الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسؤولة رفيعة في برنامج الأغذية العالمي سُبل تعزيز المساعدات الإنسانية لبلادنا..انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يلتقي ضمن وفد مجلس القيادة وزير الخارجية الألماني ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية..انفوجرافيك

هل أصبح واقع انقطاع رواتب الموظفين لشهور طويلة معاناة راسخة



كتابات وآراء


الإثنين - 06 أكتوبر 2025 - الساعة 11:09 م

كُتب بواسطة : ملازم أول/ علي محمود الرحيتي - ارشيف الكاتب



في ظل واقع معيشي مرير يتجرعه شعب الجنوب بمختلف فئاتهم المجتمعية،وفي ظل سياسات رعناء تحاول حرف البوصلة بعيداً عن طريق الإستقلال الذي ينشده أبناء الجنوب والتي تم تعبيدها بدماء شهداءنا الأبرار ونزيف جرحانا الميامين، فإننا وبرغم تلك التحديات والظروف القاسية التي يعيشها شعبنا نمضي بعزيمة لاتلين وبثبات عظيم في مقاومة تلك الظروف مستحضرين صمود وثبات ومآثر بطولات الأجداد التي كسروا بها أقوى إمبراطورية لاتغيب عنها الشمس وجعلوها ترحل عن جنوبنا بلا عودة.

وإننا في الجنوب ونحن نصارع شبح الظروف القاسية المتمثله بسياسة التجويع الممنهجة، التي تنتهجها شرعية المعاشيق خدمةً لأجندات معادية لأبناء الجنوب وقضيتهم العادلة الممثله بإستعادة دولتهم بكامل سيادتها
لا يسعنا إلا أن نستحضر روح المقاومة والنضال والصبر والصمود الذي سطره أجدادنا المناضلين في وجه الإستعمار البريطاني الذي ظل جاثماً على أرض الجنوب على مدى 129عاماً، ولكن الإرادة والعزيمة والنضال الذي صاغته فوهات جرامل الثوار كانت كافيه لدحر قوى الإستعمار البريطاني ومغادرتهم كل شبر من أرض الجنوب.

لم يتبقى سوى ثمانية أيام تفصلنا عن الإحتفاء بالذكرى الثانية والستون لثورة 14 إكتوبر المجيدة،والتي على وهجها الثوري نستلهم طريق إستقلالنا،مدركين من وقائعها النضالية التي إجترحتها تضحيات وبسالة الثوار في وجه المستعمر البريطاني أنَّ ثورة الشعوب لن تُقهَر مهما إستفحل شر المستعمرين والمحتلين ومهما ظلّ الإستعمار والإحتلال جاثماً على جغرافيا لم يكن له فيها موضع قدم.

فمثلما لم تنطفى جذوة الثورة الإكتوبرية بعد مرور اكثر من قرن، فإنّ جذوة الثورة الجنوبية تشتعل اليوم في صدور الأبطال وفي أحلام الشباب الذين يتطلعون إلى تحقيق الإستقلال والعودة بدولة الجنوب بكامل سيادتها.

إننا نقف على أبواب الإنتظار للإحتفاء بالذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من إكتوبر المجيدة، تلك الثورة التي أنهت حقبة المستعمر الأجنبي بلا رجعه، ونضال شعبنا الجنوبي في الوقت الحاضر ماهو إلا إمتداد لتلك الثورة الإكتوبرية، ولكن في وجه نوع آخر من قوى النفوذ والإستحواذ والإقصاء التي تمارس الفساد الإقتصادي والإداري بكل وقاحة تحت يافطة الشرعية المزعومة كذباً وزوراً والتي بات أبناء الجنوب يتجرعون ويلات التجويع إزاء ممارساتها الممنهجة التي تحاول إجهاض مشروعنا الجنوبي المتمثل بإستقلال دولتنا الجنوبية بكامل سيادتها خدمةً لأجندات معادية لمشروع الإستقلال الجنوبي.

إننا ونحن ننتظر إحياء فعالية تلك الذكرى الثورية المجيدة ، نقول لأبناء شعبنا الجنوبي الحر بأنَّ ما جعل ثورة 14 إكتوبر ثورةً مميزه وناجحه أنها ثوره حقيقيه لم تكن وليدة كيان سياسي يعيش في معزل عن الشعب الجنوبي،وإنما كانت ثوره شعبويه شارك فيها الفلاحين والعمال والشباب وكل الفئات المجتمعية الجنوبية، حيث إجتمعوا حول هدف واحد وهو التحرر من الإستعمار، ولعل هذا الهدف السامي من أبرز الدروس التي نستلهمها من تلك الثورة العظيمة، فالنجاح في معركة التحرير لايتحقق الا بوحدة الصف وتوحيد الهدف والإيمان بالعدالة الوطنية والصمود والثبات في وجه التحديات مهما كانت، وهذه الأبجديات الثورية هي التي نحتاجها في عصرنا الراهن حتى نستكمل استقلالنا الناجز.

كما أنَّ من عوامل الإنتصار في ثورة 14 إكتوبر هو وحدة الهدف وتجاوز الخلافات المناطقية والفكرية، فإننا في عصرنا الراهن بحاجه ضروريه إلى تجسيد تلك العوامل المذكورة وتوحيد الهدف والسير في خندق واحد في مواجهة الفساد الإقتصادي والإداري الذي صار سرطاناً يقتات على حساب معاناة ومأساة أبناء شعبنا الجنوبي.

إننا ونحن نعيش واقعاً مريراً ، تبقى أهداف ثورة 14 إكتوبر محفورةً في قلوبنا وعقولنا ، وندعوا أبناء شعبنا الجنوبي إلى العمل بأهداف تلك الثورة المجيدة وتجسيدها واقعاً ملموساً في هذا العصر الراهن، والذي تجرعنا فيه مرارة العيش وتحملنا فيه قساوة الظروف التي لم يشهدها ولم يعيشها أجدادنا في ظل حُقبة الإستعمار البريطاني.
لذلك فإنَّنا لم نقف مكتوفي الأيدي عن تلك الممارسات التي تسعى الى فرض حاله من الإستسلام والخنوع والتركيع الذي تمارسه بعض العناصر في حكومة المعاشيق بغرض زعزعة الجنوبيين عن مواصلة درب الإستقلال ومحاولة زرع الفوضى وخروجهم ضد الحامل والممثل الرئيسي لقضيتهم الجنوبية العادلة، ألا وهو المجلس الإنتقالي الجنوبي، كذلك بغرض زعزعة السكينة في عدن خاصه والجنوب عامة.

لذلك فإنَّنا ومثلما كانت عزيمة الثوار، التي قضت على ظلم وإستبداد المستعمر الإنجليزي ، سنمضي على ذات الدرب النضالية في مجابهة قوى النفوذ والإستحواذ التي تعبث بثروات بلادنا وتنتهج الفساد في أبشع صوره، وتعيش حياة الترف والإسراف المالي في أعلى صور البرجوازية، بينما شعبنا الجنوبي لايزال معظم أبناءه يعيشون تحت خط الفقر ، وتُفرَض عليهم سياسة تجويع ممنهجه لاتقل شأناً عن سياسة التجويع التي يفرضها الإحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة.

أخيراً فإننا نأمل أن تكون الذكرى الثانية والستون لثورة 14إكتوبر ذكرى ثوريه جديده ننتزع فيها حقنا المشروع والمتمثل في إستقلال دولتنا الجنوبية بكامل سيادتها، فقد تعلمنا من الأحداث والوقائع الثورية أنَّ الحق يُنتزَع إنتزاعاً دون أن يُستجدى،وإننا قد صبرنا طويلاً وتركنا للسياسة وقتاً طويلاً ولازلنا نمتثل الصبر والصمود حيال مانتجرعه من المعيشة الصعبة،ولكننا متى ما فَرضت علينا الظروف إحداث واقع مغاير سنصنع لحظات فارقه لكتابة تاريخ إنتصارنا وإستقلال دولتنا الجنوبية بكامل سيادتها، إن شاءالله.

فصبرنا ليس ضعفاً كما يتصور البعض،وشعبنا قد شبّ عن الطَوق، وقد أصبحنا أكثر تماسكاً ووعياً ولدينا من عوامل القوة المعنوية والعسكرية ما يكفي للصمود والثبات في وجه التحديات حتى ننتصر بعز أو نموت بشرف وكرامة.

كما ندعوا المجتمع الدولي والتحالف العربي إلى التعاطي الإيجابي مع قضية شعب الجنوب والنظر بعين الإعتبار إلى الواقع المعيشي الذي تمّ فرضه على أبناء شعبنا الجنوبي كخيار من خيارات الإنتقام السياسي الذي تمارسه عصابات تحت غطاء الشرعية المزعومة ،، فإخواننا في التحالف العربي هم الذين تربطنا بهم روابط الدين والعروبة ، وهم الذين شاركونا الدم في معركة إجتثاث المليشيات الحوثية التي باتت إرهاباً يوجه شوكة بوصلته نحو المملكة العربية السعودية خصوصاً، في محاولات خبيثه لإستهداف أمنها ومقدساتها.