الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - الساعة 10:24 م
يوم الرابع عشر من أكتوبر ليس مجرد تاريخٍ يُسجَّل في ذاكرة الوطن، بل هو حكاية كرامة صنعها الأحرار بدمائهم من أجل أن يعيش الوطن حرًّا مستقلاً. في هذا اليوم من عام 1963، انطلقت من جبال ردفان أول شرارة لثورة الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، لتتحول إلى نارٍ من الغضب والبطولة عمّت كل أرجاء الوطن.
قاد الرجال الأبطال مسيرة النضال بشجاعةٍ لا تُوصف، كان في مقدمتهم الشهيد راجح بن لبوزة، الذي روى بدمه تراب الوطن، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من التضحية والعزيمة حتى تحقق النصر الكبير في 30 نوفمبر 1967، يوم رحل آخر جندي مستعمر عن أرضنا.
لقد أثبتت ثورة 14 أكتوبر أن إرادة الشعوب أقوى من البنادق، وأن الحرية لا تُشترى بالوعود، بل تُنتزع من قلب المعاناة. كانت الثورة مدرسةً في الصمود، ودرعاً للوطن، ورسالةً للأجيال بأن العزة لا تُمنح، بل تُصنع بالإصرار والوحدة والإيمان بالحق.
واليوم، ونحن نحتفل بذكراها الثانية والستين، علينا أن نستحضر تلك القيم العظيمة التي انطلقت منها الثورة — الوحدة، التضحية، والوفاء للوطن — وأن نواصل السير على نهج الأبطال الذين حلموا بوطنٍ عادلٍ مزدهر.
إن 14 أكتوبر ليس ذكرى عابرة، بل هو نبض متجدد في قلب كل وطني حر، يذكّره بأن الاستقلال مسؤولية، وأن الحفاظ على الوطن واجب لا يقل قداسة عن تحريره