4 مايو / تقرير: مريم بارحمة
لم يعد خافيًا على أحد أن الإعلام المعادي للجنوب، المتمثل في أبواق جماعتي الحوثي والإخوان، يعيش اليوم حالة من التخبط والانهيار غير المسبوق. فمع كل قرار وطني يتخذه الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ومع كل انتصار سياسي أو عسكري يحققه الجنوب، تشتعل ماكينة الشائعات وتتحرك أدوات البروباغندا السوداء في محاولة يائسة للتشويش على المشهد، إلا أن النتيجة غالبًا ما تكون عكسية؛ إذ تنكشف الأكاذيب بسرعة، ويتأكد الشارع الجنوبي أن ما يروج ليس سوى حملة مرتزقة تحاول إيقاف عجلة التاريخ.
-إعلام ساقط وفضائح مفضوحة
لقد سقط إعلام الحوثي والإخوان سقوطًا مدويًا خلال الأسابيع الماضية، بعد أن انكشف أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بترويجه إشاعة مزعومة عن "وصول وفد إسرائيلي إلى عدن". هذه الرواية الملفقة لم تصمد حتى ساعات قليلة، حيث فندتها مصادر محلية ودولية ووصفتها بالمضحكة. لكن ما هو أخطر من الإشاعة نفسها، هو الهدف الكامن وراءها وهو تهيئة الرأي العام لتبرير أعمال إرهابية أو تمهيد لاستهداف العاصمة عدن، ومحاولة إعادة إنتاج فوضى ما قبل 2015 لإضعاف الجنوب وإسقاط مشروعه الوطني.
هذا السقوط الأخلاقي والمهني يعكس حقيقة تلك القنوات، مثل (المسيرة، بلقيس، يمن شباب، المهرية)، التي باتت منصات للتحريض وتزييف الوعي. فبدلاً من مناقشة قضايا اليمنيين ومعاناتهم الحقيقية تحت حكم الميليشيات، ينشغل إعلام الإخوان والحوثي باختلاق قصص وهمية هدفها ضرب استقرار الجنوب.
-ردة فعل على نجاحات الجنوب
مصادر سياسية جنوبية أكدت أن هذه الحملات ليست معزولة عن سياقها الزمني، بل جاءت كرد فعل مباشر على القرارات الأخيرة للرئيس الزُبيدي التي مكّنت الكفاءات الجنوبية في مؤسسات الدولة، وأعادت تصحيح مسار بعض الأجهزة الإدارية والخدمية. تلك القرارات اعتبرها الشارع الجنوبي خطوة استراتيجية تعزز تمثيل الجنوب في الحكومة وتضمن تحسين الأداء والخدمات. ومن هنا جاءت "صرخات العويل" كما وصفها بعض المحللين، إذ رأى الأعداء أن مشروعهم لإبقاء الجنوب مهمشًا بدأ ينهار.
-تخادم حوثي–إخواني مكشوف
من المثير للسخرية أن جماعتي الحوثي والإخوان اللتين تخوضان صراعًا سياسيًا وعسكريًا على مناطق الشمال، تتفقان عندما يتعلق الأمر باستهداف الجنوب ومشروعه التحرري. هذا التخادم بات مكشوفًا، فالهجوم الإعلامي المشترك، وترديد نفس الأكاذيب، وتنسيق الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، كلها دلائل على أن العدو واحد وإن
تعددت شعاراته. كذلك تصريحات بعض قيادات حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) التي ذهبت إلى القنوات الإسرائيلية مطالبة بالتنسيق معها عسكريًا وسياسيًا ضد الحوثي وإيران، وهو ما يفضح تناقضهم الصارخ مع شعارات "نصرة فلسطين" التي يرفعونها عند مهاجمة الجنوب. بل إن قناة (24 الإسرائيلية) خصصت حلقات عدة ناقشت تلك الدعوات الإصلاحية للانفتاح على إسرائيل، الأمر الذي كشف ازدواجية الإخوان وخيانتهم للقضية الفلسطينية مقابل مكاسب سياسية ضيقة.
-دعم حكومة المناصفة وتثبيت الاستقرار
المجلس الانتقالي الجنوبي شدد على دعمه الكامل لحكومة المناصفة، وسهّل أعمالها رغم التحديات، وأكد عمق العلاقة بين الرئيس الزُبيدي ونائبه القائد أبو زرعة المحرمي ورئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، الذي يواصل مهامه بكفاءة رغم الشائعات المغرضة التي حاولت تصويره مستقيلًا. وقد أوضح مقربون من الحكومة أن أي انتقاد يوجهه رئيس الوزراء إنما يأتي في سياق شكاوى من عرقلة بعض الإصلاحات الاقتصادية من قبل قوى نفوذ في الشرعية، وليس استقالة كما زعم الإعلام المعادي.
-موقف إنساني وأخلاقي ثابت
وعلى الرغم من حملات التشويه التي تستهدف الجنوب وقياداته، لم يتردد المجلس الانتقالي في إدانة القصف الإسرائيلي على المدنيين والمنشآت الحيوية في غزة، مجددًا موقفه الإنساني الداعم للشعوب المقهورة. هذا الموقف أظهر مرة أخرى أن الجنوب يملك مشروعًا أخلاقيًا متوازنًا لا تحكمه حسابات الابتزاز السياسي أو الدعاية الرخيصة.
-تضامن مع الشعب اليمني المقموع
الجنوب أبدى تضامنه مع الشعب اليمني في مناطق سيطرة الحوثيين، الذين حُرموا حتى من الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، معتبراً أن صمت إعلام الشرعية والإخوان عن هذه الممارسات العنجهية عار تاريخي يثبت أن تلك الأطراف تضع عداء الجنوب فوق أي قضية وطنية أخرى.
-استهداف إعلاميي الجنوب وبيان النقابة
الحملات المعادية لم تقتصر على المجلس الانتقالي بل وصلت إلى استهداف الإعلاميين الجنوبيين بالتحريض والتشهير والكذب، إلا أن نقابة الصحفيين الجنوبيين أصدرت بيانًا قويًا أكدت فيه أنها لن تسمح بترهيب الصحافة الجنوبية، ودعت إلى محاسبة الجهات التي تمارس التحريض الإعلامي.
-ملتقى إعلام تهامة وكشف المظلومية
وفي سياق آخر، شهدت مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة انعقاد الملتقى الأول لإعلام تهامة، والذي أظهر حجم المظلومية التي يعانيها أبناء تهامة تحت حكم الحوثيين، من قمع واعتقالات ونهب للموارد. المجلس الانتقالي رحب بمخرجات الملتقى وأكد تضامنه مع أبناء تهامة في سعيهم نحو الحرية والعدالة، معتبرًا أن قضيتهم جزء من معركة استعادة الدولة وإنهاء الميليشيات.
-هجوم شامل على رموز العداء
المشهد الإعلامي والسياسي شهد كذلك فضحًا للأسماء التي تقود الحملات ضد الجنوب، من توكل كرمان إلى علي البخيتي وعادل الحسني وغيرهم، والذين اجتمعوا رغم اختلاف توجهاتهم – بين تكفيريين وعلمانيين وحوثيين – على هدف واحد هو ضرب الجنوب ومجلسه الانتقالي. هذه التوليفة العجيبة تعكس حجم الخوف الذي يثيره صعود الجنوب وتمكين كوادره.
-الجنوب ماضٍ ولن يتراجع
خلاصة المشهد أن الجنوب اليوم أكثر قوة وتماسكًا من أي وقت مضى، وأن قرارات الرئيس القائد الزُبيدي الأخيرة كانت نقطة تحول تاريخية عززت موقع الجنوب في المعادلة الوطنية والإقليمية. حملات الإعلام المعادي لم تفعل سوى كشف زيفه وتعزيز التفاف الجنوبيين حول قيادتهم، ما يجعل مشروع استعادة الدولة الجنوبية أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى.