الأحد - 11 نوفمبر 2018 - الساعة 09:04 م
1// كلما يأتي الحديث عن مؤتمرٍ أو مفاوضاتٍ بين المتحاربين هنا - كما في الكويت وايضاً كان مزمعاً في چنيڤ وفشل - وربما الحديث عن تسوياتٍ ما ، مع أن كل هذه المؤتمرات الدولية المماثلة في سوريا وليبيا لم تؤتى أُكلها ، والسبب معروف ولاشك ، ولكن من قَبيل لعلّ وعسى .. مع ذلك يقفزُ الحديث وبصوتٍ مدوٍ عن ضرورة إشراكنا كجنوبيين في مثل هكذا حدث ، وهذا لأنّ قضيتنا الجنوبية هي قضية سياسية و بإمتياز ايضاً ، كما ولاإستقرار مُتوخّى إلا بحلّها جذرياً ، والأهم أننا حرّرنا أرضنا من الحوثيين مبكرا وما الى ذلك .
2// في نفس السياق ، أنه في كل مرة تردُ فيها مثل هكذا أحاديث يقفز إشتراط ضرورة توحيد الصف الجنوبي ! وهنا مبعث العجب ، والسبب أن هناك المجلس الإنتقالي الجنوبي اليوم ، وهذا جاء إشهاره في 4 مايو 2016م ، وفي فعالية جنوبية صاخبة جداً ، وهي تتويجاً لكل المليونيات التي إحتشدت جماهيرنا الجنوبية المطالبة بإستعادة دولتنا ، وإن كان ثمّة مكوناتٍ ضد ، فهي لم تستطع حتى حشد ألف فردٍ مؤيدٍ لها كما ظهر لنا جميعاً ..
3// مع كل ذلك ، اللافت هنا ، وكما أظهرت مثلاً آخر فعالية - 14 أكتوبر المنصرم - لفعاليات الضّدْ هذه ، فإن حضورها كان هزيلاً جدا ولايكاد يُذكر بالمطلق ، بل هو مثيراً للرثاء ، وخصوصاً عندما ينبري مثل هؤلاء ويدّعون أنهم يمثلون القضيه الجنوبية !! ثم أنهم جاءوا مدفوعي الأجر لحظورهم هذه الفعالية ، والمضحك أن بينهم جموعاً من الإصلاحيين - وهذا حزب معروف بموقفه ولاشك - كما وبينهم ايضا من محافظات الشمال !! والأكثر إضحاكاً هم أتباع السلطة الشرعية بموقفها المعروف من قضيتنا ، وهي التي جعلت أفراداً من هؤلاء كممثلين لقضيتنا الجنوبية ، وهم لازالوا في حضنها وحتى اللحظة ، بل ويحظون بالمقت والكره الشديد من كل شعبنا الجنوبي.
4// إذاً .. هنا نعرف يقيناً من يمثلنا كجنوبيين ويتبنّى قضيتنا ، وإن إفترضنا أن ثمة مكوناتٍ حراكية في خانة الضّدِ للمجلس الإنتقالي ، فإنه من الحريٌ بها التجاوب الصادق مع الدعوة التي وجّهها ولايزال يُوجهها المجلس الإنتقالي مع كل الأطياف الجنوبية ، وهذا لإشراك الكل ولتوحيد الرؤية والموقف تجاه قضيتنا الجنوبية كما يُراد ..
5// شخصياً أعرف أشخاصاً نشطوا وبفعالية في حراكنا الجنوبي ، وهم مثّلوا حضوراً طيباً في كل فعالياته وأنشطتهِ ، ولكن كما يبدو بسبب عدم إدراج أسمائهم في الهيئات التي شكّلها المجلس الإنتقالي ، فقد إتّخذوا موقفاً مضاداً من المجلس !! وهذا لافت ولاشك ، والسبب أن أي فردٍ يعمل وينشطُ لأجل مسؤوليةٍ أو منصب أو إمتيازات هو ليس مناضلا حقيقيا لأجل الجنوب وشعبهِ ، بل هو وبصريح العبارة شخص نفعيٌ ولاشك .
6// طبعاً من بين هؤلاء بعض الكتاب المعروفين ، أو بعض القياديين الحراكيين وخلافه ، لكن كل هذا لاينفي صفة النفعية عنهم مطلقاً ، خصوصاً وفي ظل إستمرارهم بإعلان موقفهم المضاد هذا من المجلس الإنتقالي وعلى هذا الأساس ، طبعاً وإن لم يظهروا هذا علناً ، كما وثمة دعوة لحوارات من المجلس ، إذاً فليبادروا بطلب المجلس للجلوس معهم ، أو أنه الإستكبارُ والتعالي الذي يعيشون في أبراجه العاجية وأوهامه ، أو يمكن أن يتم العكس من المجلس الإنتقالي ، ولكن ليعلن هؤلاء عن أنفسهم أولاً ..
7// ياإخوتي الجنوبيين جميعاً .. جنوبنا اليوم يخوضُ في مستنقعٍ موحل بسبب مافرضته عليه هذه الوحدة المشؤومة وكبار لصوصها الذين يتشدّقون بها وحتى اللحظة ، كما وهناك مؤامراتٍ وهجمات لتضييع قضيتنا وإستئصالها جذرياً ، وعلينا جميعا أن نرقى بذواتنا الى مستوى الوطن والشعب الجنوبي المطحون وما يصبوا اليه من آمال في إستعادة دولته وكيانه ..
8// ياإخوتي الجنوبيين .. إن المتزندقين وأصحاب الدفع المسبق من أموال كبار لصوص هذه الوحدة وأموال سلطة الفساد والعبث ، وحتى المناطقيين الجنوبيين الذين يقفون في صف سلطة الفساد وعلى أساسٍ مناطقي وحسب .. كل هؤلاء لايعنون شيئاً لنا ، بل ولايحركون شعرة في أصل قضيتنا الجنوبية وصُلبها وتطلعاتها ، طالما ونحن أصحاب حق جلي ولايستطيع أن ينكره أحد .. فلاندع التراهات تشرذمنا ، ولندع الجنوب وقضيته فوق رؤوسنا ، كما وشعبنا الجنوبي لن يتسامح مطلقا مع كل من يخذله من أبنائه في قضيته وتطلعاته ، وخصوصا بعد كل هذه المعاناة التي تجرّعها ولايزال يتجرعها حتى اللحظة بسبب هؤلاء العابثين ، وهم معروفون أصلاً .. أليس كذلك ؟!