الخميس - 18 سبتمبر 2025 - الساعة 06:38 م
المجلس الانتقالي الجنوبي عندما دخل الشراكة مع القوى اليمنية في الرئاسة والحكومة لم يكن الهدف منها تقاسم المناصب الرئاسية والحكومية وانتهى الأمر حسب ما يروج له الإعلام المعادي، إنما كان الهدف منها هو استعادة دولة الجنوب المستقلة. ولتحقيق هذا الهدف من داخل ما تسمى الشرعية اليمنية، كان نضال الانتقالي الجنوبي بكل ما أوتي من قوة ضد القوى اليمنية نفسها التي تشاركه في الرئاسة والحكومة، والذي ظهر إلى العلن بشكل خلافات وصراعات قوية.
بعض الجنوبيين الذين يحاولون هذه الأيام صناعة مكونات جنوبية ضعيفة من خلالها يدعون إلى مؤتمر جنوبي خارج عن كيان المجلس الانتقالي الجنوبي، به يحددون أنهم مع استقلال الجنوب، هم بذلك يعطون فرصة لإعلام القوى اليمنية المعادية للجنوب في الانتقاص من النضال الجنوبي فقط ولا غير.
أولًا، إن مؤتمرهم الذي يدعون إليه لن يكون بالمستوى القوي المتناسب مع حجم الثورات الجنوبية الكبيرة السلمية والعسكرية، ولا بحجم التضحيات الجسام التي قدمها الجنوب، ولا بحجم السيطرة والانتصارات العسكرية والأمنية التي تحققت للجنوب على الأرض.
ثانيًا، أنهم وبدعوتهم تلك كأنهم يريدون أن يقولوا إن الانتقالي الجنوبي لا يسير نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة. حتى لا يقزمون أنفسهم بما يدعون إليه، ليس أمامهم غير الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي وتأييد ومباركة كل خطوات الانتقالي الجنوبي التي يخطوها نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة من داخل ما تسمى الشراكة، الذي وبعد سيطرته العسكرية والأمنية على الأرض وتوجهه نحو الإصلاح الاقتصادي الشامل، ها هو اليوم ينازعهم في سلبهم القرار السياسي السيادي في إصدار قرارات التعيينات وجعله قرارًا جنوبيًا خالصًا.
عادل العبيدي
