كتابات وآراء


الثلاثاء - 10 سبتمبر 2024 - الساعة 10:45 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب




في حال أن كان المجلس الانتقالي الجنوبي قد رضخ موافقا لتنفيذ بنود تسويات سياسية قد ظهرت إلى العلن بين جماعة الحوثي وماتسمى الشرعية اليمنية على حساب القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب المستقلة برعاية إقليمية ودولية عندها وباجماع شعبي جنوبي جاد نستطيع أن نقول لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي قفوا عند حدكم أين أنتم سائرون ؟ .

أما ومازال المجلس الانتقالي الجنوبي يصارع الأعداء في كل الجبهات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية وعناصر التنظيمات الإرهابية ، ولم يرضخ لأي اتفاقيات إقليمية أودولية وخاصة تلك التي بها حاولوا لم شمل جماعة الحوثي وماتسمى الشرعية اليمنية (المؤتمر والإصلاح) من خلال موافقتهم في التوصل إلى تسويات سياسية تجاهلت وبتعمد قضية الجنوب وشعبه ، نقول لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي استمروا في سيركم واتجاهكم المحاطة بمواقفكم الصلبة والجبارة حتى يرضخ الإقليم والعالم لها ومنها يضعون بنود التسوية السياسية النهائية الحقة التي فيها يكون المجلس الانتقالي الجنوبي طرفا أصيلا وممثلا عن شعب الجنوب وقضيته التحررية ، التي بها يستطيعون التوصل إلى سلام شامل في كل عموم اليمن .

لا ننكر ما اعترى الجنوب من أزمات اقتصادية وخدمية ومعيشية كبيرة بعد تحرير محافظات الجنوب من الغزو الحوثي العفاشي التي كانت مفتعلة وبتعمد من قبل ماتسمى شرعية الإخوان وبتراخ من قبل دول التحالف العربي ، التي ومازال شعب الجنوب يعاني ويلاتها إلى يومنا هذا ، لكن هذا لايعني وضع المجلس الانتقالي الجنوبي في خانة الأتهام بأنه تنازل عن مبادئ وأهداف ثورات الجنوب ، أو أنه قد وافق على تسويات سياسية سواء التي طرحت من قبل أو التي تلوح في الأفق بها يستطيعون اقتياد الانتقالي وشعب الجنوب إلى باب اليمن ، بل على العكس فأن تلك الأزمات المفتعلة التي مازال شعب الجنوب يتجرعها ماهي إلا ردات فعل نتيجة المواقف الجنوبية الصلبة والجبارة في عدم تنازل الانتقالي وشعب الجنوب عن مبادئ وأهداف ثورات الجنوب التحررية .

مسألة أن تكون دول الإقليم والعالم في صف الميليشيات الحوثية في اكسابه بعض الاعترافات بشرعيته على أرض دولة الجمهورية العربية اليمنية والمنتقصة من ماتسمى الشرعية اليمنية ، فأن هذا لايجعل المجلس الانتقالي الجنوبي يكترث لمثل هذه الاعترافات ، أو أنها تهدد الجنوب وقضيته ، وفي حال أن كانت تلك الاعترافات تؤثر على سيادة أرض الجنوب وثرواته فأنه يتوجب على الانتقالي الجنوبي حيالها تأسيس إيجاد البديل بشرعية جنوبية تكون محماية بقوات الجنوب العسكرية والأمنية وبالتوجهات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية تعمل على إعادة ترتيب أوراق علاقات الجنوب ومصالحه الخاصة بمختلف دول المنطقة العربية ودول الإقليم والعالم ويكون ذلك على حساب بقاء ماتسمى الشرعية اليمنية (المؤتمر والإصلاح ) وهذا مايسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تحقيقه ، أن تكون للجنوب شرعية خاصة معترف بها عربيا وإقليميا ودوليا .

لماذا نقول لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي استمروا في سيركم واتجاهكم نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة ولاتتوقفوا عند أي نقطة ؟ لأننا على ثقة كبيرة بهم أنهم لم ولن يتنازلوا على أي من المبادئ والثوابت الوطنية الجنوبية في أي تسوية سياسية قادمة ، وأن لدى الانتقالي أوراقه الخاصة التي بها يستطيع مواجهة وردع أي تسوية سياسية قادمة تحاول تجاوز قضية الجنوب ويكون ذلك في وقت محاولتهم فرض تلك التسوية بالقوة ، أو في أي وقت آخر يكون مناسبا .

فشل دول التحالف العربي ودول الإقليم والعالم طرح تسوية سياسة على الواقع بين طرفي المليشيات الحوثية وماتسمى الشرعية اليمنية خلال السنوات الماضية لإنهاء الحرب وإحلال السلام رغم تفاهم الطرفين في توحد عدائهم ضد الجنوب ، وذلك بسبب رفض المجلس الانتقالي الجنوبي لتلك الاتفاقيات وعدم رضوخه لتنفيذ بنودها وإعلان استعداده الدفاع المستميت عن شعب الجنوب وقضيتهم وثورتهم في حال حاولوا فرض تنفيذها بالقوة على أرض الواقع ، هذا الفشل سيتكرر مستقبلا أمام أي تسويات إقليمية أو دولية لاتلبي مطالب شعب الجنوب التحررية ، لأنها ستواجه بنفس قوة وصلابة مواقف الانتقالي السابقة ، وأيضا لكون الانتقالي الجنوبي في تجدد مستمر في إعادة ترتيب أوراقه حسب حالة المرحلة وظروفها ومتطلباتها .