الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - الساعة 05:45 م
استحسن الشارع العدني والجنوبي عمومًا القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بتعيين عدد من الكوادر الجنوبية المناضلة والمؤهلة في مناصب هامة في دوائر ومراكز صنع القرار.
منذ أكثر من 30 عاما، لم نشهد قرارات جريئة تحمل بصمات جنوبية خالصة في الهوى والهوية والنفس، وبهذا العدد المتميز من القيادات في سُلطات الدولة، في خطوة استراتيجية عميقة كسرت صمت عقود من التجاهل والإقصاء وحملت في طياتها معاني تتجاوز مجرد تبديل وجوه أو إضافة أخرى.
دائماً ما يردد الرئيس الزُبيدي في خطاباته وأحاديثه عبارة "المسار الآمن" لتحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب واستعادة دولته، فهذه العبارة ليست مجرد شعار، بل تجسيد لاستراتيجية سياسية حكيمة لتجنب المواجهة العسكرية أو الصدام المباشر مع القوى الإقليمية والدولية، واتخاذ "المسار الآمن" للتحرك السياسي المُمنهج وبناء القوة من الداخل، وهذا ما ظهر جليا في القرارات الأخيرة التي تُعد أولى خطوات التمكين والسيطرة الآمنة نحو استعادة مؤسسات الدولة بصفة رسمية.
حكمة "المسار الآمن" هي نهج سياسي ذكي لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، لا يتعارض بشكل مباشر مع الترتيبات القائمة (مثل اتفاق الرياض أو مجلس القيادة الرئاسي)، بحيث استطاعت القيادة أن تستغله بذكاء للتمكين من داخل منظومة السلطة الشرعية.
هذا النهج يضمن تحقيق الأهداف الكبرى للقضية الجنوبية خطوة بخطوة، مع الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، وتجنب أي تعقيدات قد تعرقل مسيرة استعادة الدولة.
حقيقة، توجه القيادة الجنوبية نحو هذا المسار الصحيح والآمن الذي يجمع بين الحكمة السياسية والواقعية، يؤكد أن قيادة المجلس تسير بخطوات ثابتة مدروسة ومحسوبة نحو تحقيق الهدف النهائي الذي ينشده شعب الجنوب..!