البيان السياسي الصادر عن المهرجان الجماهيري الحاشد في مدينة شبام التاريخية بمحافظة حضرموت بمناسبة الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة

الرئيس الزُبيدي يفتتح مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين في مديريتي الأزارق وجحاف بالضالع.. انفوجرافيك

أبرز ما جاء في كلمة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بمناسبة الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة



اخبار وتقارير

الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - الساعة 09:43 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير/ مريم بارحمة


في الثالث عشر من أكتوبر لعام 2025م، كانت الضالع على موعدٍ مع التاريخ وهي تحتضن فعاليات الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
ذلك اليوم لم يكن احتفالًا عابرًا، بل كان عرسًا وطنيًا جنوبيًا شامخًا، تجلت فيه كل معاني العزة والكرامة والانتماء، حين توافدت الوفود من العاصمة عدن، ولحج، وأبين، ومحافظات الجنوب الأخرى نحو الضالع، لتتلاقى القلوب قبل الأيدي في مشهدٍ سيخلده التاريخ.



-الضالع.. بيت الجنوب الكبير

في ذلك اليوم العظيم، لم تكن الضالع مدينة تستقبل الزوار، بل كانت بيت الجنوب الكبير الذي جمع أبناء الجنوب تحت سقف المحبة والإخاء.
كل شارعٍ في الضالع كان يستقبل أبناء الجنوب بالفخر والاعتزاز، وكل بيتٍ فيها كان يفتح أبوابه للضيوف كأنه يستقبل أهله بعد طول غياب.
لقد كانت الضالع تتنفس الجنوب وتوزع دفء انتمائها على كل من وطأت قدماه ترابها، لتؤكد أن الجنوب واحد، والقلوب واحدة، والمصير مشترك.



-جنود الجنوب.. فرسان الأخلاق قبل الميدان

على طرقات الضالع، وفي أجواء تفيض بالنبل، كان الجنود الجنوبيون قواتنا المسلحة الباسلة يقفون تحت شمسٍ حارقةٍ بوجوهٍ تفيض صبرًا وتواضعًا، يستقبلون الوفود بعباراتٍ صادقةٍ تهزّ القلب قبل السمع، مرددين:" أهلاً وسهلاً"، " يا مرحبا بكم"، وبالوداع "سامحونا إن قصّرنا"
كلمات بسيطة، لكنها أبلغ من الخطب، وأعمق من كل تعبير.
لقد جسّد هؤلاء الجنود أن البطولة ليست في البندقية فقط، بل في حسن الخلق، وكرم التعامل، ونقاء القلب. إنهم أبطال الجبهات، وأبطال الإنسانية، وأبناء الجنوب الذين لا يقاتلون فقط دفاعًا عن الأرض، بل يعلّمون العالم كيف تُصان الكرامة وتُمارَس الأخلاق في أسمى صورها. هذه الكلمات كان يرردها أبناء الضالع رجالأ ونساء وحتى أطفالاً.



-أبطال في الميدان.. وأبطال في الخلق

لقد أثبت أبناء الضالع أنهم لا يعرفون البطولة في ميدان الحرب فحسب، بل في كل سلوكٍ نبيلٍ وموقفٍ كريم.
في استقبالهم للوفود، في تبسّمهم رغم التعب، في كلماتهم التي تنضح احترامًا ومحبة، جسّدوا معنى الأخلاق الجنوبية الأصيلة.
إنهم رجال ونساء تربّوا على الكرامة، لا تزدهيهم الأضواء ولا تغيّرهم المناسبات.
لقد كانت الضالع في ذلك اليوم تقدم درسًا عظيمًا في أن الثورة الحقيقية تبدأ من السلوك النبيل، وتنمو من جذور الأخلاق والإنسانية.



-الضالع.. لوحة الوحدة الجنوبية

في ذلك اليوم، ذابت الفوارق بين محافظات الجنوب، وتوحدت اللهجات، وتعانقت أعلام الجنوب.
كان القادم من العاصمة عدن يبتسم للقادم من لحج، وكان ابن الضالع يحتضن أخاه من أبين، وكلهم يرسمون أجمل لوحة عنوانها الجنوب جسد واحد.
لقد جسدت الضالع أسمى معاني وحدة الصف والحب والإخاء، حين احتضنت إخوتها من كل محافظات الجنوب، لتؤكد أن وحدة الجنوب ليست شعارًا، بل إحساسًا يعيش في القلوب ويتجسد في المواقف.
وهكذا، عادت روح الثورة لتنبض من جديد، في مشهدٍ لا يمكن أن يُنسى.



-الرئيس القائد الزُبيدي ورؤية في مكانها

وفي هذه اللوحة المهيبة، بدت بوضوح بصيرة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي حفظه الله، الذي اختار الضالع وحضرموت لتكونا منارتين للاحتفال بالذكرى ال 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
كان اختياره حديث القلب والعقل، لأن الضالع أثبتت أنها الرقم الصعب في معادلة الجنوب، لا تُقاس بمساحتها، بل بمواقفها وأخلاق رجالها ونسائها وصمودها الأسطوري.
لقد كانت على قدر الثقة، فارتفعت إلى مستوى الحدث، وكتبت اسمها من جديد بحروفٍ من ذهب في سجل المجد الجنوبي.



-رسالة من الضالع إلى كل الجنوب

من جبال الضالع الشامخة، انطلقت رسالة جنوبية صادقة تقول: "نحن جسد واحد، وقلب واحد، وصفّ واحد، يجمعنا الجنوب الحر المستقل."
لقد جسّد أبناء الضالع هذا المعنى العظيم بالأفعال قبل الأقوال، وأثبتوا أن الجنوب سيبقى قويًا ما دام أبناؤه على هذا القدر من الحب والتماسك.
كانت الضالع في ذلك اليوم صوت الجنوب النقي، ووجهه المضيء، ونبضه الذي لا يخفت.


-الضالع الرقم الصعب ورمز الوفاء

فيا ضالع المجد والعزة، يا من علمتِ الجنوب معنى النخوة والكرم، يا من غرسْتِ في قلوبنا حبًّا لا يزول.. ستبقين الرقم الصعب في تاريخ هذا الوطن، ورايةً للكرم والأصالة والوفاء. لقد أثبتِ أن البطولة لا تكون فقط في المعارك، بل في صفاء القلوب، وجمال التعامل، ونقاء المواقف.
وما دام في الجنوب رجالٌ ونساءٌ من معدن الضالع، فإن الحرية باقية، والكرامة مصانة، والمستقبل واعد.


-الضالع.. روح الجنوب وذاكرته

في 13 أكتوبر 2025، لم تحتضن الضالع فعالية فحسب، بل احتضنت روح الجنوب كلّه.
لقد وحدت القلوب، وجمعت الصفوف، وقدمت للعالم لوحةً خالدةً عنوانها: "من الضالع إلى كل الجنوب.. نحن وطنٌ واحد، نضالٌ واحد، وهدفٌ واحد."
وهكذا، كتبت الضالع بمدادٍ من الحب والتاريخ فصلًا جديدًا في ملحمة الجنوب، لتبقى شاهدًا خالدًا على أن الأرض التي أنجبت الأبطال، ما زالت تنجب الكرماء والعظماء.