كتابات وآراء


الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - الساعة 09:25 م

كُتب بواسطة : رامي الردفاني - ارشيف الكاتب



في حضرموت والمهرة، كما في شبوة والعاصمة عدن، لا تُقاس الأرض بالأمتار ولا تُقاس الكرامة بالمساحات .. هنا الجنوب العربي، حيث تنبت الكرامة من تراب الأرض، وحيث لا مكان للانكسار في قلوب الرجال الذين أقسموا أن لا يعودوا إلى زمن الوصاية ولا إلى عهود التبعية.

نحن الجنوبيون، لسنا مجرد كلمات تُقال في الخطب، ولا شعارات تُرفع في الميادين، نحن فعلٌ يتجسد على الأرض، وواقعٌ يُكتب بالتضحيات و لم نكن يوما طلاب حرب، لكننا لم نتهرب من معارك الكرامة، ولم نغض الطرف عن واجب الدفاع عن أرضنا وهويتنا.

اليوم، ونحن نرى قواتنا الجنوبية الحكومية تواصل تطهير حضرموت والمهرة وشبوة من فلول الإرهاب، ومن بقايا التنظيمات المتطرفة ومليشيات الحوثي، نزداد يقينًا بأننا على الطريق الصحيح. طريق التحرير، طريق السيادة، طريق لا يعرف التراجع ولا المساومة.

لقد حاولت الأبواق المأجورة أن تزرع الشك في النفوس، وأن تبث سمومها عبر إشاعات لا تصمد أمام الحقيقة.

ان حزب الإخوان، الذي اعتاد اللعب في الظلام، يظن أن الجنوب ساحة مفتوحة لمؤامراته، لكنه يجهل أن الجنوب اليوم غير الأمس، وأن أبناءه باتوا أكثر وعيا، وأشد بأسًا، وأقوى عزيمة.

أما الطائرات التي تحلق في السماء، فلن تُرهب من اعتاد أن يواجه الموت في الجبهات، ولن تُخيف من تربّى على صوت الرصاص دفاعا عن الأرض والعرض.

نحن لا نهاب الحديد، لأن قلوبنا أصلب، ولا نرتجف من الضجيج، لأن صمتنا أبلغ من كل ضجيجهم.

حضرموت اليوم تنتفض، لا لتعلن الحرب، بل لتستعيد حقها في الأمن والاستقرار. المهرة تنهض، لا لتنازع أحدًا، بل لتقول: "نحن هنا، على أرضنا، نقرر مصيرنا وشبوة، التي عانت كثيرا، تعود لتكون قلعة من قلاع الجنوب العربي، عصية على الاختراق، منيعة على التآمر.

إن ما يجري اليوم ليس مجرد عمليات أمنية، بل هو فصل من فصول استعادة الكرامة الجنوبية. هو إعلان واضح بأن الجنوب لن يكون مأوى للإرهاب، ولا ممرًا للفتنة، ولا ساحة لتصفية الحسابات .

نحن الجنوبيين، لا نطلب من أحد أن يمنّ علينا بالحرية، لأننا ننتزعها بأنفسنا لا ننتظر اعترافا من أحد، لأن وجودنا على الأرض هو الاعتراف الأكبر. لا نُراهن على الخارج، لأن رهاننا الأول والأخير هو على شعبنا، على شبابنا، على دماء شهدائنا التي لم تجف بعد.


نقولها بملء الصوت نحن على أرضنا، وسنظل عليها. لا الطائرات تُخيفنا، ولا الإشاعات تُربكنا، ولا المؤامرات تُثنينا الجنوب العربي قادم، بقوة الحق، وبعزيمة الرجال، وبإرادة شعب لا يعرف الانكسار.