4 مايو/ د. علي حسن الخريشي
من يافع، أرض التاريخ والحضارة، الأصالة والجود، الشهامة والمدد، يظل التاريخ يرتدي لباسه الأصيل، حاملاً سيفه وخنجره، ليجسد عظمة الماضي في مهرجان يتجدد كل عام. هذا المهرجان ليس مجرد احتفال عابر، بل هو ملتقى للأجيال، يُعاد فيه إحياء قصص الأجداد وبطولاتهم، وتُستعرض فيه كنوز الموروث اليافعي العريق.
يُعد المهرجان نافذة حية على الهوية اليافعية، حيث تتجسد فيه روح الانتماء والفخر. فها هي ساحات المهرجان تضج بالحياة، حيث يُسمع دوي الأهازيج الشعبية الأصيلة التي ترن في الأفق، ويرقص الشباب بمهارة على إيقاع البرع اليافعي الأصيل، بينما يتنافس الشعراء في إلقاء القصائد الزاملية التي تمجد البطولة والشجاعة.
كما يُعرض في المهرجان الحرف اليدوية التقليدية التي توارثتها الأجيال، من صناعة الخناجر والسيوف المزخرفة، إلى نسج الأقمشة وتطريز الأزياء اليافعية الفريدة. ويتذوق الزوار الأطباق التقليدية الشهية التي تعكس كرم الضيافة اليافعية، مثل "العصيد" و"المندي" وغيرها من المأكولات التي تُطهى على الطرق التقليدية.
إن مهرجان يافع للموروث الشعبي هو تأكيد على أن الحضارة لا تموت، وأن الأصالة تنتقل من جيل إلى جيل عبر هذه التجمعات المباركة. إنه يُعزز الروابط الاجتماعية، ويُلهم الشباب للحفاظ على إرث أجدادهم الثمين، ليظل نور يافع ساطعًا في سماء التاريخ، ومصدر إلهام للأجيال القادمة.