اجتماع قيادي للمجلس الانتقالي يناقش الاجراءات اللازمة لمواجهة الازمة.. انفوجرافيك

الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تقف أمام مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية على الساحة الجنوبية..انفوجراف

انعقاد اللقاء التنسيقي الأول بين الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي وإعلام المقاومة الوطنية اليمنية..انفوجراف



كتابات وآراء


الأربعاء - 11 يونيو 2025 - الساعة 07:44 م

كُتب بواسطة : د. باسم منصور - ارشيف الكاتب


مشهد يختزل سرديات فعل الفداء في المسيمير من بلاد الحواشب أخذت هذه الصورة للشهيد حمزة أحمد حسين الحوشبي وهو يدعو لأخيه الشهيد سامح أحمد حسين الحوشبي كأول شهيد بعد جسر العند / لحج، قبل أن يتدخل التحالف....!

وفي هذا السياق تحلُّ اليوم على الحواشب خاصة وشعب الجنوب عامة الذكرى العاشرة لملحمة الفداء وتحرير عاصمة المسيمير من بلاد الحواشب من رجس تحالفات صنعاء بكل عناوينها ... كثاني منطقة تتحرر في الجنوب....!
إذ كان تحريرها بتاريخ 11 يونيو... 2015م... بعد أن مكث فيها العدو شهرا كاملا من 11 مايو حتى لعنوا حيثما ثقفوا في 11 يونيو.... دون استقرار بل مناوشات وفتك ليليًّا يتجرعوه...وذاقوا الويل حتى باتوا طعاما لوحوش البراري....!

الحواشب حوصرت لثلاثة أشهر وسدوا كل منافذ الوصول إليها....بعد أن ولَّوا مدبرين.... ؛ وإزاء ذلك لم تلين أو تستكين أو تتوسل... قاوم وقاوم رجالها بالسلاح الشخصي في وضحِ النهار صنعوا البطولات... ولِبأس رجالها شهد لها العدو قبل الصديق فكان شهر استنزاف وبطش لم يهنأوا بمقام فيها حتى تم لعنهم منها.

شهدنا كل تلك الملاحم ووسدنا الشهداء رجال ونساء ترابها الغالي ... حتى كان يستشهد (الأخ وأخوه والابن وأبوه ناهيك عن المرأة ) وهكذا دواليك... تدافعت الأرواح فداءً. وكان أول موقع تم تحريره بعملية فدائية من قبل الشهيد نبيل السروي الحوشبي ؛ أقتحم موقع بمفرده وأردى من فيه قتيلًا... ثم توالت المواقع جميعا لقبضة المقاومة..... كانت أيام صعبة جدا لمن شهدها؛ إذ دفع تحالف الشر بكل ثقله فانكسر ...! ولم تزل جبهات الحواشب الحدودية تشتعل في قرين وحبيل حنش؛ ولِما تكبده العدو عمد إلى ضرب القرى الآهلة بالمدنيين وقبل أيام استهدف منزلا بقذيفة هاون في قرية قرين أحدثت مجزرة ارتقت شهيدة وجرح أطفالها وهكذا الجبناء ديدنهم الغدر !
كان جرحانا يتم إسعافهم على دراجات نارية إلى ردفان أو الضالع في طرق شديدة الوعورة فمعظمهم يرتقي شهيدا وهو يحدثك فينزف حتى يلقى الله... ومنهم من يقول أحملوني ولا تتركوني للحوثة الكلاب فيتم حمله وهو يطلق وصاياه الأخيرة ثم يستشهد ...!
وفي ذكرى الفداء والخلود لا ننسى الشهيد العقيد محسن منجستو مهندس التحرير وقائد جبهة الحواشب الذي جمع بين التخطيط والتنفيذ للهجمات وأرتقى شهيدا قنصًا.
وكيف لا نتذكر في هذه الذكرى شهداء الحواشب الأبطال الذين تجاوزوا المئات... في كل جبهات القتال من حريب حتى حبيل حنش وقرين الحدوديتين... مرورا بالساحل الغربي والضالع وحضرموت وما بينهما .... فقد رووا بدمائهم الطاهرة أرض الجنوب جنبا إلى جنب مع أبطال المقاومة الجنوبية في معركة مقدسة انتصارا لقضية شعب بكل ما فيها الأرض والإنسان والمعتقد النقي.... فلأرواحهم السلام ولمآثرهم الخلود...!!
لقد شهِد للحواشب وبطولاتهم الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي الذي كان يسند جبهة الحواشب وشارك معهم أيامهم التي سيخلدها التاريخ !
كم كانت ولم تزل لحظات يتعصى على العقل تصديقها ونحن نرى البطولات ونواري الثرى كواكب من شباب الحواشب حتى بلغ بنا الأمر أن نضع الاثنين في قبر واحد.... لشدة أوار المعارك...!
نهنئ شعب الجنوب بهذه الذكرى الخالدة ونترحم للشهداء وندعو للجرحى بالشفاء.. ولا عزاء للجبناء ممن تركوا أرضهم وديارهم يلاحقهم عار الأبد!! فالتاريخ لا يرحم والوعد قد لاح إنجازه ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.