الإثنين - 15 ديسمبر 2025 - الساعة 08:08 م
أيها المزايدون الكاذبون، ومفبركو التاريخ، الذين يتهمون الجنوب والجنوبيين زورًا وبهتانًا بالسعي لإقامة علاقات أو تواصل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وطلب دعمها كذبًا وافتراءً؛ نقول لكم: اتقوا الله في التاريخ قبل أن تكذبوا على الحاضر.
فالجنوب، دولةً وشعبًا، لم يكن يومًا إلا في مقدمة الصفوف المعادية لإسرائيل، قولًا وفعلًا، موقفًا وممارسة. وعلى امتداد التاريخ القريب والبعيد، سطّر الجنوب مواقف لا يستطيع المزوّرون طمسها، ولا الأقلام المأجورة تشويهها.
حين وقّعت مصر اتفاقية كامب ديفيد، لم تُقاطعها مقاطعة حقيقية وصارمة إلا دولة الجنوب، حتى بلغت شدة المقاطعة حدّ قيام نظام السادات عام 1978م باعتقال الطلاب الجنوبيين وطردهم من الأراضي المصرية، في موقف سياسي لم يُسجَّل لغير الجنوب.
أما اليمن الشمالي آنذاك، فلم يُعرف عنه أي موقف مقاطعة حقيقي.
ولم تكن دولة الجنوب دولة شعارات، بل دولة أفعال؛
فهي الدولة الوحيدة التي زوّدت منظمة التحرير الفلسطينية بصواريخ «سام» الروسية، في خطوة أغضبت حتى الاتحاد السوفيتي نفسه، عندما قررت عدن تسليم تلك الصواريخ لياسر عرفات في لبنان دعمًا للمقاومة الفلسطينية.
وعندما حوصِر الفلسطينيون ورُحّلوا من لبنان، لم تفتح أبوابها لاستقبالهم إلا دولتان: دولة الجنوب وتونس.
وهي أيضًا الدولة التي منحت جوازات سفر دبلوماسية لقادة المقاومة الفلسطينية، في وقت كان فيه كثيرون يتاجرون بالقضية ولا يقدّمون لها أي دعم حقيقي.
واليوم، يخرج علينا أحفاد عبد الله بن سبأ الصنعاني – كما يصفهم التاريخ – ليفتروا كذبًا على المجلس الانتقالي الجنوبي، متناسين أو متجاهلين عمدًا حقائق موثقة لا تخفى على أحد.
فمن الذي سهّل تهريب يهود الفلاشا من إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي عبر مطار صنعاء وعلى متن طيران اليمنية؟
أليست الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي)؟
ومن الذي رحّل يهود صعدة إلى فلسطين في تسعينيات القرن الماضي؟
أليس هو نظام اليمن الشمالي؟
أليست صورة عبد الكريم الإرياني، وزير خارجية اليمن الشمالي، إلى جانب شمعون بيريز، معروفة ومتداولة، ولا تحتاج إلى إنكار؟
اذهبوا إلى تل أبيب اليوم، وستجدون يمنيين من الشمال لاجئين هناك، لكنكم لن تجدوا جنوبيًا واحدًا؛ لأن الجنوب، شعبًا وهويةً، ظل وفيًا لقضيته وموقفه.
أما ما يُشاع اليوم من أكاذيب عن تطبيعٍ مزعوم للمجلس الانتقالي الجنوبي مع إسرائيل، فليس سوى حملة تضليل رخيصة، مصدرها معروف، وأدواتها مكشوفة.
إنها صادرة من مطبعة الإخوان المسلمين، الذين أثبتت التجارب أنهم أقرب إلى مشاريع الهيمنة والاختراق من أي ادعاء زائف بنصرة القضايا.
ونقولها بوضوح لا لبس فيه:
المجلس الانتقالي الجنوبي، ومعه كل الجنوبيين، سيظلون أنصارًا للمظلومين، وضد أي قوة احتلال في العالم، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
أما الأكاذيب فستسقط،
وأما الحقيقة فتبقى.
رمتني بدائها وانسلت.