كتابات وآراء


الأحد - 11 مايو 2025 - الساعة 09:59 م

كُتب بواسطة : د.يحيى شايف - ارشيف الكاتب




في المنعطفات التاريخية المصيرية تبحث الشعوب الحرة عن منقذ يخرجها من التيه وصولا إلى بر الأمان إلا أن هذه المهمة المقدسة لا تمنحها الشعوب إلا للمتفردين من رموزها بما يمتلكون من كاريزما قيادية ثائرة مشبعة بالقيم والأخلاقيات الإنسانية وهذا ما لحظه الجميع بإعلان عدن التاريخي في ال4/ من مايو 2017م حين فوض شعب الجنوب الثائر الأخ القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل حامل سياسي لقضية شعب الجنوب العادلة وقيادة سياسية للحامل برئاسته وعبر أكبر مليونية شاهدها العالم كله بهدف قيادة المرحلة النضالية وصولا إلى استعادة وبناء دولة الجنوب الفدرالية بحلتها الجديدة .
هذه المهمة الجسيمة والشاقة التي منحتها الأغلبية الساحة من شعب الجنوب الثائر للأخ الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي لم تمنحها عبثا أو من فراغ بل كانت نتاج إدراك عميق منها لما يمتلكه الأخ الرئيس عيدروس من رصيد نضالي وإخلاقي وإنساني وقدرات قيادية متميزة تؤهله لتحقيق مثل هذه المهمة المقدسة.
وفي لحظة مصيرية فارقة وجد الأخ الرئيس عيدروس الزبيدي نفسه أمام تحد تاريخي لا مفر منه مهما كانت المعوقات وبرغبة مطلقة وقناعة تامة وقرار مستقل قبل الأخ الرئيس هذا التكريم المقدس الممنوح له من قبل شعب الجنوب العظيم رغم صعوبة المشهد السياسي المعقد داخليا وخارجيا غير آبه لثرثرات المحبطين والمشككين والمتخاذلين الذين راهنوا على عدم نجاحه متذرعين بصعوبة المشهد السياسي الشائك والمعقد على مستوى الجنوب خاصة وعلى مستوى اليمن والمنطقة والإقليم بشكل عام بفعل حالة العبث والدمار الذي سببته وتسببه الخلايا الإرهابية المتخادمة الحوثية منها والإخوانية وحلفاؤها في المنطقة والاقليم ضد الجنوب وغيرهم ؛ وبإرادة صلبة لا تلين تجاوز كل هذه الإحباطات مستمدا عزيمته من الله ومن شعبه ومن قوى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وخلال أسبوع واحد فقط أشتغل بشكل مكثف ليل نهار مع مكونات الثورة الجنوبية والكثير من الكيانات الجنوبية السياسية منها والمدنية عبر لجان مختصة يعرفها شعبنا أنجز من خلالها ما لم ينجزه غيره في أسابيع كاملة حتى فاجأ العالم كله بمؤتمره الصحفي الشهير الذي حضرته وتناقلته الكثير من القنوات المحلية والعربية والدولية في يوم ١١/مايو ٢٠١٧ بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان وحامل سياسي لقضية شعب الجنوب وتشكيل هيئة لرئاسة المجلس الانتقالي مكونة من ٢٥ عضوا رئاسيا برئاسته.
وبهذا المنجز العظيم يكون الأخ الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قد أحدث نقلة نوعية غيرت مجرى التاريخ النضالي الحديث والمعاصر لشعبنا الجنوبي الثائر ؛ فرغم الحرب الشاملة التي تمارسها قوى الإرهاب الحوثية والإخوانية ضد شعبنا وقضيتنا الجنوبية العادلة مستخدمة أبشع أنواع الحروب أبرزها : حرب الخدمات وصناعة الأزمات وسياسة الإفقار وتدمير العملة ورفع الأسعار وحرب النزوح
وإثارة النعرات وأذكى الجروح وحرب الإبادة وطمس الهوية وتمزيق النسيج الاجتماعي للجنوب .
ورغم كل ذلك وبفضل قيام الأخ الرئيس بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي تمكن شعبنا وقيادته السياسية والعسكرية بقيادة الرئيس عيدروس خلال ثمان سنوات من تحقيق الكثير من الإنجازات التي تم من خلالها إفشال كل أنواع الحروب التي مورست ضدنا ومن أبرز تلك الإنجازات :
١- على صعيد المجلس استكمال مؤسسات المجلس الانتقالي نحو تشكيل فروعه في المحافظات والمديريات والمراكز والأحياء وتشكيل الأمانة العامة والجمعية الوطنية ومركز صناعة القرار والهيئات المساعدة والمجلس الاستشاري ومجلس العموم
٢-على الصعيد الأمني والعسكري تم تشكل قوات جنوبية متعددة كالأحزمة والنخب وقوات الدفاع والصاعقة والعاصفة وقوى محاربة الإرهاب وغيرها
٣-على الصعيد المجتمعي تم تشكيل اتحادات جنوبية نحو اتحاد كتاب الجنوب واتحاد نساء الجنوب واتحاد نقابات الجنوب والكثير من الاتحادات والمنظمات المدنية الجنوبية وتشكيل اللجان المجتمعية والتحضير لتشكيل مجلس الشيوخ الجنوبي
٤-وعلى الصعيد السياسي تم إنجاز الميثاق الوطني كأهم وثيقه سياسية اشتركت في إنجازها عشرات المكونات وأجمعوا ولأول مرة على ميثاق الشرف الوطني الموحد أضف إلى تبني عملية الهيكلة مدنيا وعسكريا
والشراكة في الرئاسة والحكومة بما يخدم مشروعنا السيادي أضف إلى فتح فروع للانتقالي في أغلب الدول الشقيقة والصديقة وآخرها فتح بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكية
وفتح القنوات الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية والمواقع الإلكترونية وغيرها
كل هذه المنجزات تحققت بفضل تشكيل الأخ الرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي وبجميع هذه المنجزات أصبح الجنوب اليوم رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في كل المعادلات المحلية والإقليمية والدولية فألف تحية لشعب الجنوب العظيم على تفويضه التاريخي للرئيس عيدروس الزبيدي والف تحية للرئيس عيدروس على تشكيله للمجلس الانتقالي الجنوبي وألف تحية لكل قيادات وأعضاء ومناصري المجلس الانتقالي وللحاضن الشعبي الجنوبي الملتف حول حامله السياسي الذي بفضلهم جميعا تم تحقيق الكثير من المنجزات أبرزها ما تم الإشارة إليها وغيرها من المنجزات .
التي بفضلها يتم التصدي اليومي لقوى الاحتلال الإرهابية الحوثية منها والإخوانية في كل الجبهات العسكرية والأمنية والمدنية والسياسية والإعلامية والأقتصادية والمجتمعية وغيرها .


*باحث سياسي وناقد أكاديمي.