الإثنين - 21 نوفمبر 2022 - الساعة 04:50 م
ثلاث سنوات مضت على التوقيع على اتفاق الرياض في العاصمة السعودية الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية ولم تحرك راعية الاتفاق ساكن من أجل استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض رغم أن الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التي انتجتها الحرب ضد الحوثيين على مستوى اليمن شمالا وجنوبا والمنطقة العربية تدل دلالة واضحة على أن استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض من أجل إصلاح مسارات تلك الجوانب تعد أولوية مستحقة وقصوى .
سياسة الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي في الذهاب نحو حلول لإنهاء الحرب عبر مسارات تهدر تضحيات ونضال الجنوبيين الذين قدموها من أجل السعي بقضيتهم الجنوبية إلى مصاف أن تكون دولتهم حرة ومستقلة بين دول الأمم المتحدة لن يكون لها قبول عند شعب الجنوب ، لحيث وشعب الجنوب يرى أن تبنى مصالح دول الجوار على أرضه لايكون إلا متى ماكانت تلك المصالح لاتتعارض مع أقامة دولته المستقلة .
المجلس الانتقالي الجنوبي وأثناء المحادثات التفاوضية التي اقتربت مدتها نحو العام التي كانت بينه وبين الحكومة اليمنية عندما رأى ووجد تماطل الحكومة اليمنية أنها غير جادة في التوقيع على اتفاق الرياض في وقت كانت فيه راعية الاتفاق غير ملزمة الطرف المعرقل المماطل في التوقيع على الاتفاق اقدم المجلس الانتقالي الجنوبي على إعلان الإدارة الذاتية ، بعدها لم تجد الحكومة اليمنية للخروج من مأزق توسع سيطرة الانتقالي الجنوبي الذي سيكون على حساب ماتسمى شرعيتها غير الانحناء للتوقيع رغما عن أنفها مقابل أن يتنازل الانتقالي عن إعلان قرار الإدارة الذاتية الجنوبية .
طبعا المجلس الانتقالي الجنوبي تنازل عن الإدارة الذاتية مقابل توقيع الحكومة اليمنية على اتفاق الرياض معتقدا أنه وبمجرد التوقيع سيتم تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض بحذافيره وبدون مماطلة .
اليوم وفي ظل استمرار تعنت قيادة الإخوان وميليشياتهم العسكرية المتواجدة في وادي وصحراء حضرموت بعدم تنفيذهم بنود اتفاق الرياض رغم مضي ثلاث سنوات من التوقيع علية دون أن يكون هناك الزام جدي من قبل السعودية وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي المنتمين لحزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام في إجبار تلك الميليشيات على استكمال تنفيذ بنود الاتفاق والخروج بجلودهم من وادي وصحراء حضرموت يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي غير مكترث لما يمارس ضده من ضغط سياسي وأنه بكل ثقة متجه من جانب واحد نحو تنفيذ بنود الاتفاق وبالقوة الشعبية والعسكرية ، وقد تجلى ذلك واضحا من خلال تصريح منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس إلى أن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي ثابت فيما يتعلق باستكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض وأيضا من خلال ماتعيشه محافظة حضرموت من غليان شعبي ساخن ومقاومة عسكرية في أتم الاستعداد والجاهزية منذو انتهاء مهلة الشهر التي حددتها مليونية الخلاص الجماهيرية التي شهدتها سيئون في 14أكتوبر الماضي كموعد لمغادرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لميليشيات الإخوان ، هذا وقد سبق لأبناء حضرموت أن قالوا كلمتهم أنهم قد اختاروا المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلا ومفوضا لهم عبر قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة .
وكما يبدو أيضا أن المجلس الانتقالي الجنوبي ومن بعد إخراج ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت بالقوة الشعبية والعسكرية سيتجه أيضا إلى خيار إعلان الإدارة الذاتية الجنوبية على جميع محافظات الجنوب كما صرح بذلك الدكتور ناصر الخبجي التي إذا تم اختيارها وإعلانها هذه المرة لايمكن التراجع عنها مهما كانت الضغوطات والوعود والترغيبات .
عادل العبيدي