الخميس - 12 يونيو 2025 - الساعة 09:09 م
هناك فرق بين من يعتبر القوات الجنوبية منجزا ودرعا حاميا للجنوب وشعبه وقضيته وبين من يعتبرها عدوا يجب تدميره وخطرا عليه وعلى مصالحه وأهدافه ...
فالنوع هو شعب الجنوب الذي مايزال يتذكر كيف كان الوضع الأمنى في عدن ولحج وأبين والجنوب عموما خلال سنوات 2015 ، 2016 ، 2017 قبل تشكيل هذه القوات؟ وكيف هو الآن؟ ومايزال يدرك ان هذه القوات لم تحقق للجنوب هذا المستوى من العزوة والحماية بضغطة زر أو بسرد المقالات وبمداخلات ومشاركات في القنوات الفضائية وببث مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي وإنما حققت القوات الجنوبية ذلك بالتضحية والفداء بالروح والدم والعرق والسهر والصمود وتحدي الصعاب والمشاق ، ومازالت في هذا الديدن تذود عن حياض الوطن الجنوبي من أقصاه الى أقصاه ، وتواجه بإصرار مؤامرات أعدائه بمختلف انواعهم وأشكالهم ؛ ( حوثي .. إرهاب .. طابور خامس .. تجار مخدرات .. قوات احتلال ... الخ ) ، ولهذا فإن هذا الشعب يعي تمام الوعي أن القوات الجنوبية هي قضية وجودية بالنسبة له فإما أن يكونا معا وإما ألا يكونا .
أما النوع الثاني وهو الذي يعتبر القوات الجنوبية عدوا يجب تدميره ، وخطرا عليه وعلى مصالحه وأهدافه ، فهو من أهل بيت اعداء الجنوب وخصومه ، وهو بالقدر الذي يدرك تمام الإدراك ما أصبحت هذه القوات عليه من قوة وتماسك وتنظيم يجعلها تقف حائلا بينه وبين استعادة الجنوب الى حضيرته فإنه بالقدر ذاته لا يمل ولا يكل من تشويهها والتحريض عليها في إطار حاضنتها الشعبية والاجتماعية ، وتشغيل آلات مطابخه السياسية والإعلامية في أقصى فاعليتها على مدار الوقت لتأليب عديمي الفهم وذوي النوايا الحسنة من الجنوبيين ضدها قيادات.وأفرادا ، وإذكاء نيران تراكمات صراعات الماضي في المجتمع الجنوبي ، وبث الشائعات ودواعي الفتن لتغيير مزاج الحاضنة الشعبية للقوات الجنوبية في اتجاه مضاد لما هي عليه من دعم ومؤازرة واحترام وتقدير لها ، فضلا عن ما يقوم به هؤلاء الأعداء والخصوم من المواجهة المباشرة لها في جبهات القتال والتفجيرات والاغتيالات ، واستعمال كل أدوات الحرب النارية والناعمة للإجهاز عليها ، ونزع شوكة القوات الجنوبية المغروسة في عنقه ، ومن هنا فإن مسؤلية كل جنوبي وكل سياسي وناشط جنوبي حتى أولئك الغافلين ممن يطارد القوات الجنوبية بمناسبة وبدون مناسبة ألا يسمحوا لأولئك الأعداء التسلل من خلالهم الى الشعب الجنوبي ، وأن يقفوا لهم بالمرصاد في جبهتهم السياسية والإعلامية مثلما ان القوات الجنوبية تقف لهم بالمرصاد في جبهتها العسكرية والأمنية .