الأحد - 28 ديسمبر 2025 - الساعة 09:15 م
تجذّرت العلاقة الأخوية الصلبة بين دولة الجنوب العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ المراحل الأولى من تاريخ المنطقة حين جمعت علاقة تاريخية راسخة بين الرئيس الخالد سالم ربيع علي قائد دولة الجنوب العربي وأخيه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وقد قامت تلك العلاقة على الاحترام المتبادل والإيمان بوحدة المصير العربي، والدفاع عن حق الشعوب في السيادة وبناء دولها المستقلة.
لقد مثّل القائدان نموذجًا وطنيًا في القيادة حيث التقيا على مبادئ الكرامة الوطنية والاستقلال السياسي، وبناء الدولة القادرة على خدمة شعبها. ولم تكن علاقتهما مجرّد تواصل رسمي بل أخوّة صادقة انعكست على عمق العلاقة بين الجنوب العربي والإمارات ورسّخت أساسًا متينًا من الثقة والتفاهم.
وفي مسار النضال الوطني الجنوبي شكّل إعلان فك الارتباط محطة تاريخية مفصلية عبّر فيها شعب الجنوب العربي عن إرادته الحرة في استعادة قراره الوطني وتصحيح وتحقيق تطلعاته العدالة وقد جاء هذا الإعلان تعبيرًا سياسيًا سلميًا عن حق أصيل تؤكده المواثيق الدولية ويتمثل في حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وتوّجت هذه الإرادة الوطنية بـ إعلان دولة الجنوب العربي، كترجمة واضحة لطموحات الشعب الجنوبي في بناء دولة مستقلة ذات سيادة، تقوم على أسس العدالة، والنظام واحترام القانون وتحقيق التنمية والاستقرار. ولم يكن هذا الإعلان موجّهًا ضد أحد، بل جاء تأكيدًا على هوية وطنية راسخة وسعيًا لبناء علاقات متوازنة مع دول الجوار وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد واصلت الإمارات موقفها الداعم للاستقرار والسلام منطلقة من إرث الشيخ زايد بن سلطان القائم على نصرة الشعوب وتعزيز الأمن ودعم التنمية. وهو موقف يقدّره شعب الجنوب العربي عاليًا، ويراه امتدادًا للأخوّة التاريخية التي أسسها القادة المؤسسون.
إن العلاقة بين دولة الجنوب العربي ودولة الإمارات ليست علاقة ظرفية بل شراكة أخوية تضرب جذورها في التاريخ وتعززها المواقف وتحميها إرادة شعبين. ومع إعلان دولة الجنوب العربي، تتجدد هذه العلاقة على أساس الاحترام المتبادل لتبقى مثالًا حيًا للأخوّة العربية الصادقة… رابطة للأبد.