4 مايو / تقرير: مريم بارحمة
في الوقت الذي يواصل فيه أبناء الجنوب مسيرتهم الوطنية بثبات تحت راية المجلس الانتقالي الجنوبي، تنشط ماكينة إعلامية مأجورة يقودها إعلام الإخوان في اليمن عبر قنواته (بلقيس، وسهيل، ويمن شباب، والمهرية)، في حملة تضليل وتحريض ممنهجة تستهدف الجنوب وقيادته ومؤسساته الوطنية.
تلك القنوات، التي يفترض أن تكون منابر إعلامية مهنية، تحوّلت إلى أدوات سياسية تستخدم الأكاذيب والفبركات كسلاح رئيسي لإرباك المشهد الجنوبي، وشق الصف الداخلي، وبث الفتنة والتشكيك في الثقة بين شعب الجنوب وقيادته.
-قنوات تزرع الفوضى وتُغذّي الانقسام
منذ سنوات، دأبت قنوات الإخوان على اتباع سياسة إعلامية قائمة على التحريض والفوضى والتشويه الممنهج.
تتعمّد هذه القنوات تضخيم الأحداث في الجنوب، وتختلق روايات كاذبة بهدف ضرب اللحمة الوطنية الجنوبية، وتشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته، وفي مقدمتهم الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، الذي يمثل رمزية وطنية جامعة لكل أبناء الجنوب.
تعمل هذه القنوات وفق أجندة إعلامية تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي من الداخل عبر بث الشائعات، وتزوير الحقائق، وتحريف التصريحات، وتحميل القيادة الجنوبية مسؤولية أزمات مفتعلة، في حين تتغاضى تماماً عن جرائم مليشيات الحوثي والإخوان والتنظيمات الإرهابية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
-تخادم إعلامي مع الحوثيين والإرهاب
اللافت أن قنوات الإخوان لا تعمل بمعزل عن المنظومة الإعلامية المعادية للجنوب، بل يظهر بشكل واضح تخادمها مع إعلام الحوثيين.
ففي العديد من الملفات، يتطابق الخطاب الإعلامي بين قنوات الإخوان وقنوات الحوثي، في تكرار المصطلحات نفسها، وتبني السرديات ذاتها ضد المجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية.
هذا التماهي في الرسائل الإعلامية يعكس تحالفاً خفياً بين الإخوان والحوثيين، رغم اختلاف شعاراتهم الظاهرية، إلا أن العداء المشترك تجاه الجنوب يوحد أهدافهم.
كما يستخدم الطرفان نفس الأدوات: التحريض، الأكاذيب، التشكيك، وتقديم الجماعات الإرهابية كمكونات سياسية طبيعية، في محاولة لتبييض صورتها أمام الرأي العام.
-التضليل الإعلامي.. أداة لتشويه الوعي
تعتمد قنوات الإخوان على استراتيجية تضليلية دقيقة، تبدأ من اختلاق الخبر، ثم ترويجه عبر حسابات ممولة على وسائل التواصل، ثم إعادة تدويره في برامج حوارية لتكريس الكذبة وكأنها حقيقة.
وبذلك، يتحوّل الخبر المفبرك إلى مادة للتحليل السياسي، وتستمر القنوات في التكرار حتى يترسخ في أذهان المشاهدين غير المتابعين بعمق.
هذه الممارسات ليست عفوية، بل هي جزء من سياسة إعلامية تقوم على تزييف الوعي وتوجيه الجماهير ضد خصومهم السياسيين، خاصة في الجنوب.
فكل إنجاز جنوبي يُقابل بحملة تشويه، وكل انتصار أمني يُقدّم على أنه صراع داخلي، وكل تحرك سياسي للمجلس الانتقالي يُصوّر كأنه تهديد لوحدة اليمن، رغم أن الجنوب هو الطرف الأكثر التزاماً بمكافحة الإرهاب والاستقرار.
-الانحياز الأيديولوجي وسقوط المهنية
المتتبع لمحتوى قنوات (بلقيس، سهيل، يمن شباب، المهرية) يلاحظ بوضوح الانحياز الأيديولوجي لجماعة الإخوان المسلمين.
فبرامجها تخدم مشروع الجماعة أكثر مما تخدم المهنة الصحفية، وتغيب عنها الموضوعية والمصداقية، كما أنها تخلط بين الرأي والخبر، وتهمل التحقق من المصادر.
وتُدار هذه القنوات من غرف عمليات مشتركة، هدفها الأساسي شيطنة الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتقديم صورة مشوّهة عن الواقع في محافظات الجنوب.
وقد وثقت تقارير إعلامية عدة عشرات من الحالات التي فبركت فيها تلك القنوات مقاطع فيديو وصوراً من دول أخرى وقدّمتها على أنها أحداث وقعت في العاصمة عدن أو أبين أو شبوة.
-تحليل الشائعات وتفكيك الأخبار الكاذبة
يتطلب التصدي لحملات التضليل الإخواني تفكيك البنية الخبرية لتلك الشائعات.
فعلى سبيل المثال، حين تبث قناة "بلقيس" خبراً عن "انشقاق قيادي جنوبي"، نجد أن الخبر يعتمد على "مصدر خاص" غير معروف، ثم تنتشر القصة على مواقع التواصل دون دليل واحد.
وبعد أيام، تتضح الحقيقة، لكن الأثر النفسي للمعلومة الكاذبة يبقى.
هذه الأساليب تمثل جوهر الحرب الإعلامية النفسية التي تمارسها قنوات الإخوان ضد الجنوب.
-خطر استهداف الوحدة الوطنية الجنوبية
تسعى تلك القنوات بكل وضوح إلى ضرب الوحدة الوطنية الجنوبية التي تشكّلت خلال السنوات الأخيرة بجهود المجلس الانتقالي الجنوبي، وبحكمة قيادته في إدارة التنوع السياسي والمناطقي.
من خلال بث الإشاعات عن “صراعات داخلية”، أو “خلافات بين القيادات”، تحاول قنوات الإخوان إعادة إنتاج الانقسامات القديمة التي تجاوزها الجنوبيون بوعيهم وتجربتهم.
إن خطر هذه القنوات لا يكمن فقط في الكذب، بل في محاولة زعزعة الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية، وهو ما يجعل مواجهتها واجباً وطنياً وأخلاقياً في آن واحد.
-سقوط أخلاقي غير مسبوق
لم يعد خافياً أن قنوات الإخوان فقدت ما تبقى من مصداقيتها وأخلاقها الإعلامية.
فهي لا تلتزم بأبسط قواعد النشر المهني، وتتجاهل حق الرد، وتمارس التحريض العلني على الكراهية.
بل إن بعضها أصبح منبراً لتبرير الإرهاب ضد القوات الجنوبية، ومحاولة تبرئة منفّذي العمليات الإرهابية من أي مسؤولية.
هذا السقوط الأخلاقي جعلها موضع سخرية وازدراء من الرأي العام، حتى بين جمهورها السابق الذي بدأ يدرك أن ما يُبث ليس إعلاماً بل تحريضاً سياسياً مكشوفاً.
-ضرورة رفع الوعي الإعلامي الجنوبي
أمام هذا الواقع، تبرز الحاجة الملحة إلى رفع مستوى الوعي الإعلامي الجنوبي، من خلال تعليم الجمهور كيفية التحقق من الأخبار، وعدم الانجرار وراء العناوين المضللة.
كما يجب على المواطنين عدم مشاركة أي محتوى صادر عن القنوات الإخوانية دون التأكد من مصداقيته.
وفي هذا السياق، يأتي دور الصحفيين الجنوبيين كخط دفاع أول ضد التضليل، عبر إنتاج محتوى مهني وسريع التصحيح، وتقديم الحقيقة من مصادرها الموثوقة.
فالمعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل هي معركة وعي، يتحدد من خلالها مستقبل الجنوب وهويته الإعلامية.
-الإعلام الجنوبي صوت الحقيقة والهوية
في مقابل إعلام الإخوان المأجور، برز الإعلام الجنوبي كقوة وطنية مسؤولة، تضع الحقيقة فوق كل اعتبار.
الإعلام الجنوبي اليوم لا ينقل فقط الخبر، بل يدافع عن هوية أمةٍ وشعبٍ ناضل طويلاً من أجل كرامته وحريته.
فهو يسعى لترسيخ قيم المصداقية والمهنية، وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسساته، وإبراز الإنجازات التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي في المجالات السياسية والأمنية والخدمية.
إن الفرق بين إعلام الجنوب وإعلام الإخوان واضح كوضوح الشمس؛ الأول يبني ويُوحّد، والثاني يهدم ويُفرّق. الأول ينقل الحقيقة بمسؤولية، والثاني يصنع الكذب بحقدٍ وانحياز.
-دعوة لمقاطعة إعلام الإخوان وتعرية أكاذيبه
إن مواجهة إعلام الإخوان لا تكون فقط بالرد، بل أيضاً بـ المقاطعة الواعية.
فكل مشاهدة لتلك القنوات تعني دعماً لخطاب الكراهية، وكل مشاركة لمنشوراتهم على وسائل التواصل تعني تضخيم صوت التضليل.
لذلك، فإن المقاطعة الشاملة لقنوات (بلقيس، سهيل، يمن شباب، المهرية) تمثل واجباً وطنياً لحماية الوعي الجنوبي من التشويش.
وفي المقابل، يجب دعم المنصات الجنوبية الملتزمة بالمهنية، وتشجيعها على تقديم محتوى توعوي يُعزز ثقافة التحقق من المعلومة قبل تداولها.
-الوعي سلاح الجنوب في مواجهة التضليل
إن معركة الجنوب اليوم لا تقتصر على مواجهة العدو بالسلاح، بل تمتد إلى ميدان الإعلام، حيث تُخاض حربٌ ناعمة تستهدف الوعي والعقول.
وقنوات الإخوان، بما تمارسه من كذب وتحريض وتزييف، تمثل رأس الحربة في هذه الحرب.
لكن وعي أبناء الجنوب، ووقوفهم صفاً واحداً خلف قيادتهم الشرعية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، كفيل بإفشال كل تلك الحملات.
فالإعلام الكاذب قد يضلل لبعض الوقت، لكنه لا يستطيع أن يُخفي الحقيقة إلى الأبد.
والحقيقة التي يدركها الجميع اليوم هي أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو مستقبله، وأن كل محاولات الإخوان ستسقط أمام وعي شعب الجنوب وإرادته الصلبة.