كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الإثنين - 05 يونيو 2023 - الساعة 09:02 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب


حزب التجمع اليمني للإصلاح ، من خلال التأطير والعمل التنظيمي للحزب وما يمتلكه من ماكنة إعلامية كبيرة ونشطة يتوهم للآخرين أن لهذا الحزب روئ استراتيجية لبناء دولة النظام والقانون والعادلة الإجتماعية والأمن والسلم المجتمعي وتحسين الخدمات المعيشية للمواطنين ، لكن الحقيقة أنه ليس كذلك ، ولم يستطيع أثبات أنه سيكون كذلك أذا آلت إليه زمام السلطة والحكم ، بل على العكس فهو ومن خلال ممارساته السياسية والثورية على الساحة اليمنية وتلبسه باسم الدين الإسلامي والوحدة الوطنية قد تبين للعيان أنه حزب لايمتلك رؤية استراتيجية قط لبناء الدولة المدنية ، وما كل تلك الممارسات السياسية والإعلامية والعسكرية التي خاضها حزب الإصلاح شمالا وجنوبا ومازال يخوضها حتى وأن كانت بهزالة وضعف وتخبط إلا أنها قد كانت من أجل الحزب نفسه وليس من أجل بناء دولة .

فقد الرؤية الاستراتيجية لحزب الإصلاح في بناء الدولة هي التي أفشلته وجعلت منه حزب دائم الفشل والهزائم رغم الفرص السياسية العديدة التي جاءت إلى تحت اقدام هذا الحزب إلا أنه داس عليها مسخرا أياها لمصلحة الحزب ولمصلحة كبار قادة الحزب وساسته على حساب بناء دولة النظام والقانون والمؤسسات المدنية والخدمية التي كان سيستفيد منها عامة المواطنيين .

كرؤوس أقلام فقد كان حزب الإصلاح وبسبب غروره ونظرته الأنية لمصالح الحزب الذاتية وقيادته هي السبب في فشل ثورة 11فبراير 2011 م عندما خان الرؤية الاستراتيجية للثورة والقبول بحكومة مناصفة مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي قامت الثورة ضده وضد رئيسه عفاش ، حيث ورغم صعود الحزب إلى الحكومة وتغيير رئاسة عفاش برئاسة هادي إلا أنه لم يتحرك قيد أنملة نحو بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون ، حتى أنه لم يبدي أي وطنية تذكر في تفانيه وتضحيته في الدفاع عن يمنه الكبير ووحدته تجاه الجماعة الحوثية الإنقلابية التي تسلمت العاصمة اليمنية صنعاء ببرد وسلام .

وبعد أن شردت قيادات حزب الإصلاح وأعضاءه إلى عدة دول عربية وإسلامية بسيطرة الحوثيين على صنعاء جاءت إلى حزب الإصلاح فرصة سياسية وعسكرية آخرى فرصة مدعومة عربيا ودوليا وإقليميا كان بإمكانه استغلالها نحو بناء مؤسسات الدولة وتوجيه الحرب ضد الإنقلاب الحوثي ، فرصة غزوا الحوثيين على الجنوب التي معها ظهرت دول التحالف العربي التي أعلنت اعترافها ودعمها لماتسمى الشرعية اليمنية سياسياً و إقتصاديا وعسكريا وتوجيه بوصلة الحرب نحو استعادة صنعاء ، خاصة وأن حزب الإصلاح حينها كان هو المسيطر على رئاسة وحكومة ماتسمى الشرعية اليمنية ، لكن وكما اسلفنا بسبب فقد حزب الإصلاح الرؤية الاستراتيجية لبناء الدولة المدنية وحقده الدفين على الجنوب ، فبدلا من تسخير ذلك الدعم العربي والإقليمي والدولي نحو بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون في العاصمة الجنوبية عدن استغل تسخيره في أتجاه معاكس وهو هدم ماتبقى من مؤسسات للدولة في العاصمة عدن وقطع الخدمات وإعدام المشتقات النفطية وتوقيف رواتب الموظفين و خلق الفوضى الأمنية في العاصمة عدن وعدم الاعتراف بالمقاومة الجنوبية التي كان لها الدور البطولي والريادة في هزيمة الحوثيين وطردهم من محافظات الجنوب ، حتى أن حزب الإصلاح لم يستطيع استغلال ذلك الدعم في بناء جيش وطني صحيح ومن ثم توجيه الحرب نحو تحرير صنعاء ، حيث كان جل أفراد مايسمى الجيش الوطني هم أفراد وهميين في كشوفات الرواتب فقط ، وما كان يقدم لهم من عتاد عسكري كانوا يبيعون أغلبه للحوثيين .

كما أن الحزب قد تعمد أيضا عدم استغلال فرصة شراكة المناصفة بينهم وبين الجنوبيين في الحكومة عن طريق اتفاق الرياض ولا مشاورات الرياض في نقل السلطة حيث استمر حزب الإصلاح في تمسكه العدائي ضد الجنوبيين وثورتهم التحررية وشراكتهم رافضا مد يد المجلس الانتقالي الجنوبي له من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة في العاصمة عدن وتوجيه الحرب نحو القضاء على الإنقلاب الحوثي واستعادة العاصمة اليمنية صنعاء .

ومن التخبط و النفاق السياسي لحزب الإصلاح وفقدهم الرؤية الاسترتيجية لبناء الدولة أنهم كانوا يتغنون باسم ماتسمى الوحدة اليمنية وفي الاتجاه الآخر يشجعون على ما اسموه استقلال محافظة حضرموت نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لقضية استعادة دولة الجنوب المستقلة ، وكذلك استغلالهم الماكنة الإعلامية الضخمة التي يمتلكونها فقط في التحريش بين الجنوبيين ومناكفتهم وسبهم وشتمهم .

وبسبب فقد حزب الإصلاح اليمني للرؤية السياسية والوطنية الاستراتيجية واستمراره على هذا الموال هاهو اليوم يجني ثمار أفعاله تلك بكونه قد أصبح الطرف الضعيف جدا في العملية السياسية الدولية عملية الحل النهائي للمشكلة اليمنية بسبب فشلة في بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون وبسبب أنه قد أصبح هو الطرف المهزوم سياسيا وعسكريا في الشمال وفي الجنوب .