رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الخميس - 17 مايو 2018 - الساعة 04:03 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير/ منى قائد


عدن تفتقد (المسحراتي) الذي كان يجوب شوارع المدينة معلناً وقت السحور
روحانية الشهر الفضيل تخفف هموم الناس وتذكّرهم بعادات التكافل الاجتماعي

مع حلول شهر رمضان المبارك يتغير إيقاع الحياة في مختلف الدول العربية والإسلامية ، وترتقي مظاهره وطقوسه الخاصة التي تبدأ بالاستعدادات له قبل بدئه بأيام، من خلال الزينة التي تلاحظها في الأماكن والأسواق، وكذا نصب الخيام الرمضانية التي تجمع العائلات والأصدقاء في أوقات السحور والإفطار..


زيادة في الإقبال
تشهد الأسواق هذه الأيام زيادة في الإقبال على شراء المواد الغذائية وتحديداً (سلعة رمضان)، وهو ما يحدث دائماً وقبل شهر رمضان المبارك.. وهذه العادات المجتمعية هي عبارة عن جزء من العادات التي يمارسها المواطنون قبل حلول شهر الصوم، وقد تكون هذه العادة مظهراً من المظاهر الاحتفالية بالشهر الفضيل، وذلك بشراء احتياجاته اللازمة لإعداد الولائم وتبادل العزائم بين الناس.

حضور جميل
�مرحّب مرحّب يا رمضان.. شهر العبادة وشهر الصيام � كلمات ترددها ألسنة الأطفال هنا وهناك ، ابتهاجاً بحلول شهر المحبة والتسامح والغفران، تصل لمسامع الناس فيستقبلونها بروح فياضة بالمحبة والصفاء وروحانية متماهية تغذي القلب فيزداد شوقاً وعبادة لله..
 وفي مدينة عدن بالذات، لم تغيّر الظروف القاهرة التي يمر بها الوطن طباع الناس في كيفية استقبال الشهر الفضيل ؛ فرغم الغلاء والمشاكل والحروب لا يزال الأمل ينير طريق كثيرين، والنفوس تواقة للأفضل، ورمضان بذكرياته وحكاياته يسجل حضوراً جميلاً.

طقوس قديمة
تميزت محافظة عدن منذ القدم بالعديد من الطقوس والعادات الرمضانية الجميلة ، إلى جانب تميزها بالعديد من أصناف الوجبات الرمضانية التي لم تكن معروفة في العديد من المحافظات والمناطق الأخرى ؛ حيث عرفت مدينة عدن (مدفعين) للإفطار منذ زمن طويل ، الأول على جبل شمسان بالمعلا ، والآخر في كريتر، ويتم إطلاقهما إعلاناً للإفطار، إلا أن ذلك توقف أواخر ستينيات القرن الماضي، كما تميزت المدينة قديماً بوجود (المسحراتي) الذي كان يطوف حواري وشوارع المدينة معلناً للناس وقت السحور استعداداً لصيام يوم جديد من أيام الشهر الكريم.

مناسبة اجتماعية
ويعتبر شهر رمضان مناسبة اجتماعية وفرصة ممتازة لاجتماع العائلات وزيادة فرص التواصل فيما بينهم، وفيه تتقارب العادات الاجتماعية بين الأسر اليمنية سواء في (القرى أو المدن) ؛ إلا أنها تبقى محافظة وبشكل رئيسي على أساسيات الشهر، وما يتحمله من عادات هدفها زيادة صلة الأقارب وفرص الالتقاء والالتفات إلى المحتاجين والمساكين.
ومن العادات الاجتماعية التي لا تزال منتشرة ومحافظة على طابعها في هذا الشهر هو توزيع الأكل وتبادل الأطباق الرئيسة بين الجيران ، إلى جانب الاجتماعات العائلية بعد صلاة التراويح، التي قد تمتد إلى ساعات الصباح الأولى.

استراحة للنفس
وكعادتهم يستقبل اليمنيون الشهر الفضيل بكل رحابة صدر ، وذلك لأن القناعة عنوان المواطن اليمني ، والذي وإن أبدى تأثراً وتدمراً من الأوضاع وارتفاع الأسعار إلا أنه يتعامل معها بسلاسة.
وتقول أم حسن: ( أنتظر رمضان كل عام بفارغ الصبر ؛ لأنني أعتبره الاستراحة التي تجد النفس فيها مبتغاها من الهدوء والسكينة والروحانية، ورغم كثرة التجهيزات التي تسبقه أو تتخلل أيامه ولياليه إلا أنني أجد في تعبي متعة وراحة لا أجدها في أيام الشهور الباقية، وأهم نقطة تسعدني في هذا الشهر هو أداء صلاة التراويح في المسجد).  

عادات باقية وأخرى اندثرت
ومن عادات أهل عدن في هذا الشهر هو أن سكان الأحياء الشعبية يُخرجون الكراسي للشوارع، ليتسامروا مع أبناء الحي، بروح التسامح التي لا تزال موجودة بشكل ملحوظ في عدن بخلاف باقي المحافظات الأخرى.. وهناك عادات كثيرة بعضها مازال باقياً وأخرى اندثرت بسبب عوامل مختلفة منها انتشار الوسائل الحديثة وطبيعة الوضع الاقتصادي.

أعمال خيرية
عُرِف سكان عدن بأعمال الخير والتكافل الاجتماعي والتعاون وخاصة في مثل هذا الشهر الفضيل الذي يضاعف الله فيه الأعمال ويتقبل فيه القربات ويرفع فيه الدرجات. كما تنشط الجمعيات الخيرية، وتزداد وتيرة نشاطها مع دخول الثُلث الأخير من الشهر الكريم.
كما أن للأطفال في هذا الشهر طقوسهم الخاصة، حيث تضم جدران وقاعات المساجد في مختلف الدول الإسلامية، همهمات ترتيلهم للقرآن ؛ بينما تكسر مجموعة أخرى تلك الأجواء بالقليل من اللعب قبل أن يعودوا إلى طقوسهم الجماعية. 

إفطار بسيط تغمره السعادة
يطل علينا شهر رمضان المبارك حاملاً معه الرحمة والتباريح، ليخفف عن الأسر أعباء الحزن ويملأ الأجواء بأمل جديد، كما سيجمع البشر باختلاف جنسياتهم في ساعة الأذان على طاولة إفطار بسيط تغمره سعادة أسرية، ويجد المسلمون في تلاوة القرآن طراوة للقلب ، وحلاوة في اللسان، بالإضافة إلى أنك تجد المصلين يجتمعون في المساجد لأداء الصلاة ويتضرعون إلى الله في خشوع وسكينة متناسين بذلك الهموم ويملأ قلبهم الأمل الجديد بمستقبل أفضل ..  سائلين المولى عز وجل أن يبلغنا جزاء هذا الشهر الكريم، وكل عام وأنتم بألف خير.