الإثنين - 11 أغسطس 2025 - الساعة 04:49 م
ما يحدث في تريم اليوم هو صورة حية لحالة القمع والظلم تحت وطأة قوات الاحتلال اليمني ، ومن هنا ، يظهر الدور الكبير الذي يجب أن يقوم به كافة أبناء شعب الجنوب في دعم إخوانهم في تريم ، في نضالهم المشروع من أجل التخلص من الاحتلال والعيش بسلام وحرية ومهما كانت الاثمان التي سيتم دفعها في سبيل الانعتاق والعيش بكرامة .
ان التكاتف الجنوبي والشعور المشترك بالمصير الواحد ، يعكس قوة الإرادة الشعبية التي لا يمكن لأي قوة احتلال أن تقهرها ، وقد خاض شعبنا ثورته على امتدادات كفاحاته منذ ما بعد حرب 94 الظالمة بروح واحدة وارادة واحدة ونفس واحد ، وهو اليوم يقف بأسره صفا واحدا مع أهل تريم وكل أبناء وادي حضرموت في مطالبتهم بالتحرر من الاحتلال ، وإنهاء مظاهر القمع والظلم التي طال أمدها .
ان الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني الاخوانية المشبوهة المتمثلة في قوات المنطقة العسكرية الأولى ضد أبناء تريم في وادي حضرموت لم تقتصر على ممارسة القمع والتمييز ضد سكان المنطقة فحسب ، بل عمدت إلى ارتكاب ممارسات تعسفية شملت الاعتقالات ، والإخفاء القسري ومداهمات طالت منازل المواطنين ، دون أي احترام لحقوق الإنسان أو حتى لحرمة المنازل واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين العزل الذين يعبرون عن مطالبهم المشروعة في نيل حقوقهم ، كما تشمل عمليات الاعتقال الجماعي والتعذيب في السجون ، التي تُعد جزءا من استراتيجية قمعية تهدف إلى إسكات كل صوت ينادي بالحرية والعدالة ،
وعلى ضوء هذه الانتهاكات خرج أهالي تريم في انتفاضة شعبية تجسدت في مظاهرات عارمة تندد بالوجود العسكري لقوات الاحتلال اليمني في المنطقة ، وأصبح من الواضح أن هذا التحرك ليس مجرد رد فعل محلي ، بل هو بداية لانتفاضات جديدة قد تمتد لتشمل باقي مناطق وادي حضرموت والتي تعاني بدورها من نفس السياسات التعسفية وعلى مدى سنوات مديدة من قبل هذه القوات التي زرعت في قلب حضرموت لنهب ثرواتها وقمع ابناءها والتعدي على القضية الجنوبية بكل اركانها ، فأبناء الجنوب يتشاركون هموم ومطالب أهل تريم ، ويتطلعون إلى يومٍ تتحقق فيه العدالة ، وتنتهي فيه ممارسات الاحتلال وتنقشع به الغمة المخيمة على وطننا الجنوبي من اقصاه الى اقصاه ، من المهرة الى باب المندب ، وتتحقق تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال وهي حتمية لا بد منها .