رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الثلاثاء - 14 يونيو 2022 - الساعة 09:01 م

كُتب بواسطة : باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب




خرجت منذ ايام مظاهرات احتجاجية في عدد من مناطق الجنوب ضدا على المسلك الجديد لبرنامج الغذاء العالمي، الذي اعلن عن تحويل معوناته النقدية التي يستفيد منها الملايين من المحتاجين الي معونات عينية، عبارة عن بر وطحين يقال انه تالف، وبعضا من علب الزيت وغيرها من المواد التي اعلن الكثير من المستفيدين انهم لن يستلموها، مطالبين بابقاء المعونة نقدية كما كانت من سابق.

يبدو ان المنظمات الدولية وفي المقدمة برنامج الغذاء العالمي، سيتعاملون مع اليمنيين كما حدث في الصومال قبل عقدين ونيف، حينما اوقفوا المعونات عن الصومالين المحتاجين بصورة تدريجية بعد ان حققت القوى الكبرى اهدافها في ذلك البلد، الذي بدا بالتعافي منذ سنوات بالاعتماد على نفسه وموارده.

تستلم المنظمات الدولية امولا ضخمة من المانحين لاغاثة الشعوب الفقيرة والمشردة والمحتاجة، لكن جزء كبير من هذا الدعم لايصل للمستحقين، وانما ينفق كرواتب بالدولار ونفقات خاصة للعاملين في هذه المنظمات، ولايصل للمستحقين سوى الفتات كما يحدث في اليمن حاليا.

برنامج الغذاء العالمي سار بصورة جيدة خلال الفترة الماضية، حينما كان يقدم معونات نقدية للمحتاجين، ورغم الفساد والسرقات التي تحدث، لكن كانت هذه المساعدات تغطي الحد الادنى من احتياجات الاسر الفقيرة في ظل تنامي موجة الغلاء، وتعقد الاوضاع المعيشية، وعندما اعلن تحويل المنح النقدية الي عينية بصورة مفاجئة تبين ان خلف الموضوع نوايا مبيتة بسرقة مزيدا من الأموال في ظل غياب الدور المرشد والرقابي للدولة.

اذا افترضنا ان هناك حالة مكونة من عشرة افراد تستلم شهريا 90 الف ريال، ثم قارنا ذلك بالمعونة العينية التي ستقدم لهذه الحالة لوجدناها كيس ونص بر ودبة زيت وبعض المواد البسيطة، وهنا سنجد ان المبلغ الذي تم به شراء المواد العينية اقل من المبلغ النقدي المقدم للحالة الواحدة المكونة من عشرة افراد، ومن هنا يبدا التلاعب بالاموال وسرقتها بصورة معلنة ومكشوفة.

لا اعتقد ان الناس المحتاجين سيسكتون عن ذلك، فهذه الاموال المقدمة لهم عبر البرنامج او غيره من المنظمات هي اموالهم قدمتها دول وجهات من اجلهم، فضلا عن علمهم بوجود تنسيق بين البرنامج وبيوت تجارية لديها مواد تالفة في المخازن والمستودعات تريد تمريرها عبر البرنامج بصورة لا تراعي الاخلاق ولا القيم، لذا سيواجه البرنامج المزيد من العوائق والاحتجاجات العاصفة، التي قد تؤدي الي ايقاف نشاطه في اليمن.

وكما نعلم من احاديث المستفيدين فقد تم لهف مبالغ شهور عديدة من المنح النقدية من قبل البرنامج، وتم تمريرها من قبل المستفيدين في ظل غياب الرقابة على امل ان يلتزم البرنامج في الشهور القادمة بضبط عمله وايصال المنح الي مستحقيها اولا باول، ولكن الاختلالات في عمل البرنامج ماتزال قائمة، ولا تتوفر فيها ادنى مقومات الأمانة والصدق.

على برنامج الغذاء العالمي مراجعة توجهاته الأخيرة، والاستمرار فيما كان عليه من سابق، وابقاء المعونات النقدية كما هي دون تعديل اذا اراد لبرامجه الانسانية النجاح والاستمرار في المناطق المحررة.