخش، وأضاف: (للأسف كان لدينا مشروع "مركز القلب" في مستشفى عدن العام الذي كُنا معولين عليه وحاطين فيه آمالاً كبيرة أنه سيُفتح في يوم من الأيام ، إلا أنه "طال" وأصبح أسوء من المشروع الروسي - حد وصفه - ولا نعلم ما هي الأسباب!).

وتابع بالقول: (أتت الحرب وأخذت معها ما نقص، والآن نحن في تفاوض مع الإخوة في السعودية على أساس أن يعود المشروع مرة أخرى).

واستذكر د. خدابخش : (كما كان هناك مشروع سابق في مستشفى الجمهورية على أساس إنشاء "مركز للقلب" لكن اختفى المشروع في الأثير - حد تعبيره - وأيضا لا نعلم ما هي الأسباب!).


إنشاء مركز آخر
وعن الموانع التي تقف عائقاً أمام عدم وجود مركز قلب في عدن ، يقول د. جمال: ( عندما ينتهي الفساد سنعمل المستحيل، مشروع مركز القلب – الموجود بجانب عدن مول – استكمل بناؤه منذ عشر سنوات ، ولكن لا حياة لمن تنادي!. نحن ندعو وزارة الصحة للعمل بأسرع ما يمكن لفتح هذا المركز أو أي مركز آخر يقوم بحل مشاكل الناس محدودي الدخل).

مع الأسف لا يوجد شيء يمنع هذا الأمر غير عدم الاهتمام في هذا الجانب .. هذا ما أدلى به الدكتور/ خالد ثابت، وأضاف: (نحن منذ زمن منتظرون أن يتم فتح "مركز القلب" الذي أنشئ في مستشفى عدن العام ، ولكنه تأخر بما فيه الكفاية ، والمواطن أصبح مضطراً للجوء إلى المراكز والمستشفيات الخاصة أو السفر إلى الخارج ؛ لذا لابد من إعادة النظر في موضوع "مركز القلب" كوننا بحاجة ماسة لمركز "حكومي" خاص بمرضى القلب وذلك من أجل التخفيف من معاناتهم).

ومن جانبه يقول مدير عام مكتب الصحة والسكان: ( لا نعول على مستشفى عدن، لابد من الدولة أن تحذو حذو المحافظات الأخرى بأن يتم إنشاء "مركز قلب آخر" حتى وإن كان "أهلي" بحيث يكون هناك دعم من القطاع الحكومي وقطاع المستثمرين "مختلط" لخدمة هذه الشريحة). 


يعانون الأمرّين  
ونتيجة لهذه الإشكالية المتمثلة في عدم وجود مركز "حكومي" خاص بمرضى القلب ، ما جعل المرضى يلجؤون إلى المراكز والمستشفيات الخاصة ويعانون بذلك الأمرين : مشقة السفر للمحافظات لطلب العلاج ، ومشقة قيمة العلاج الباهظ .

 وبهذا الصدد تقول الأخت/ أمل : (أتينا من محافظة "تعز" من أجل إجراء عملية لوالدتي "قسطرة للقلب" كون إحدى عضلات القلب "رخت" فأول ليلة مكثناها في عدن كلفتنا (10,000) ريال والآن نحن منتظرون الدخول للدكتور لإجراء المعاينة التي على ضوئها ستحدد بقية الأمور).

بينما الخالة/ فاطمة تقول: (العلاجات مكلفة جدا والأسعار في تزايد مستمر يا بنتي وليس بمقدورنا شراؤها جميعا، فإذا كتب لنا الطبيب أكثر من علاج نشتري بعضاً منها والبعض الآخر لا نستطيع شراؤه).

أما الأخت/ أروى تقول: (والدي يعاني من انسداد في صمامات القلب وبحاجة إلى عملية جراحية بكلفة (7,700 دولار) تركيب (3) دعامات وبسرعة، ومنذ شهر وأنا أتابع في مكتب الصحة من أجل الحصول على تذاكر سفر للهند لإجراء العملية لوالدي الذي سيتكفل بنصف المبلغ فاعل خير ، والنصف الآخر جمعتُ جزءاً منه ولازلت أحاول جمع الجزء الآخر).


ارتفاع سعر الدولار
ورغم التكاليف المرتفعة إلا أن كل مرفق يرى من وجهة نظره أنه الأرخص في تقديم الخدمة للمرضى ، إذا ما تم مقارنته ببقية المرافق العاملة بنفس المجال، وبهذا يرى الدكتور/ كمال سعيد الشيباني ، أخصائي أمراض قلب في مركز الشيباني لأمراض القلب والأوعية الدموية : (تتفاوت قيمة العمليات التي تجرى في المركز ، حيث تصل قيمة القسطرة التشخيصية على سبيل المثال إلى (170 ألف) ريال شاملة الإيكو والمعاينة والفحوصات وكذا التخطيط وذلك على خلاف بقية المراكز الأخرى التي تصل فيها قيمة العملية فقط إلى (180 ألف) ريال ناهيك عن الفحوصات والمعاينة..إلخ).  

ومن جانبه أفاد الدكتور/ أبو بكر عبد الله الزبيدي ، استشاري أمراض القلب والقسطرة في مستشفى الريادة الدولي : ( إن سعر تكلفة عملية القسطرة الاستكشافية "بالدولار" ، وهذا يرجع إلى أن كل المواد والعلاجات ليس لها سعر محدد ويتم شراؤها بالدولار ؛ بينما يؤكد مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن أن سبب ارتفاع سعر "الدولار" كلف بدوره على المريض كون القساطر والدعامات هي الأخرى مكلفه بقيمة "الدولار").

ويوضح : "فسعر القسطرة الاستكشافية كانت بـ(500 دولار) إذا أجريت عن طريق الفخذ و(650 دولار) إذا عن طريق اليد كون هناك مواد أخرى غالية يتم استخدامها أثناء العملية -لازال الحديث للدكتور الزبيدي - أما الآن عن طريق اليد تكلف (190 ألف ) ريال وعن طريق الفخذ تكلف (170 ألف ) ريال".

مضيفاً : "لذا فإن مستشفى الريادة تعتبر هي الأرخص في هذا المجال، حيث حاولنا قدر الإمكان أن نضع التكاليف الضرورية جداً وأن نجعل الفرق ليس كبيراً إذا تم مقارنتها بمستشفى الثورة "الحكومي" الذي تصل فيه قيمة العملية إلى (120 ألف ريال)". 


بعض الخصومات
ففي حين يلعب القطاع الخاص دوره في مساعدة وعلاج المرضى من حيث عمل بعض "الخصومات" لهم ، إلا أنها تظل تكلفتها باهظة جداً على المريض في ظل تردي الأوضاع في البلاد من جميع النواحي، وفي هذا السياق يقول أخصائي أمراض القلب في مركز الشيباني: (يأتينا المرضى من كافة المحافظات ، والغالبية العظمى منهم من محدودي الدخل ، فنحن في المركز نقبل بعض الحالات وليس كلها "التي فيها أورام" وظروفها صعبة ندعمها من خلال علاجها بالمجان، بينما البعض الآخر يمكن النظر فيها وعمل "خصم" قد يصل نسبته إلى (50%) - وذلك بعد إشعارنا بحالة المريض المادية من قبل الطبيب المباشر عليه - كون أغلب المرضى المرتادين للمركز هم في الأصل محولين إلينا من أجل التشخيص).

وحول هذه الجزئية يقول استشاري أمراض القلب والقسطرة في مستشفى الريادة الدولي: ( غالبا ما يتم تقسيم تكلفة العلاج إلى ثلاثة أقسام : جزء يتكفل فيه المستشفى ، وجزء يتحمله فاعل الخير أو المؤسسات الخيرية ، أما الجزء الثالث فيكون على المريض، وأحيانا بعض الحالات يتكفل بها فاعل الخير بالكامل).

ويضيف د. الزبيدي: (تميزنا في مستشفى الريادة بتوفير القسطرة في عدن التي لم تكن موجودة ، كما أننا الآن في صدد تجهيز لفتح عمليات "القلب المفتوح" ؛ ولأن غالبية المرضى من محدودي الدخل فلدينا خيارات متعددة لهم إما عمل الدعامات أو إعطاءهم العلاجات التي كثيراً ما يوقع الاختيار عليها. ففي حالة عدم استجابة المريض للعلاج هنا لابد من عمل الدعامات).

وواصل حديثه: ( الكثير من فاعلي الخير والجمعيات الخيرية - جزاهم الله خيرا - يتفاعلون معنا بعد تقديم رسائل لها ). وهذا ما أكده العم/ صالح الذي كان بحاجة إلى تركيب دعامتين بكلفة (4,500 دولار) فقام أهل الخير بدعمه لجمع المبلغ.  


انهيار الدولة
(كما يفترض على مكتب الصحة أن يدعم مثل هذه الأمور- ما زال الحديث للدكتور/ الزبيدي- حيث كان في السابق لديهم لجنة طبية "معتمدة" ترسل المرضى لمستشفى الثورة في صنعاء ومعتمدين فيها تقريبا (1,000 دولار) لكل حالة معتمدة من مكتب الصحة ، ولا زال تصرف لهم تذاكر إلى الخارج ؛ في حين معظم الحالات ليست بحاجة للسفر والبعض الآخر لديه المقدرة على العلاج والسفر للخارج ، فيما النوع الثالث منهم هم أصحاب الوساطة والمحسوبية).

وحول هذه النقطة بالذات يقول د. جمال خدابخش : (في السابق كان يعمل مكتب الصحة على تحويل المرضى إلى "مستشفى الثورة" في صنعاء لعمل القساطر والدعامات "بالمجان" ؛ لكن الآن الدولة – التي كانت طامعة فيها هذه الشريحة – "انهارت" وأصبح من الصعب أن يذهبوا إلى مشفى الثورة من جديد، كما أنه هو الآخر لا يستطيع أن يقدم أي دعم لمرضى المحافظات الجنوبية لأسباب سياسية ومالية وكذا اقتصادية).

لذا يرى الدكتور خدابخش أن هناك رجال أعمال وفاعلي خير ممكن مشاركتهم في حال قُدم لهم مشروع متكامل، بحيث يساهموا بنسبة (50%) على أن تساهم الدولة بالنصف الآخر ، وبرأيي سينجح المشروع..



معضلة جهاز القسطرة
بينما اقترح الدكتور/ الزبيدي : (لو أدرنا هذه المبالغ المرصودة - تذاكر السفر والعلاج في الخارج - بشكل صحيح بحيث تعود للشخص الذي يكون بحاجة لها سيكون معنا عمل طيب يشهد له الجميع بدلاً من صرفها في أشياء أخرى لأناس غير مستحقة).

فيما يقول مدير عام مكتب الصحة والسكان: ( نحن في مكتب الصحة نسعى جاهدين للمرضى المحتاجين إلى عمل قساطر أو دعامات ؛ وبهذا الخصوص ممكن أن ننسق مع الإخوة في المحافظة بأن يعملوا لنا هامشاً أو مجموعة أسرة في المستشفيات الخاصة بدعم من المحافظة لتغطية تكاليف الناس الفقراء والمحتاجين، وهذه فكرة سنعمل لها دراسة جادة ونسعى فيها، كي نوجد حلولاً للناس الفقيرة جدا والتي صعب تتعامل مع العمليات).

وتابع حديثه : (المشكلة الأخرى أن الحالات التي يتم سفرها للخارج هي التي بحاجة لعمليات القلب المفتوح ، فلا أستطيع اعتماد أي تقرير إلا إذا كان مرفق معه "جهاز القسطرة" ، فمن لديه المقدرة يعمل الجهاز، ومن ليس لديه المقدرة لا أستطيع عمل شيء له ، خاصة وأن الجهاز تصل قيمته إلى حوالي 200 ألف ريال).


التأمين الصحي
لذا يؤكد استشاري أمراض القلب والقسطرة في مستشفى الريادة الدولي :(الخدمات الصحية لن تتطور في البلاد إلا إذا كان هناك تأمين صحي ، فمهما حاولنا تبقى قدرة الإنسان محدودة ؛ لذا يبقى التأمين الصحي هو "الحل الأمثل" لعلاج كل المشاكل إلى جانب الموارد البشرية ،لابد أن تدار بشكل صحيح حتى يستفيد منها المواطن البسيط ذو الدخل المحدود). 


جدولة المرضى  
كما كانت لنا وقفة مع الدكتور/ جمال عوض باحشوان ،عضو اللجنة الطبية الخاصة في الأمراض الباطنية ، وقال: (بحكم عملنا في اللجنة نقوم بتقييم الحالة والتي مستعجلة نعمل على "جدولتها" ، ومن كثرة المرضى أصبحوا مجدولين لدينا لغاية تقريبا شهر أكتوبر).

تحملنا مسؤولية كبيرة جداً والدولة رافعة يدها عن هذه الفئة.. هذا ما أدلى به الدكتور جمال خدابخش، وأضاف: ( لذا نتمنى منها ومن الوزارة أن تأخذ بعين الاعتبار جزئية بسيطة جدا لخدمة هذه الشريحة ؛ كون هناك فئات أخرى بحاجة إلى النظر لها ومساعدتها ، وهي فئة مرضى الفشل الكلوي ، وكذا مرضى السرطان ، فهؤلاء هم بحاجة إلى دعم قوي جداً ليس فقط على مستوى دولة وإنما "دول" تقدم الخدمات وبعض المنح لخدمة المرضى، وكذا نتمنى من رجال الخير تقديم الدعم لهؤلاء المرضى).

فيما اقترح الدكتور باحشوان ، عضو اللجنة الطبية :( إذا بمقدور مكتب المحافظة مساعدتنا بموضوع "القسطرة التشخيصية" إما المحافظة تتكفل أو يتم التنسيق مع الجهات المعنية..)

ويضيف: "أتت لجنة طبية من السعودية إلى المكلا ستجري عمليات لمرضى القلب (مجاناً) وبدورنا تواصلنا مع الإخوة هناك على أن يتم تحويل بعض الحالات إليهم كي يخف العبء علينا إلا أن الرد كان: (بأن وضعهم مرتب وملفاتهم جاهزة)".   

ويقول: (المشكلة الأخرى التي نعاني منها هي المديونية التي على المالية من "التقارير الطبية" لشركة طيران اليمنية والتي تصل "بالملايين" لذا ترفض الشركة إعطاء تذاكر سفر للمريض مهما كانت حالته الصحية إلا بعد تصفية المديونية).