أبرز ماجاء في لقاء الرئيس الزبيدي في مقابلة مع "الحرة": الجنوب العربي شريك استراتيجي وسنصنع سلامًا من موقع القوة..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسؤولة رفيعة في برنامج الأغذية العالمي سُبل تعزيز المساعدات الإنسانية لبلادنا..انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يلتقي ضمن وفد مجلس القيادة وزير الخارجية الألماني ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية..انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الخميس - 04 نوفمبر 2021 - الساعة 06:49 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع / مريم بارحمة



الزواج إكمال للدين, وهو أول لبنة في بناء الأسرة, وبمجرد ان يفكر الشاب بإكمال نصف دينه، يضع نصب عينه المهر وتكاليف الزواج والسكن خاصة إذا كان من ذوي الدخل المحدود.
فظاهرة غلاء المهور مشكلة تؤرق كل شاب مقبل على الزواج بسبب العادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع، وتكاليف الزواج من الذهب والملابس وايجار صالات الأفراح وما يتبعها ، هذا بخلاف المباهاة والمغالاة والتفاخر>
كل ذلك يقف حجر عثرة أمام حلم كل شاب كادح مقبل على الزواج، ناهيك عن منزل الزوجية وأثاثه أو حتى غرفة عند أهله وتأثيثها وتجهيزها, أو استئجار شقة بسيطة متواضعة كل هذه التكاليف يعاني منها الشباب المقبلين على الزواج في ظل الازمة الاقتصادية وتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطن بعد مرور اكثر من ست سنوات على الحرب لكن ظلالها مازالت تخنق الشعب, مع راتب لا يسمن ولا يغني من جوع أو غير منتظم.

ويؤكد خبراء واخصائيون اجتماعيون ان السبب في تفاقم مشكلة غلاء المهور هو الثقافة السائدة بالمجتمع .
وكشف تقرير دولي في مطلع العام 2016 م, ان اليمن تحتل المرتبة التاسعة عربيا في نسبة عدم زواج الفتيات بواقع 30% ويرجع ذلك لعدة اسباب منها غلاء المهور وأسباب اجتماعية واقتصادية اخرى, إضافة إلى الظروف التي خلفتها الحرب. ونتيجة لغلاء المهور وعزوف الشباب عن الزواج قد ينتشر الانحراف بين الشباب وتكثر المحرمات، وتعم بالمجتمع عادات دخيلة على ديننا وعاداتنا العربية الأصلية . ولمعرفة أسباب غلاء المهور وانعكاسها على الشباب والمجتمع؟ ومدى تأثير غلاء المهور على استقرار حياة الزوجين بعد زواجهما؟ وما الحلول الناجعة للحد من هذه الظاهرة؟
التقينا بخبة من الاختصاصيين الاجتماعيين وشباب وأولياء أمور وخرجنا بهذه الحصيلة من الآراء والحلول لهذة الظاهرة.


-اقحام الزوج في دائرة الديون

تقول د. رانيا خالد محمدعضو هيئة تدريس جامعة عدن بقسم علم الاجتماع:"غلاء المهور أصبح ظاهرة في هذه الأيام وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والأسباب تتجسد في ازدياد ارتفاع الاسعار الجنوني, فأصبح أولياء الامور للعروس يطالبون بمهور غالية ليستطيعوا بها تجهيز بناتهم. ولكن من المؤسف ايضا هو التقليد وعدم الاكتفاء بالاشياء البسيطة فنرى التفاخر في الاعراس والولائم بما لا يتناسب مع المقدرة المالية وقد يكلف اعباء اضافية على العريس باشياء نستطيع التنازل عنها وليس من الضروريات, مما أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج وهذا بالتأكيد ينعكس على المجتمع بشكل سلبي" .
وترى د. رانيا أن غلاء المهور يؤثر فعليا على حياة واستقرار الزوجين بعد الزواج اذ يقحم الزوج في دائرة الديون التي ربما اقترضها لأجل اتمام زواجه أو من أجل المهر وهذا له اثر في الحالة النفسية للزوج, وبالتالي قد يؤدي إلى المشاكل بين الزوجين وقد يرى ان مايعانيه هو بسبب زواجه وهذا ايضا يؤثر على علاقته بزوجته.
وتقترح د. رانيا أن من الحلول التي قد تساهم في خفض هذه الظاهرة هي التوعية بهذا المجال وحث خطباء المساجد على تناول هذه الظاهرة في ارشاد الناس لتخفيض المهور والاهتمام ايضا بالجانب الاعلامي فيما يخص أضرار غلاء المهور على مستوى المجتمع ككل والابتعاد عن التفاخر والتقليد والاكتفاء بالاشياء البسيطة والمهمة.


-ارتفاع أسعار الذهب

ويؤكد الشاب رشاد الصياد أن غلاء المهور في الوضع الحالي انعكاس للوضع بشكل عام إذ تدهورت العملة المحلية, وارتفعت أسعار الذهب وباقي الكماليات التي تحتاجها كل عروس فإنه من الطبيعي ارتفاع المهور.
ويرى رشاد أن الحل يكمن في معالجة كُلية لإنهيار العملة التي يعاني منها المواطن على كل المستويات .
ويضيف : " ارتفاع المهور يعقد الآمال ويقتل الطموحات لدى الشباب الذي يحلم بالارتباط, لكنه ينصدم بواقعنا المعقد فيجعل الشباب يتحول إلى أدوات تدمير وملاجئ للإحباط وندب الحظ العاثر. أما بالنسبة لمن استطاع الإرتباط والزواج فإنه سيكون أمام مسؤولية تجعله يواجهها, والتي تكمن بتوفير المتطلبات الأساسية والكماليات للأسرة. وإذا فشل سيؤثر ذلك على العلاقة الزوجية وسيسود عدم الرضا والقبول حتى تأخذ العلاقة منحى الإنفصال إذ لم يكن للصبر والتفهم والحب قيمة .

-أعراس جماعية للشباب

وتوضح الأستاذة ماجدة علي حسين محمد ولية أمر أن غلاء المهور نتيجة الغلاء الفاحش في كل متطلبات الحياة وأن المهر تزيد الأسرة ضعفه لتلبي أهم احتياجات العروس وشراء ذهب بسيط وخفيف وهذا أبسط حق للفتاة, مع التنازل عن الحفلات والاكتفاء بحفلة واحدة بسيطة يوم الزفاف بصالة أفراح متواضعة, وإذا أهل الفتاة تنازلوا كثيرا في مهر الفتاة سيصبحوا وابنتهم عرضة لانتقادات الأهل والمجتمع, وهذا يعتمد حسب عادات وتقاليد الأسرة والمجتمع الذي يعيشون فيه.
وتؤكد أن كثير من أولياء الأمور تنازلوا عن وجبة الغداء أو حفلتا الغسل والحناء (الزقرة) خاصة بالعاصمة عدن بسبب الغلاء. وأن تكاليف حفلة زفاف بسيطة بقاعة أو صالة أفراح متواضعة أصبحت تتجاوز مليون ونصف ريال يمني.
وتأمل بفتح صندوق يساعد الشباب على الزواج بالعاصمة عدن. وتناشد مالكي صالات الافراح مراعاة ظروف الشباب والمجتمع وتخفيض أسعار القاعات وعمل قاعات شعبية, وتطالب الجهات المعنية بترتيب أعراس جماعية لمساعدة الشباب.

-غلاء المهور يؤثر سلبا على الشباب


ويضيف الإعلامي ماهر علي البرشا "غلاء المهر واقع يعاني منه الشباب في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والمتردي وانتشار البطالة بين اوساط الشباب وحتى من يعمل منهم يأتون نهاية كل شهر براتب فتات لا يسمن ولا يغني من جوع. فكيف يقوى الشباب على غلاء المهور وتكاليف الزواج؟

ويُرجع ماهر أسباب غلاء المهور إلى الحروب التي شهدتها اليمن واعتبرها أول أسباب غلاء المهور, لأن المهور سابقاً كانت لا تتجاوز 800 ألف ريال يمني, بينما اليوم نحن نراها تفوق ثلاثة مليون ريال يمني. وفي مناطق أخرى بالريال السعودي وتصل إلى أكثر من عشرين ألف سعودي.

مؤكداً أن غلاء المهور يؤثر على الشباب سلباً بشكل كبير فبعض الشباب قد يلجؤون لفعل الحرام, بالإضافة إلى الالتحاق بجبهات القتال التي يرونها تفي بالغرض لأجل تجميع المهر وقد يفقد الشاب حياته.
ويرى ماهر أن غلاء المهور يؤثر علي حياة واستقرار الزوجين بعد زواجهما, عند بعض الشباب, وقد يكون مناسب للبعض الأخر, فمجتمعنا لا يستوي الجميع فيه ماديا فيوجد به ابن المسؤول والتاجر، وهو ليس كابن بائع الخضار أو كراعي الاغنام أو الموظف ذوي الدخل المحدود, والذي يبحث عن العفة والبعد عن ما حرم الله. وتزويج الفقراء في شدة فقرهم ليس عيب بل شرف ونزاهة والأهم أن يصون زوجته ويعاملها معاملة حسنة ويكرمها.
مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي لن تكون هناك حلول نهائياً. فالمرأة ليس بيدها خفض غلاء المهور, لأن الأمر يتعلق بالوضع الاقتصادي وتدهور العملة. فمتى ما استقر الوضع الاقتصادي وتعافت العملة المحلية سوف يستقر تكاليف المهور ويشهد تحسن كبير.



-ضعف الوازع الديني واختلاف التقاليد

تؤكد الأستاذة ذكريات عبده سيف محمد طالبة ماجستير بجامعة عدن.
الغلاء بات مرتبط بكل تفاصيل حياتنا اليومية والمعيشية من ضمن هذي الاشياء هو المهر في ظل الأزمة الاقتصادية, فيضطر ولي أمر العروس إلى زيادة المهر من أجل تجهز ابنته وشراء كل ما تحتاج إليه من الضروريات, لأن ولي الأمر لا يقدر على تكاليف الزواج, خاصة إذا كان من ذوي الدخل المحدود . وترجع الأستاذة ذكريات اسباب غلاء المهور لعدة أسباب منها: ضعف الوازع الديني عند بعض الآباء وأولياء الأمور، وكثرت الحروب واختلاف تقاليد كل محافظة عن الأخرى.
وتضيف: غلاء المهور يؤدي إلى عدم قدرة الشباب على الزواج وعزوفهم عنه ، وارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات ، ويفقد المجتمع الأمن والأمان والاستقرار فتكثر الجرائم وانحراف الشباب. كما يؤثر غلاء المهور على الحياة الزوجية قبل وبعد الزواج بسبب هموم الديوان.

وترى بأن الحلول تكمن في الرجوع الى كتب الله, ومن وجد فيه الاخلاق الحميدة والدين يزوجوه, وتسهيل إجراءات الزواج لشباب من خلال عمل مشاريع صغيره لدعم الزواج الجماعي للشباب ، وتحسين وأضاع البلاد للأفضل.