كتابات وآراء


الأحد - 28 ديسمبر 2025 - الساعة 06:31 م

كُتب بواسطة : نبيل الجنيد - ارشيف الكاتب


سعى البعض منذ اللحظة الأولى لتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تصويره ككيان طارئ، تشكل بدعم إماراتي ولا يمكن أن يخدم القضية الجنوبية، وفق ما يروج له خصومه. وفي هذا الطرح يتجاهل خصومه إعلان عدن التاريخي حين قرر الشعب تفويض قيادة سياسية تتولى قيادة مشروع الجنوب، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، في الرابع من مايو 2017م.

ومع مرور الأيام والسنين، مضى المجلس الانتقالي بخطوات مدروسة، أعاد خلالها تشكيل الهيئات والمؤسسات الجنوبية، ودخل في شراكة مرحلية مع الحكومة الشرعية، برعاية المملكة العربية السعودية. المؤسف أن قوى سياسية، شمالية و جنوبية،حاولت الوقوف في وجه تطلعات الشعب، و ترفض استمرار هذه الشراكة وابدا عدم الرغبة بتنفيذ البنود المتفق عليها ، إدراكا منها أن نجاحها سيكشف حقيقة غياب الجدية في استعادة صنعاء، وان الجنوب سيقرر مصيره.

مؤخراً جاءت انتصارات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة لتزهو بالنجاحات، المسنودة بالزخم الشعبي واعلان المؤسسات الحكومية تأييدها المطلق للخطوات التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي ، لتسقط الرهانات وتكسر التعتيم الإعلامي الذي يحاول تشويه التحركات الميدانية للقوات الجنوبية، لا سيما في محاربة التطرف وقطع إمدادات التهريب .

ومن هنا، فإننا نتفق أو نختلف مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن الحقيقة يجب أن تُقال. فقد جاءت الإمارات ضمن دول التحالف العربي لدعم حكومة الشرعية وإعادتها إلى صنعاء، إلا أن الحكومة الشرعية لم تحترم أو تحسن استثمار هذا الدعم والمواقف المشرفة، بل ناصبت الإمارات العداء عبر آلة إعلامية لا تتوقف، وفي مقدمتها قناتي “المهرة” و”بلقيس”، اللتان صورتا الإمارات كعدو، لا كحليف عربي قدّم الغالي والنفيس. ومن ينكر ذلك لا يمكن وصفه إلا بشخص جاحد.

وبالانتقال إلى المشهد السياسي، نتابع كثير من الأحاديث التي تحاول تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام ، وآخرها المحلل العسكري علي الذهب واما ياسر اليماني حدث ولا حرج فالرجل مصاب بالاسهال كما تابعنا حديث الوزير علي العمراني، في برنامج بود كاست اليمن بثته قناة المهربة " المهرية " وللأسف الوزير هو محسوب على النخب السياسية في الشمال، الذين دائما يحاولون تبرير فشل الشرعية والقوى الشمالية في استعادة صنعاء منذ أكثر من أحد عشر عامًا، بحجة “خذلان التحالف”. وهو طرح يتنافى مع الواقع؛ فلو كان الوزير العمراني صادقا، و حريصا على وحدة اليمن قول وفعل لكان بادر إلى التحرك لتشكيل مقاومة لتحرير البيضاء، التي ينتمي إليها، من قبضة الحوثيين. والمفارقة المؤلمة أنه يوجّه الاتهام للإمارات بدعم الانتقالي في الجنوب، بينما يتغاضى هو ورهطه عن دعم الإمارات للمقاومة الوطنية وحراس الجمهورية، الذين يؤكدون أن معركتهم الأساسية باتجاه صنعاء.

ومن باب الإنصاف، نقول لمعالي الوزير: نحن نحترم رأيك، و نقدر قدسية الإعلام الذي كنت يومًا ما على رأس هرم مؤسساته غير أننا نختلف معك في توصيف المشهد، وفي زعمك أن أحد عشر عامًا مضت دون أن تعودوا إلى صنعاء.

في المقابل، اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي قرارًا واضحا ليكون شريكا صادقا وفيا للتحالف العربي،في مواجهة التمدد الإيراني وحماية الممرات الدولية، في نفس الوقت كان واضحا أنه لن يتخلى عن القضية الجنوبية ، باعتباره الكيان الأقوى والحامل الحقيقي لهذه القضية بناء على التفويض الشعبي المعلن في العاصمة عدن .

واليوم، نرى الشعب الجنوبي يكتب خياره المنشود على امتداد الجغرافيا من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا، ويتحرك بثقة خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، الذي امتلك رؤية واضحة أوصلته إلى موقع القيادة، مستندا إلى إرادة شعب، وان ما يؤكد ذلك هو الحشد الجماهيري الغير مسبوق سيئون الجماهير الحضرمية الحرة خرجت لتبارك انتصارات القوات الجنوبية والخطوات التي يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي وتوصل رسالة إلى رشاد العليمي الذي يحاول جر حضرموت لصراع مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية و يؤكدون للعالم أن حضرموت جنوبية ولا تقبل الإذلال والاحتلال الذي جثم على أرضها 35 عام .

وفي الختام، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن وليد لحظة، ولم يأت وفق أجندة خارجية كما يروج البعض، بل هو امتداد للحراك الجنوبي الذي انطلق عام 2007، المطالب باستعادة دولة الجنوب التي تلبي طموحات الشعب الذي يثبت أن لديه كيان جنوبي صلب، يتمدد لحماية الأرض، ولا يقبل الانكسار مسنود بقوة الشعب وإرادته الحرة.