كتابات وآراء


الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 11:20 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب




بعد إنهاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة من التحالف العربي، يعد هذا انتهاء لتحالف دعم ما تسمى الشرعية في اليمن، لأنه من غير المعقول أن نقول دول التحالف بقيادة السعودية وهي قد أصبحت الدولة الوحيدة فقط في التحالف.

كما يعد مجلس القيادة الرئاسي بحكم المنتهي بعد أن فككه رشاد العليمي بقراراته الأحادية التي أعلن فيها الحرب العسكرية ضد قضية الجنوب وشعبه وضد المجلس الانتقالي الجنوبي وضد القوات الحكومية الجنوبية.

ماذا عن حال التطلعات الشعبية الجنوبية في استعادة دولتهم المستقلة؟ هل سيواصل المجلس الانتقالي الجنوبي المشوار نحو إعلانها أم أن التهديدات السعودية ستجعله يتراجع عن قرار إعلانها الذي سبق وصرح به؟

الجنوب اليوم أصبح مطلق الحرية من جميع التزامات الاتفاقيات والشراكة بعد أن تم قصفه بالطيران السعودي بطلب من العليمي. ومن حقه أن يختار شق طريقه.

افتراضا أن الانتقالي وافق على انسحاب القوات الحكومية الجنوبية من محافظتي حضرموت والمهرة، هذا يعني فناء هدف إعلان دولة الجنوب العربي، كون حضرموت والمهرة هي المرتكز الذي عليه تقوم دولة الجنوب العربي المستقلة بحدود ما قبل 90 م، كما سيدفن حل القضية الجنوبية مستقبلا في ركام قاذورات وأوساخ ما يسمى بمخرجات الحوار اليمني والحل السياسي الشامل في اليمن.

إذا ليس أمام المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي غير المضي في مواصلة المشوار نحو إعلان دولة الجنوب العربي المستقلة مهما بلغت الضغوطات والتحديات والتهديدات، التي ستتبدد أمام الثبات الشعبي والعسكري الجنوبي، ولن يجد الانتقالي فرصة أفضل مما هو عليه اليوم، من سيطرة عسكرية على الجنوب من أقصاه إلى أقصاه، ومن التفاف شعبي كبير، ومن تأييدات إدارية من كل الوزارات والمحافظات والهيئات والمؤسسات الحكومية، ومن شهرة للقضية الجنوبية وللمطلب الشعبي الجنوبي كون جميع الأنظار الإقليمية والدولية هذه الأيام متجهة نحو تعقيدات الأزمة في محافظتي حضرموت والمهرة.

دولة الإمارات العربية المتحدة بكل تأكيد أنها ستلتقي مرة أخرى مع الجنوب بعد إعلان دولة الجنوب العربي المستقلة، هذا قد بدأ واضحا من خلال تصريحات مستشار الرئيس الإماراتي عبدالخالق عبدالله عبر قناة الجزيرة من أن موقف الإمارات صريح وواضح تجاه القضية الجنوبية ويتمثل في دعم إقامة دولة جنوبية مستقلة وذات سيادة.

بإخراج الإمارات من التحالف سيعطيها مساحة واسعة في حرية الاعتراف بدولة الجنوب العربي المستقلة ودعمها، وهذا حق لها لا يستطيع لا إخوانج ولا تكتل بن دغر ولا عليمي منعها من ممارسة هذا الحق.

وفي حال استطاعت الإمارات إقناع دول أخرى في الاعتراف بدولة الجنوب العربي المستقلة، حينها يستطيع الجنوب بقيادة الانتقالي الجنوبي تجاوز كل الضغوطات والتحديات والتهديدات الحالية من خلال بناء علاقات جديدة في مختلف المجالات مع دول إقليمية ودولية، التي حيالها ستجد الشقيقة السعودية نفسها مذعنة للاعتراف بدولة الجنوب العربي الذي لا مناص منه.