رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


السبت - 24 سبتمبر 2022 - الساعة 10:38 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب




لم يكن محل استغراب أو أنبهار عرض الحوثيين العسكري الذي أقيم في يوم 21 سبتمبر في ميدان السبعين ، كونه لايعدو عن محاولة إظهار تماسكم فقط ، وانهم مازالوا أقوياء من خلال تقدمهم وتطورهم في التصنيع العسكري المحلي لمختلف أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية التي تم عرضها في العرض ، كما أن العروض العسكرية في ميدان السلام ليست مقياسا للقوة في ميادين الحروب ، وللحوثيين دروس لاتنسى التي تلقوها في ميادين الوغى أمام القوات المسلحة الجنوبية .

لكن الذي يدعوا للاستغراب هو ذلك الأمآن الذي غشى الحوثيين أثناء استعراضهم لعروضات عسكرية متكررة ، الذين وطيلة حرب الثمان سنوات كانوا دائما يحاولون وبكل السبل أخفاء أفراد ميليشياتهم ومختلف معداتهم وأسلحتهم العسكرية حتى لاتطالها الضربات الجوية لطيران التحالف العربي ، طبعا هذا الأمآن الذي استشعره الحوثيين ليس كونهم لم يعدوا يخافون من التحالف وضرباتهم الجوية ، وأنما وكما يبدو أن أمآن الحوثيين هذا قد جاء وفقا لتفاهمات واتفاقات سابقة بين السعودية والإمارات من جانب وبين الحوثيين من جانب آخر عبر فيها الجانبين عن رغبتهم في إنهاء الحرب تحت رعاية إقليمية ودولية .

هذه الرغبة الحوثية في إنهاء الحرب و ترحيبهم في إقامة علاقات سياسية مع السعودية يتم من خلالها التوصل إلى سلام دائم قد عبر عنها الحوثيين رسميا عبر كلمة مهدي المشاط رئيس المجلس الرئاسي في صنعاء التي القاها بمناسبة ذكرى 21سبتمبر التي فيها تمكن الحوثيين من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء عسكريا وسياسيا وإدارياً وإقتصاديا .

البعض من أبناء الجنوب يرون أن مثل هذه التفاهمات بين السعودية و الحوثية في إنهاء الحرب فيما بينهم ورغبتهم في تقاربات سياسية مستقبلية إنها قد تؤثر على ماتحقق للجنوبيين من انتصارات عسكرية وسياسية وديبلوماسية التي بها باتوا قاب قوسين أو أدنى من إعلان استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة .

حسب رؤيتي المتواضعة فيما ستفرزه رغبة التوصل إلى إنهاء الحرب في اليمن وإنعكاساتها السلبية أو الإيجابية على الجنوب وقضيته وانتصاراته ، أرى أن لانبالغ بخوف كبير ولا أن نبالغ بأمن كبير من التوصل إلى مثل هذه التفاهمات بين الحوثيين وبين السعودية والإمارات من أجل إنهاء الحرب في اليمن ، وعلينا ومثل ما استطعنا استغلال حرب التحالف ضد الحوثيين في تحرير محافظاتنا الجنوبية من التواجد العسكري الشمالي ، علينا أيضا وبذكاء ودهاء سياسي جنوبي استغلال التوصل إلى إنهاء الحرب في اليمن في إنتزاع اعتراف إقليمي ودولي بالشرعية الجنوبية ، ومثلما كان الجنوب بجغرافيته هو مربط الفرس في قيام عاصفة الحزم ضد الحوثيين بسبب غزو الحوثيين للجنوب قد يكون الجنوب وبجغرافيته أيضا هو مربط الفرس في إنهاء الحرب والتوصل إلى سلام دائم بين دول التحالف والحوثيين .

الذي يجب أن يعلم أن إنهاء الحرب في اليمن لايمكن أن يكون على أساس فرض التعايش السلمي بين الأطراف المتحاربة ابدا ، ولن يكون على أساس فرض ماتسمى الوحدة اليمنية بالقوة أبدا ، ومن سابع المستحيلات أن يرضى الحوثيين الذين ظهروا في عرض ال 21من سبتمبر بهيبة الدولة برئيسها وحكومتها وجيشها والشعور بنشوة النصر أن يتنازلوا عن كل تلك المكانة بالسلم وهم لم يرضوا أن يتنازلوا عليها بشن الحرب ضدهم .

ولإن السعودية لم تكن تريد إيقاف الحرب ضد الحوثيين لكن وبسبب خذلان وخيانة قوى الشمال لها من اتباع عفاش والإخوان ، لهذا أرادت أن يكون إنهاء حربها ضد الحوثيين بمثابة انتقاما من تلك القوى الشمالية التي خذلتها ، وسيكون توصل السعودية والإمارات إلى حلول إنهاء الحرب في اليمن بهكذا تفاهمات ؛
+ خروج أصحاب عفاش من المشهد السياسي ومن أي تسويات قادمة نهائيا كونهم الطرف الذي ساعد الحوثيين عسكريا في تقدمهم إلى إسقاط الدولة اليمنية والسيطرة على العاصمة صنعاء .
+خروج الإخوان أيضا من المشهد السياسي ومن أي تسويات قادمة نهائيا كونهم الطرف الذي خان التحالف العربي في الحرب ضد الحوثيين بحرفهم بوصلة الحرب من أتجاهها شمالا إلى أتجاهها جنوبا .
+ اعتراف السعودية بسلطة الحوثيين على أرض الجمهورية العربية اليمنية كخطر أصغر ، الذي به لايكون أمام اتباع عفاش والإخوان غير العيش في كنف سيطرة الحوثيين بذل وخنوع على أرض الجمهورية العربية اليمنية أو الشتات في الخارج .
+ الاعتراف بسلطة المجلس الانتقالي الجنوبي على أرض جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تجنبا للخطر الأكبر على السعودية وعلى جميع دول الخليج وهو سيطرة قوى الشمال تحت قيادة الحوثيين على الجنوب والشمال معا .

ومن شواهد عدم سماح السعودية والإمارات في سيطرة قوى الشمال تحت قيادة الحوثيين مرة أخرى على المحافظات الجنوبية هو دعم السعودية والإمارات وتأييدهما للحرب التي تشنها القوات المسلحة الجنوبية ضد الإخوان والإرهابيين في محافظات أبين وشبوة واستئصالهما من على جميع محافظات الجنوب حتى لايكون للحوثيين أذرع في الجنوب أذا ما فكروا في غزو الجنوب مرة أخرى ، وستكون مسارعة القوات المسلحة الجنوبية إلى تحرير محافظتي المهرة وحضرموت من ميليشيات الإخوان والإرهابيين تأكيدا على أن تسويات إنهاء الحرب في اليمن تسير لصالح الاعتراف بشرعية سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي على جميع المحافظات الجنوبية .

وفي حال أن سارت الأمور على هكذا تفاهمات سيكون هناك استغناء عن مسمى مجلس القيادة الرئاسي وعن جميع أعضاءه ، لحيث وستؤول جميع امور رئاسة الجنوب وإدارت مؤسسات دولته لسيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي فقط .