كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الثلاثاء - 18 أغسطس 2020 - الساعة 10:38 م

كُتب بواسطة : حسين القملي - ارشيف الكاتب



كم هو مؤلم أن ترثي شابًا عزيزا غادر العالم وهو في مقتبل العمر! وكان لوجوده معنى، ودلالة، ومساحة، ازدانت به الدنيا، وأضاف للحياة رصيدا متجددا، وجهدا مقدرا، قبل أن تخطفه يد المنون على حين غرة إلى رحلته الأبدية، وهو في أبهج سنوات حضوره الشبابي، وعطائه الإبداعي بدون ضجيج، ولا مقدمات، وبلحظة خاطفة كل شيء قد انتهى، يا للاسف!.

هل ابدأ الكتابة كما اعتدت بالرثاء التقليدي أم أتجول في قاموس المفردات لعلي أجد ما يناسب الحزن من الكلمات؟!

يا أيها الغصن اليانع البديع، نتمنّى لو أنَّ حزن رحيلك المفاجئ باعماق بحار وشواطئ انديانا لم يهدم ضلوعنا ليغرق قلوبنا ألما وكمدا، بدموع فاجعة ما أقسى بكاء الفراق على عزيزا رحل دون وداع، وعندما يصيبنا الحزن في الصميم! ما أصعب الألم ! لم يتبقى من هجرتهم الى ارض الغربة وبلاد من لا تغيب عنهم الشمس سوى ذكرى اتصالات هاتفيه او رسالة ماسنجر وواتس اب كنَّا ننتظرها بشوق، لكن الآن، لا هاتف ينتظر ألألم الطويل ولا رسالة في الفؤاد تاتي.. لم نجد لكي ايتها العين الا ان تبكي وتذرفي الدمع على ثمرة يانعة أذبلها القدر اللعين وباتت مجرد ذكرى..

أيتها العين ابكي على من كان يكحلك.. يا لك من قاس أيها الموت.. نعم أنت حق على كل البشر وعلينا ان نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا مفر منها، لكنك جئت كالبرق الخاطف بغير أوانك، جئت مهرعا في يوم قاتم السواد، وسرقت بلمحة البصر شاب طموح بدأ حياته العملية، منطلقا من مبدأ الإخلاص للعمل والذي قاده الى حتفه.. فاجعة نزلت وحلت كالصاعقة على كل من عرفك ولم يعرفك.

إنها صدمة الرحيل المفاجئ في رحلة الحياة حين نكتشف كم نحب من يغادرنا فجأة؛ ليتجدد الشعور بالأسى، ويزداد الإحساس بالمرارة، وتثير لواعج القلب، ويترسب طعم الموت طويلا في قاع النفس.

معاذ صاحب البسمة اللطيفة والقامة اليانعة، كنتَ من البراعم المتوقدة بالنشاط وحب الحياة متفائلا وتحب الخير للجميع، كنتَ تتمنى العيش بحياة زاخرة بالأفراح والمسرات، لم تفارق الابتسامة شفتاك.. أما الطيبة التي كان ينطوي عليها قلبك المحب فإنها كانت أحلى سماتك، فكل ما بقي من نقاء روحك أغزر ذرف الدمع لدينا.

افتقدنا ابتسامتك الخجولة، وفقدانك ليس إلا خسارة لنا جميعا ستبقى آثارها في قلوبنا بليغة لا تندمل مهما عصفت بنا المصاعب والالام.

حين تنحنى الكلمات منحنى كلاسيكيا بالرثاء، لن نستطيع أن نعوض ذكرى رحيل شاب في مقتبل عمره، فقلبا والديه، سيتفطران على فراقه، وسيتحسران على فقده، كيف لا؟، وأعين من حوله ترنو، وتهفو إليه، وقلوبهم تخفق، وتحن لرؤاه؛ لكنها قلوب من احتواها الرضا بقضاء الله، وقدره، بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم.

أيها المتفائل بحب الحياة، وداعًا..
أيها المتواصل في العطاء, وداعا..
أيها البرعم اليانع، وداعا.. أنت المغادر جسداً، والحي روحا بين اهلك ومحبيك.

ثق يا معاذ، بأننا سنتمناك بيننا، ولكن لن يُستجاب لنا ولو تمنينا ذلك مرات عديدة، فأسلوب التمني لا يستجيب لطلبنا، إلا أنك تركت لنا ذكرا عزيزا، وسيرة عطرة، سنظل نذكرها ما حيينا، وستبقى بيننا بأنفاسك، وعفويتك، وشخصيتك الرائعة حية نابضة لسنوات طويلة ان شاء الله.

أيها الشاب اليانع الرقيق، لك منا كل ود، ودفء قلب، ودعاء يشق عباب السماء، بأن يعصم الله قلبي والديك، وذويك لفراقك بالإيمان، وأن يتغمدك بواسع رحمته، وأن يجمعك بمن تحب في دار كرامته.