الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 01:59 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / خاص
في عالمنا اليوم الذي يغلب عليه الخمول، يزيد الجلوس المفرط من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك السرطان. ولكن، هل يُمكن لشيء بسيط كالمشي أن يُوفر حماية حقيقية؟
تُظهر مجموعة متزايدة من الأبحاث أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بالسرطان. والآن، تُعزز النتائج الحديثة من جامعة أكسفورد هذه الفكرة.
وفقاً لدراسة واسعة النطاق شملت أكثر من 85 ألف شخص في المملكة المتحدة، كلما زادت الخطوات التي يخطونها يومياً، انخفضت احتمالية إصابتهم بما يصل إلى 13 نوعاً مختلفاً من السرطان.
في الدراسة، ارتدى المشاركون أجهزة تتبع النشاط التي تقيس مقدار وكثافة حركتهم اليومية. في المتوسط، تابع الباحثون المشاركين بعد ست سنوات. ووجدوا نمطاً واضحاً: كلما زادت الخطوات، انخفضت احتمالية الإصابة بالسرطان، بغض النظر عن سرعة تلك الخطوات، وفقاً لما ذكره موقع �ساينس ألرت� العلمي.
بدأت الفوائد بالظهور عند نحو 5 آلاف خطوة يومياً - أي خطوة أقل من ذلك لم تُقدم حماية كبيرة.
عند 7 آلاف خطوة، انخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 11 في المائة. وعند 9 آلاف خطوة، انخفض بنسبة 16 في المائة. وبعد 9 آلاف خطوة، استقرت الفوائد. أصبح الفارق في الحد من المخاطر ضئيلاً، وتفاوت قليلاً بين الرجال والنساء.
تدعم هذه النتائج التوصية الشائعة بالسعي إلى السير 10 آلاف خطوة خطوة يومياً - ليس فقط للصحة العامة، بل للوقاية من السرطان أيضاً.
وقد صمدت هذه الارتباطات أيضاً عندما تم تعديل النتائج وفقاً للعوامل الديموغرافية ومؤشر كتلة الجسم وعوامل أخرى متعلقة بأسلوب الحياة، مثل التدخين، مما يشير إلى أن التغييرات الملحوظة في خطر الإصابة بالسرطان كانت في الواقع ترجع إلى متوسط عدد الخطوات اليومية التي اتخذها المشارك.
تم أيضاً تحليل شدة الخطوات، وتحديداً سرعة مشي المشاركين. ووجد الباحثون أن المشي السريع يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان.
مع ذلك، عند أخذ إجمالي النشاط البدني في الاعتبار، لم تعد سرعة المشي تُحدث فرقاً ذا دلالة إحصائية. بمعنى آخر، ما يهم هو إجمالي مدة المشي، وليس سرعته.
وبالمثل، فإن استبدال وقت الجلوس بنشاط خفيف أو متوسط يقلل من خطر الإصابة بالسرطان - لكن استبدال النشاط الخفيف بنشاط متوسط لم يُقدم فوائد إضافية. لذا، يبدو أن مجرد الحركة أكثر، بأي سرعة، هو الأهم.
درس الباحثون 13 نوعاً محدداً من السرطان، بما في ذلك سرطان المريء، والكبد، والرئة، والكلى، والمعدة، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الدم النخاعي، والورم النقوي، والقولون، والرأس والرقبة، والمستقيم، والمثانة، والثدي.
خلال فترة المتابعة التي استمرت ست سنوات، أصيب نحو 3 في المائة من المشاركين بأحد هذه السرطانات. وكانت أكثرها شيوعاً سرطان القولون والمستقيم والرئة لدى الرجال، وسرطان الثدي والقولون وبطانة الرحم والرئة لدى النساء.
ارتبطت مستويات النشاط البدني المرتفعة ارتباطاً وثيقاً بانخفاض خطر الإصابة بستة أنواع من السرطان: سرطان المعدة، والمثانة، والكبد، وبطانة الرحم، والرئة، والرأس والرقبة.
تتميز الدراسة أيضاً لأنها لم تركز فقط على التمارين الرياضية الشاقة. فقد أظهرت العديد من الدراسات السابقة أن التمارين المكثفة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، ولكن ليس كل شخص قادراً (أو راغباً) في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. يُظهر هذا البحث الجديد أن حتى النشاط الخفيف كالمشي يمكن أن يُحدث فرقاً، مما يجعل الوقاية من السرطان في متناول المزيد من الناس.
المشي لمسافة ميلين فقط يومياً - أي ما يُقارب 4 آلاف خطوة، أو نحو 40 دقيقة من المشي الخفيف - يُمكن أن يُحدث تأثيراً كبيراً على صحتك على المدى الطويل. ليس عليك القيام بكل ذلك دفعة واحدة. قسّم ذلك على مدار اليوم من خلال: استخدام الدرج بدلاً من المصعد؛ التنزه في وقت الغداء؛ المشي أثناء المكالمات الهاتفية؛ ركن السيارة بعيداً قليلاً عن وجهتك.
قد يكون إضافة المزيد من الخطوات إلى روتينك، وخاصةً في منتصف العمر، من أبسط الطرق لتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
بالطبع، العلاقة بين النشاط البدني والسرطان معقدة. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث طويلة الأمد، وخاصةً تلك التي تُركز على أنواع السرطان المختلفة، لفهم أفضل لفائدة المشي، وكيف يُمكننا جعل الحركة جزءاً أساسياً من استراتيجيات الوقاية من السرطان.