الثلاثاء - 26 مارس 2024 - الساعة 02:46 ص
نحن من جيل ستينيات القرن الماضي ما زلنا نستذكر بفخر واعتزاز تلك الجهود التعليمية والتربوي، التي بذلت لإنجاز حملة محو الامية وتعليم الكبار في جميع مناطق جنوبنا الحبيب، وبالفعل تحقق ذلك الهدف العظيم وتم تكريم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومنحها وسام اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم في مثل هذا اليوم المجيد من مسيرة تاريخ ثورتنا الجنوبية الموافق 26 مارس 1985م، تأكيدا على نجاح الحملة، ولم يتبق سوى نسبة 2% فقط من إجمالي سكان الجمهورية البالغ عددهم حينها حوالي 2,2 مليون نسمة، وهذه النسبة تمثل كبار السن العاجزين على العمل والميؤوس منهم.
ومنذ كارثة الوحدة المشؤومة في 1990م، انتهج نظام الاحتلال اليمني نهجا سياسيا قذرا، حيث شجع على تفشي ظاهرة الأمية والتجهيل فاتسعت دائرتيهما لتشمل جيلا واسعا من أبناء وبنات شعبنا الأحرار، اللذين يكابدون ويلات الوحدة وعواقبها الكارثية التي لم تقتصر على معاناة نشر سياسة التجهيل والتخلف والأمية فحسب، وإنما تعرض شعب الجنوب للحرمان والتهميش والإقصاء ومحاولات نهج سياسة الإبادة الجماعية في تعميم أساليب فرض الإرهاب ونبش صراعات الثار الدموي، وتفكيك وحدة المجتمع وتمزيقه إلى كتل قبائل متناحرة، كما هو الحال في مناطق المحافظات الشمالية.
ولكن بعون الله تعالى سوف يتمكن الجيل الحالي والمستقبلي من تصفية وتطهير نفسه من موبقات نظام صنعاء وتحالفاته القبلية، واستعادة مكانة مجتمعنا الجنوبي المشهود له في تأسيس القيم الحضارية والمدنية القائمة على النظام والقانون والعدل والمساواة.