الثلاثاء - 13 مايو 2025 - الساعة 04:24 م
إلى اليوم والمعركة ضد الجنوب وشعبه مستمره ولم تهدى أو حتى استراحت، بل تتخذ اليوم أشكالًا أكثر خبثًا وأشد إيذاءً، بعد سنوات من التآمر المكشوف، ومخططات كسر الإرادة الجنوبية، ها هي القوى المعادية تعود بأساليبها القذرة التي اعتدنا رؤيتها حرب خدمات ممنهجة، إفقار متعمد، وتأجيج للشارع، بل ومحاولات يائسة لإشعال الفتنة في قلب الصف الجنوبي، ومحاولات استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي باحراقه شعبيا ، محاولات كثيرة من جهات لا تمل من العبث بمصير الناس ولقمة عيشهم.
تستخدم تلك القوى أدواتها المفضوحة الأزمات المعيشية، الانهيار الاقتصادي، وغياب الخدمات كسلاح خبيث لفرض أجندات سياسية لا تخدم سوى من يدفع الثمن في غرف مظلمة، بعيدًا عن تطلعات شعب الجنوب وحقه المشروع في تقرير مصيره وبناء دولته.
واليوم، وقد فشلت كل محاولات كسر ظهر المشروع الجنوبي ممثلًا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، اتجهت تلك الأبواق المأجورة نحو ميدان آخر الإعلام الجنوبي الحر ، حيث صار الصحفي الجنوبي مستهدفًا، وصارت المؤسسات الإعلامية الجنوبية تُحاصر، لا لذنب سوى أنها تفضح الأكاذيب، وتدافع عن الحقيقة، وتنقل صوت المظلومين.
في صدارة هذا الهجوم الشرس، تطالعنا حملة ممنهجة لتشويه قناة "عدن المستقلة"، تلك المؤسسة التي شكلت نافذة الجنوب إلى العالم، ومنبرًا حرًا لقضية عادلة طال كتمها. حملات تشويه مدفوعة الثمن، تنفذها أقلام مأجورة وأبواق فقدت ما تبقى من شرف المهنة، لا يروق لها أن تكون هناك وسيلة إعلامية تنقل هموم الناس وتنتصر لحقوقهم المسلوبة.
لكن ما لا يدركه هؤلاء أن الجنوب اليوم ليس كما كان بالأمس القناة، بطاقمها الوطني وبإرادة صلبة تستمد قوتها من شعب الجنوب نفسه، مستمرة في أداء رسالتها، دون أن تلتفت لضجيج الكاذبين أو سموم الحاقدين. إنها معركة وجود، وصوت الجنوب سيبقى عاليًا، مهما حاولوا إسكات الحقيقة أو دفنها تحت ركام الفوضى.