الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025 - الساعة 06:15 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / منير النقيب
تشهد مناطق وادي حضرموت مؤخرًا حالة احتقان شعبي متصاعدة، وسط اتهامات واسعة ومؤكدة بوجود علاقة وثيقة بين ميليشيا المنطقة العسكرية الأولى وبين مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية، وهي علاقة لم تعد خافية على أحد، بل باتت جزءاً من واقع يكشفه الميدان يومًا بعد آخر.
*تحالفات خفية
منذ سنوات، تتردد الاتهامات حول تواطؤ قوات المنطقة العسكرية الأولى، التابعة لحزب الإصلاح، مع مليشيا الحوثي، لكن ما كان يُقال همسًا أصبح اليوم حديث الشارع. شواهد عديدة تؤكد هذا الارتباط؛ أبرزها سماح هذه القوات بتمدد عناصر الحوثي في مناطق وادي حضرموت، بالتوازي مع تحركات منظمة للجماعات الإرهابية التي تتحرك في ظل حماية غير معلنة.
مصادر محلية وشهود من أبناء الوادي أكدوا بأن نقاط أمنية تعمل على تُسهّيل مرور عناصر مشتبه بانتمائهم للحوثي أو لتنظيمات متطرفة، إلى جانب غياب أي دور حقيقي من قبل المنطقة العسكرية الأولى تجاه تلك التحركات.
*رصاص على المدنيين
بلغ التوتر ذروته مع إقدام قوات المنطقة العسكرية الأولى على إطلاق الرصاص الحي تجاه المواطنين العزّل في مدينة سيئون، أثناء احتجاجات سلمية نفذها أبناء الوادي للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
إطلاق النار على أصحاب الأرض أثار موجة غضب عارمة، وسط إدانات محلية وشعبية واسعة، اعتبرت ما جرى “سلوكًا ممنهجًا” يعكس طبيعة هذه القوات التي تلجأ للعنف لتثبيت وجودها.
وأكد حقوقيون أن استهداف الحشود السلمية لا يمكن تبريره، وأن ما جرى يمثل انتهاكًا صريحًا لحقوق الإنسان، ويكشف حجم المخاطر التي تواجه سكان الوادي في ظل بقاء هذه القوات.
*قمع المطالب السلمية
التعامل العنيف مع المحتجين السلميّين في حضرموت فضح أجندة المنطقة العسكرية الأولى، وأظهر أن وجودها في الوادي لم يكن لحفظ الأمن، بل لإدارة الواقع وموارد الثروات بما يخدم مصالح سياسية وحزبية تتقاطع في أغلبها مع مصالح ميليشيا الحوثي.
ويرى مراقبون أن حادثة إطلاق النار فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات حول دور هذه القوات ومبررات بقائها، خصوصًا مع اتساع رقعة المطالب بإخراجها واستبدالها بقوات تحظى بقبول مجتمعي وتمثل أبناء المنطقة.
*رفض شعبي واسع
تتوسع رقعة الاحتجاجات يومًا بعد آخر، مع إصرار أبناء الوادي على مواصلة الاعتصامات حتى تحقيق هدفهم في رحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى.
ويؤكد المشاركون في الاعتصامات أن وجودهم في الساحات “واجب وطني”، وأن هذه التحركات تأتي دفاعًا عن حقوق مشروعة، أبرزها حماية المواطنين ومنع عسكرة الحياة المدنية، ووقف محاولات قمع الأصوات الرافضة للانتهاكات.
وطالب أبناء حضرموت على ضرورة دور المنظمات الحقوقية المجتمع الدولي بالتدخل والضغط لوقف تجاوزات المنطقة العسكرية الأولى، ومحاسبة المتورطين في الاعتداء على المتظاهرين.
*القوات المسلحة الجنوبية
أمام هذا الواقع، برز الدور المتنامي للقوات المسلحة الجنوبية، التي تؤكد تطلعات أبناء حضرموت تجاهها بوصفها القوة القادرة على استعادة الأمن ومحاربة الإرهاب.
القوات الجنوبية أثبتت خلال السنوات الماضية فاعليتها في مكافحة التطرف وترسيخ الاستقرار في المحافظات المحررة، ما جعل الدعوات تتصاعد لدخولها وادي وصحراء حضرموت لحماية السكان وقطع الطريق أمام المخططات الإرهابية.
وأكدت مصادر رفيعة أن وجود القوات الجنوبية ليس حملة عسكرية عابرة، بل استجابة مباشرة لمطالب أبناء حضرموت الذين أثبتوا عبر اعتصاماتهم وإرادتهم أنهم عازمون على استعادة أمنهم وقرارهم من قبضة الميليشيات.
* مرحلة مفصلية
تدل التطورات الأخيرة على أن حضرموت مقبلة على مرحلة مصيرية، وأن استمرار وجود المنطقة العسكرية الأولى بات مستفزًا وغير مقبول مجتمعيًا، لا سيما بعد تواتر الأدلة على تواطؤها مع الحوثي والجماعات الإرهابية، واعتدائها على السكان، وعجزها عن حماية الوادي.
ويرى متابعون أن المشهد يتحرك باتجاه تغيير جذري، عنوانه: تحرير وادي حضرموت، وتمكين أبنائه من إدارة أمنهم، وقطع الطريق على أي نفوذ مسلح خارج الإرادة الشعبية.