4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
بعد ، أيام قلائل تحل على شعب الجنوب ذكرى ثورة 14 أكتوبر ، وفيها تتوجه أنظار أبناء الشعب الجنوبي في كل رقعة من ترابه الطاهر إلى تلك المناسبة وهي من أكثر الثورات تأثيرًا في تاريخ الجنوب الحاضر والماضي، وهي ثورة 14 أكتوبر 1963م التي انطلقت من جبال ردفان الشامخة، حيث اجتمعت فيها الإرادة الشعبية الجنوبية لتسطر فصلًا جديدًا من النضال ضد الاحتلال البريطاني، الذي ترك آثارًا عميقة في نفوس أبناء الشعب الجنوبي.
حيث عاشت الجنوب خلال حقبة الاستعمار البريطاني معاناة شديدة، حيث عانى المواطنون من الفقر والجهل والتمييز الطبقي، مما جعل الحياة تحت الاحتلال أمرًا لا يُحتمل وهذه الظروف الصعبة كانت بمثابة الظلال الغائمة التي تعكر صفو أحلام الشعب، غير أن روح النضال لم تنطفئ وفيه استوجبت المرحلة الشعبية ضرورة ملحة ومنها انطلقت همم الثوار تحت راية الحرية، مفعلةً آمالاً عاشت في قلوب الجنوبيين وكان في طليعة هؤلاء الثوار ، القائد الشجاع غالب راجح لبوزة، الذي قاد عمليات النضال في جبال ردفان ونقل آمال الشعب المعذّب إلى ميادين التحرير في كل ربوع الوطن.
و لقد كانت جبال ردفان شرارة الثورة، حيث انطلقت من جبالها فوهات البراكين الجنوبية ومعها احتشد الطلاب والعمال والفلاحون كجنود عازمين على محاربة الاستعمار، فكونوا جبهة موحدة في وجه المحتل، مسطرين أروع ملحمة من مقاومة وصمود تتذكرها كل الأجيال مدونة في انصع التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل.
رغم قسوة الاستعمار البريطاني وبطشه آنذاك، ولكن لم تتراجع عزيمة شعب الجنوب بل زادت اتحدت قلوبهم، وبرزت إرادتهم كقوة لا يمكن كسرها حيث أجبرت قوات الاحتلال البريطاني على الانسحاب من العاصمة عدن في تاريخ 30 نوفمبر 1967م, مما شكل نهاية حقبة مريرة من الاحتلال البريطاني.
كما أن اليوم ونحن على أعتاب الذكرى 61 ، من ثورة 14 أكتوبر نستذكر فيها بكل فخر واعتزاز الإنجازات التي حققها أولئك الأبطال، ونجدد العهد لهم بأن تبقى ذكرى ثورة 14 أكتوبر حية في قلوب الأبناء لكونها ليست مجرد ذكرى، بل هي روح ملهمة تحتوي على قصص الشجاعة والعزيمة من ابائنا وأجدادنا، وتذكرنا بالتضحيات التي قدمها قادة الثورة، لا سيما يمكن أن نذكرهم وعلى رأسهم القائد الشجاع غالب بن راجح لبوزة.
وفي الذكرى القادمة عليه ، نؤكد على أهمية حمل الأمانة التي تركها لنا الشهداء والأحياء من أبناء شعب الجنوب الذين ساهموا في تأسيس وطن حر مستقل؛ وطن يدرك جيدًا كيف نهض من تحت رماد المعاناة كما إن ثورة 14 أكتوبر تجسد إرادة الشعب الجنوبي في التحرر، وترسخ أحلام الحرية والكرامة في نفوس شعب الجنوب لأجل نفض غبار الاحتلال اليمني الذي هو جاثم على صدور مقدرات شعب الجنوب وعليه يستلهم الشعب الجنوبي، لسير على الطريق الذي يسعى في تحقيق أهداف الثورة الجنوبية في استعادة حقوقه المشروعة في استعادة دولته المستقلة يسودها الأمن والاستقرار والحياة الكريمة