الرئيس الزُبيدي يلتقي نائب رئيس الوزراء الروسي لبحث تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الجنوب وروسيا.. انفوجرافيك

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يصل موسكو ويلتقي وزير خارجية روسيا الاتحادية

الكثيري يبحث مع وفد المبعوث الأممي مستجدات العملية السياسية وجهود إحلال السلام في بلادنا.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - الساعة 04:31 م بتوقيت عدن ،،،

4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة



في ظل مرحلة حرجة يشهدها الجنوب، يبرز مطار عدن الدولي كرمز وطني وسيادي يعكس صمود دولة الجنوب واستمرارية الحياة المدنية رغم كل التحديات. وفي الوقت الذي تتزايد فيه الحملات العدائية الممنهجة التي تتعرض لها المدن والمرافق الحيوية في الجنوب، تقود مليشيا الحوثي حملة جديدة تستهدف هذه المرة المطار، عبر بث الأكاذيب والتحريض، في خطوة تُضاف إلى سجل الانتهاكات التي اعتادت المليشيا على ممارستها في سياق حربها الواسعة ضد حياة الناس واستقرارهم.

كيف تحولت المنشآت المدنية إلى أهداف عسكرية؟ ولماذا يختار الحوثي مطار العاصمة عدن بالتحديد لمحاولات التشويه والاستهداف؟ وما هو الرد الشعبي والسياسي تجاه هذه الهجمة؟ أسئلة يستعرض هذا التقرير أبعادها ويوضح الحقائق الغائبة خلف هذه الحملة.



-مطار عدن الدولي المنفذ الحيوي والشريان الجنوبي

مطار عدن الدولي، الذي أُعيد افتتاحه أمام الملاحة الجوية مطلع عام 2015 بعد تحرير العاصمة عدن من المليشيا الحوثية، يشكل اليوم نافذة الجنوب على العالم. فهو ليس مجرد منشأة نقل جوي، بل مرفق استراتيجي يُنقذ الأرواح، وينقل المرضى، ويستقطب البضائع والمساعدات، ويُسهم في دوام حركة السفر والعمل.

أهمية المطار تتصاعد خاصة في ظل الحرب الجارية، بعد توقف مطار صنعاء الدولي نتيجة اعتداءات الحوثيين، ليبقى مطار عدن المنفذ الأساسي لملايين اليمنيين، خصوصًا من المواطنين الذين يبحثون عن العلاج في الخارج، أو العاملين المقيمين في دول الجوار، وكذلك الطلاب والتجار.
ويبدو أن إدراك الحوثيين لهذه الأهمية، دفعهم للعودة مجددًا لاستهداف المطار ليس فقط عسكريًا، بل إعلاميًا وأيديولوجيًا، بغية عزله عن محيطه الاجتماعي والوطني.



-الحملة الحوثية الأخيرة تحريض وتحضير لما هو أخطر

في الأسابيع الأخيرة، صعّدت مليشيا الحوثي من حملتها العدائية تجاه مطار عدن الدولي عبر وسائلها الإعلامية ومنصاتها الدعائية، متهمة المطار باستقبال وفود أجنبية معادية، بل وصل الأمر إلى تصويره كمركز عمليات لاستهداف صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها.
هذا الخطاب ليس جديدًا، بل يأتي امتدادًا لأسلوب دعائي يتبعه الحوثيون حين يقررون استهداف مرفق مدني أو منطقة محررة. يبدأ الأمر ببث الأكاذيب والتحريض، ثم خلق مبرر شعبي لعدوان عسكري، يأتونه تحت شعار "الدفاع عن الوطن" بينما الحقيقة أنهم يقودون عدوانًا صريحًا يطال أي جهة خارجة عن سيطرتهم.
وما يزيد من خطورة هذه الحملة، هو توقيتها الذي يتزامن مع توترات إقليمية ومفاوضات دولية قد تزيد الضغط على المليشيا، ما يدفعها نحو تصعيد داخلي لتحسين موقفها التفاوضي عبر أوراق ضغط جديدة.



-الدوافع وراء استهداف مطار عدن

لتفسير دوافع الحملة الأخيرة والنوايا الحوثية، لا بد من الربط بين الأهداف العسكرية والإعلامية والنفسية للحوثي، وفي هذا السياق تتضح عدة نقاط:
-تخويف الناس وضرب الثقة بالمؤسسات، من خلال تحويل منشأة مدنية إلى "هدف حربي محتمل" هو أسلوب يهدف إلى بث الذعر بين المواطنين، وتعطيل السفر والعمل والتعليم، وتدمير أي رابط بين الناس والمرافق الحكومية، في إطار حرب نفسية تستخدمها المليشيا بخبرة ضد المدنيين.
-إضعاف العاصمة عدن: يعرف الحوثيون أن مطار عدن يمثل رمزية سيادية إلى جانب وظيفته التقنية، لذلك فإن ضربه أو تعطيله يقوض الدور الذي تلعبه عدن كعاصمة سياسية، كما يؤدي إلى عزل الجنوب عن العالم، وإضعاف صورته في الوعي الجمعي للمواطنين في الجنوب أو اليمن.
-شلّ الحركة الاقتصادية والإنسانية، حيث يعتمد الجنوب، بدرجة كبيرة، على الحركة الجوية في تأمين الدواء، ونقل الحالات المرضية، وتسهيل المساعدات الإغاثية القادمة من المنظمات الدولية. استهداف المطار سيُدخل المنطقة في أزمة إنسانية جديدة.
-كسب نقاط تفاوضية دولية: لا يخفى أن الحوثيين يحاولون توظيف كل تصعيد ليظهروا كطرف قوي أمام المجتمع الدولي، قادر على تغيير المعادلات الميدانية والسياسية، ومن هنا تأتي هذه الضغوط كورقة مساومة في مسارات السلام الجارية.






-تفنيد الادعاءات الحوثية

بحسب بيانات رسمية صادرة عن إدارة مطار عدن الدولي وهيئة الطيران المدني، فإن المطار يعمل وفق أعلى المعايير الأمنية الدولية، ويستقبل ويرسل رحلات منتظمة من وإلى عدد من الدول. ويسهم في نقل أطنان من المساعدات الإنسانية بشكل مستمر عبر منظمات مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر. كما يخدم آلاف المرضى والطلاب ورجال الأعمال أسبوعيًا، دون تسجيل أي خروقات أمنية طوال السنوات الماضية.
وتؤكد المصادر الرسمية أن لا وجود لأي نشاط عسكري داخل المطار أو في محيطه، وأن كل الرحلات مخصصة للأغراض المدنية والإنسانية. هذه الحقائق تتعارض مع سرديات الحوثي، وتكشف زيف ادعاءاته، وتؤكد أن الحملة الإعلامية ليست سوى مقدمة لمحاولة عزل الجنوب عن العالم أو تبرير عدوان جديد على العاصمة عدن.


-رد الفعل الجنوبي

لم يمر هذا الهجوم الدعائي دون رد، إذ سارعت قطاعات واسعة من أبناء الجنوب لإطلاق حملة تضامن واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاغي: #مطار_عدن_خط_احمر، #مطار_عدن_ممر_آمن
وهي حملة شارك فيها صحفيون وناشطون ومثقفون، فضلًا عن بيانات مؤسسات رسمية وسياسية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة المناصفة، وأكدت جميعها على أن مطار عدن هو حق للجميع، وخط أحمر لا يُسمح بانتهاكه تحت أي ذريعة. 
الحملة حققت تفاعلًا كبيرًا في الداخل وخارج الجنوب، وعكست مستوى الوعي لدى الجنوبيين تجاه المخاطر المحيطة بمقدراتهم السياسية والخدمية، كما وجهت رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي: السكوت عن استهداف المرافق المدنية هو تواطؤ مع الجريمة.

-المسؤولية الوطنية والدولية

تتحمل جهات عديدة مسؤوليات تجاه حماية هذا المرفق الجوي الحيوي:
-السلطات المحلية في العاصمة عدن: عبر تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط المطار، ورفع جاهزيتها للتعامل مع أي محاولات استهداف أو تخريب إعلامي.
-الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي: من خلال تفعيل الدبلوماسية الدولية للتأكيد على حماية المنشآت المدنية المعرضة للخطر بموجب القانون الدولي الإنساني.
-التحالف العربي: وهو الطرف الذي يلتزم باتفاقيات حماية الأعيان المدنية ضمن عملياته العسكرية.
-الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر تفعيل آليات مراقبة وتوثيق أي انتهاكات تستهدف المطارات والموانئ المدنية.



-مطار عدن يبقى ممرًا آمنًا للحياة

رغم كل التهديدات والأكاذيب والتحريض، يظل مطار عدن الدولي شاهدًا على صمود الجنوبيين وإصرارهم على الحياة. فالتحريض الحوثي لن ينجح في طمس حقيقة أن المطار هو: شريان للحياة، وخط أحمر للسيادة، وأيضاً رمز وطني للمقاومة المدنية والسياسية مهما اشتدت حملات الأكاذيب.
وفي زمن تحاول فيه المليشيات الحوثية تحويل كل شيء إلى هدف، يبقى الدفاع عن المطارات والمستشفيات والمدارس مسؤولية وطنية ودولية مشتركة.. فالأوطان تُبنى حين نتمسك بأدوات الحياة، لا حين نتركها للعدوان.