رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الثلاثاء - 23 مايو 2023 - الساعة 09:36 م

كُتب بواسطة : عبدالسلام السييلي - ارشيف الكاتب






لن اتكلم في مقالي هذا عن تلفزيون وإذاعة عدن والتي تعتبر من أقدم المحطات في شبة الجزيرة العربية حيث بدأ بث الإذاعة في ١٧ اغسطس عام ١٩٥٤م والتلفزيون في ١١ سبتمبر ١٩٦٤م ولن اتحدث عن الصحف الورقية والمطبوعات والمجلات والنشرات الدورية.

سأتحدث في هذا المقال عن الاعلام الجنوبي في فترة مابعد نكبة ١٩٩٤م إلى اليوم .

جميعنا نعرف ان الصحافة والاعلام الجنوبي اخذت نصيبها من الإقصاء والتهميش بعد اجتياح ٩٤ مثلها مثل كل المرافق بل حدث فيها الأسواء حيث تم نقل إرشيف اذاعة وتلفزيون عدن إلى صنعاء في محاولة بائسة لطمس الهوية الجنوبية واستبدالها باليمننة.
لم تكن قضية شعب الجنوب حاضرة في أي مؤسسة اعلامية رسمية بل كان يحاسب كل من تسول له نفسه مجرد الحديث عن الجنوب وسيزج في غياهب السجون كل من يمس الوحدة أو يتحدث عنها بسؤ ولن تنفعه لا نقابة ولا صحافة .
استمر الحال والتعتيم إلى أن بدأت صحيفتي الايام والطريق تكتب (على استحياء بسبب القيود المفروضة وقبضة السلطة الحاكمة) عن حقوق الجنوبيين ومظلوميتهم وللاسف تم اغلاق الصحيفتين بتهم كيدية.
بعد سياسة تكميم الأفواه لجأ الناشطون والمدونون إلى الصحافة الإلكترونية لإيصال قضية شعب الجنوب وتوجية وتشكيل الوعي الجمعي لشعب الجنوب بأهمية الثورةوإستعادة الحق المسلوب . بأعتبار انها أكثر أماناً ، أسرع ، وأرخص .
وبسبب نقص الخبرة والتأهيل والإلمام بسراديب الصحافة الإلكترونية كانت السلطة الحاكمة تغلق أغلب الحسابات الجنوبية وتحضرها من على الشبكة العنكبوتية .

وعندما كان يخرج شعب الجنوب في مظاهرات سلمية تواجه بالقمع والقوة من عساكر الاحتلال فيستشهد ويجرح الكثير .

نرجع إلى البيوت ونتسمر أمام شاشة قناة الجزيرة لساعات على أمل أن نقرأ خبر في الشريط الإخباري للقناة.
أو ننتظر نشوان العثماني ليطل علينا من قناة فرانس ٢٤ ويتحدث عن مسيرات ومظاهرات شعب الجنوب.

مارس نظام صنعاء التعتيم والحجب بكل أشكاله وفروض قيود كثيرة على ممارسة الصحافة والإعلام بل إنه شكل فرق وجماعات إلكترونية متخصصة ومدربة لمواجهة أي كتابات عن القضية الجنوبية أو تمس الوحدة وزعيمها مع العلم انها مازالت موجودة إلى اليوم .

وعندما ظهرت قناة عدن لايف كانت بمثابة غرفة انعاش تبث الأمل لكل جنوبي برغم شحة الامكانيات وعدم مواكبة الحدث واقتصارها على الاغاني الثورية والبرامج المباشرة عبر الهاتف ونشرات متباعدة بأحداث قديمة ، بالأضافة إلى انها كانت تبث على قمر يوتلسات وتحتاج إلى طبق استقبال خاص بها وهذا كان من اهم عراقيل عدم وصولها إلى كل بيت جنوبي.

اليوم الاعلام الجنوبي بشقيه التقليدي والإلكتروني يخطو خطوات كبيرة وجبارة لمواكبة المرحلة والتطور والحداثة .
عشرات المواقع الاخبارية الإلكترونية التي تواكب الحدث لحظة وقوعه . مدونين ينتشرون في كل بقاع الجنوب لرصد كل شاردة وواردة.
آلاف الحسابات على أشهر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر والانستجرام.مئات من اليوتيوبرز يوثقون بالصوت والصورة كل الأحداث على الساحة الجنوبية في اليوتيوب.

قناة عدن المستقلة التي تطورت بشكل لافت وملحوظ وحققت نقلة نوعية في صناعة الخبر الجنوبي بث مباشر عبر الاقمار الصناعية ، برامج حوارية ، نشرات متعددة تواكب الحدث الآني ، كادر إعلامي وإداري متمكن والأهم أنها تبث من داخل العاصمة عدن.
أيضا أصبح لدينا أكثر من إذاعة محلية تنقل برامج تشبع شغف ونهم المستمع الجنوبي.

ومن أهم انجازات الإعلام الجنوبي تأسيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي (NSMA) التي تسعى جاهدة إلى تأهيل وتدريب الكادر الاعلامي الجنوبي.

ناهيك عن تأسيس نقابة الصحفيين و الإعلاميين الجنوبيين التي من أهم أهدافها حماية الصحفيين والإعلاميين والتأكيد على صحافة شفافة حرة ونزيهة تحترم الرأي وحق التعبير .

في الأخير لا يسعني إلا أن أقول أين كنا وأين أصبحنا اليوم.

وأريد أن أشكر كل قلم حر وكل صحفي وإعلامي ومدون وناشط بذل جهده ووقته وراحته وحريته من أجل إيصال قضية شعب الجنوب رغم كل ممارسات وعنجهية المحتل وبطشه.