رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الأحد - 05 يونيو 2022 - الساعة 11:01 م

كُتب بواسطة : باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب




ليس عاطفيا، وليس متهورا، ولا متسرعا، انه عيدروس الزبيدي الذي يستخدم عقله دائما في كل ما يقول ويفعل.

لقد صهرت شخصيته في ميادين الجنوب، وجبال الضالع، في سنوات طويلة من النضال، لتصنع رجلا قويا ومهابا، يتعامل معه الجنوبيون اليوم بنوع من التبجيل والاحترام، اذ يطلقون عليه كثيرا من الالقاب والاوصاف، اهمها: الرئيس والقائد والمناضل، الذي تتسم شخصيته بكثيرا من الوقار والهيبة والمهابة.

في بداية ثورة الحراك السلمي واثناء استمراريتها كنا نسمع عن مناضل في الضالع اسمه عيدروس، لم نكن نعرفه، ولم نكن نقرأ تصريحاته او مقابلاته في الجرايد، فالرجل كما يبدو لم يكن يحب الاضواء، ويعمل بصمت في الحراك وفي تأسبس كتايبه العسكرية المقاتلة، التي كانت ترعب نظام صنعاء وتثير عنده المخاوف، حيث جرد نظام صنعاء حملات عديدة لملاحقة عيدروس والقبض عليه، وتدمير عمله العسكري لكنه لم يستطع، فقد استمر المناضل عيدروس الزبيدي في عمله بكل صلابة وعزم حتى جات الفرصة المواتية.

كان عيدروس يستشرف المستقبل بصورة رائعة وعميقة، وبينما هو في جبال الضالع مع افراده وقواته، كان يرى ان الجنوب لن يتحرر الا بالقوة مثلما اخذ بالقوة، فكانت حرب المليشيات الانقلابية العام 2015 الفرصة الثمينة التي استغلها البطل عيدروس الزبيدي لينبري مقاتلا مع قواته دفاعا عن الضالع بوابة الجنوب الشمالية، وكان النصر المبكر الذي تحقق في الضالع بمثابة المحفز لتحقيق نصر مماثل في عدن ولحج وغيرها من مناطق الجنوب.

برز القائد عيدروس في هذه الحرب بقوة، واستطاعت قواته المدربة حسم الموقف في الضالع والمشاركة في تحرير عدن وقاعدة العند من المليشيات الانقلابية، ثم نجح في مكافحة الارهاب في مناطق مختلفة بالجنوب كعدن وابين وشبوة وحضرموت، ولولا تأمين قواته لعدن لاصبحت المدينة المسالمة قندهار جديدة.

وبعد اغتيال اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن الاسبق، اصبح التحالف يبحث عن رجل قوي، بامكانه ان يقود عدن بعد التحرير، فوقع الاختيار على البطل عيدروس الزبيدي، ليصبح محافظا للعاصمة عدن، واثناء وجوده على راس المحافظة نجح عسكريا وامنيا ومدنيا واقتصاديا وشهدت عدن في فترته استقرارا امنيا كبيرا، توقفت فيها اعمال الارهاب، والاغتيالات، واستقرارا اقتصاديا، لكن الشرعية لم يعجبها ذلك فقررت اقالته، بعد ان حاربته طويلا بملف الخدمات والامن، لكنه لم ينكسر.

بعد ان غادر كرسي العاصمة عدن اتجه لتأسيس مشروع جديد، وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي ولد كبيرا بحجم الجنوب كما توقعناه، وذلك برفقة محافظين ووزراء وقادة سياسين جنوبين من مختلف المشارب والتوجهات السياسية، ليقع بعدها الاختيار على عيدروس الزبيدي ليصبح رئيسا للمجلس، وقائدا للقوات المسلحة الجنوبية التي اسسها من الصفر بمساعدة التحالف العربي.

وبعد مرور خمس سنوات من عمر المجلس الانتقالي، نستطيع القول ان الزبيدي ورفاقه نجحوا نجاحا كبيرا في ايجاد اطار جامع للجنوبين، وحامل حقيقي لقضيتهم العادلة، اصبح اليوم بفضل سياسته الحكيمة شريكا اساسيا في الحكومة الشرعية، والمجلس الرئاسي الذي انشئ مؤخرا، مع عدم التفريط بالجنوب كمشروع سياسي يظل قائما وندا قويا.

لن يسلم عيدروس الجنوب لخصومه، بل يناور بذكاء لتحقيق كامل اهدافه بالتدرج، والعمل السياسي المدروس، فعيدروس قائد يختلف كثيرا عن قادة الجنوب التاريخين وغيرهم، لاتغريه المناصب، ولا تحركه العواطف السلبية، وادل على ذلك ما فعله اثناء حلف اليمين الدستورية امام البرلمان كعضو في المجلس الرئاسي، حيث اقدم على خطوة لم يسبقه احد اليها في اليمن، ولم تخطر على بال احد، لم يحلف بالوحدة لانها في نظره قد ماتت وشبعت موت، وانما تجاوزها ليؤكد للجنوبين وغيرهم انه عصي على التطويع والاغراء والاحتواء.

الرئيس عيدروس الزبيدي الرجل القوي، والمختلف عن غيره كثيرا بمميزات ايجابية مهمة، اصبح رمزا يتجاوز حدود الجنوب، ويعمل له خصومه الف حساب، وبوجوده الي جانب قيادات مثل فضل الجعدي، واحمد سعيد بن بريك، وخالد بامدهف، وعلي الكثيري، وغيرهم من الخبرات والشباب، الذين لكل واحد منهم تجربته السياسية المميزة، والثرية، قادرون على تحويل المجلس الانتقالي الي لاعب سياسي مبدع وناجح وموهوب، ومؤسسة كبيرة تعالج قضايا السياسة والاقتصاد والأمن والتنمية، وتحمل تطلعات الجنوبين الي مستقبل مشرق باذن الله.