الرئيس الزُبيدي يتفقد سير العمل بديوان عام وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وقطاعاتها..انفوجراف

بيان صادر عن الأحزاب والمكونات والقوى السياسية في الجنوب..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يتفقد سير العمل بوزارة الإعلام والثقافة والسياحة.. انفوجراف



كتابات وآراء


الجمعة - 12 ديسمبر 2025 - الساعة 05:17 م

كُتب بواسطة : أحمد حرمل - ارشيف الكاتب



يشهد الجنوب اليوم، وتحديدًا في حضرموت والمهرة، لحظة تاريخية فارقة تتهاوى فيها أوهام الهيمنة وتتساقط جدران السيطرة العسكرية والقبلية القادمة من الشمال.

وفي هذه اللحظة، تعلن القوات المسلحة الجنوبية بصوت واحد أن الجنوب ماضٍ في طريق تقرير مصيره بإرادته الحرة، بعيدًا عن أي وصاية أو تدخل، ولن يُدار بعد اليوم إلا بعقول أبنائه وطاقاتهم المتجددة.

لقد أثبتت التطورات الأخيرة في المنطقة العسكرية الأولى أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن حضرموت والمهرة قد دخلتا عهدًا جديدًا من الأمن والاستقرار.

هذا التحول جاء بفضل تضحيات القوات الجنوبية الباسلة وصمود أبناء المحافظتين الذين رفضوا الخضوع ورفعوا راية الكرامة عالية.

وهنا يبرز صواب قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس الزُبيدي بإطلاق عملية "المستقبل الواعد" لتحرير وادي وصحراء حضرموت والمهرة، وهو القرار الذي جسّد الإرادة الشعبية وأثبت أن القيادة الجنوبية قادرة على تحويل التطلعات إلى واقع ملموس.

فقد تحقق الإنجاز في زمن قياسي مذهل، ليؤكد أن التحرير لم يكن مجرد شعار، بل فعل تاريخي يرسخ السيادة ويعيد الثقة لأبناء الجنوب في حاضرهم ومستقبلهم.

إن حالة الطمأنينة التي بدأت تسود اليوم في حضرموت والمهرة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك قدرة أبنائهما على إدارة شؤونهم بأنفسهم.

وما هذه الخطوات إلا بداية لمسيرة طويلة نحو بناء دولة جنوبية حرة، عادلة، مزدهرة، تليق بتضحيات الشهداء وصبر الأجيال.

وهنا تبرز الحاجة الملحة إلى رص الصفوف وتعزيز التعاون بين القوى الجنوبية كافة، فالمعركة لم تعد معركة طرف ضد طرف، بل هي معركة وجود وهوية ومستقبل.

إن وحدة الكلمة والصف هي السلاح الأقوى لمواجهة التحديات، وهي الضمانة الحقيقية لتحقيق التنمية والاستقرار الدائم.

اليوم، تكتب حضرموت والمهرة فصلًا جديدًا في تاريخ الجنوب، فصلًا عنوانه الكرامة والسيادة، ومضمونه الحرية والعدالة.
فلنمضِ معًا، يدًا بيد، نحو غدٍ مشرق يليق بأرضنا وشعبنا وتاريخنا.

إن الرسالة الأكثر إلحاحاً اليوم ليست للعدو الظاهر فحسب، بل للغفلة الداخلية التي قد تكون أشد فتكاً.

وقيادة المجلس الانتقالي تدرك ان المستقبل لن يُمنح لمن ينتظر على قارعة الطريق، بل يُنتزع بوعي ثاقب، وإرادة فولاذية، وإصرار على مواجهة الحقائق كما هي، لا كما نتمناها.

وان ايمان القيادة بانتصار قضية الجنوب العادلة وان الحلم العظيمة الذي يتطلع اليه شعب الجنوب لا يبنى على أمنيات رخوة، بل على إدراك صلب للمخاطر وخطط استراتيجية لتجاوزها.

ولكي يتحول الانتصار العسكري إلى مشروع سياسي متكامل يرسخ الهوية الجنوبية ويؤسس لمستقبل مستقر.

فانه يقع على المحلس الانتقالي انجاز الأولويات التالية :

توحيد الصف الجنوبي من خلال تعزيز الحوار بين القوى الجنوبية المختلفة، وتجاوز الخلافات الداخلية، لأن الانتصار العسكري يحتاج إلى غطاء سياسي موحد يحميه من الانقسامات.

بناء مؤسسات مدنية قوية من خلال البدء في تأسيس هياكل إدارية وقانونية في حضرموت والمهرة تعكس قدرة الجنوب على إدارة نفسه بكفاءة، وتمنح المواطنين الثقة بأن التحرير يقود إلى حياة أفضل.

الانفتاح الدبلوماسي والبدء بالتواصل مع القوى الإقليمية والدولية لشرح رؤية الجنوب المستقبلية، وكسب الدعم السياسي والاعتراف التدريجي بحق تقرير المصير، مع الحفاظ على علاقات متوازنة.

صياغة مشروع وطني جامع بانجاز برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي واضح يحدد ملامح الدولة الجنوبية القادمة (العدالة، التنمية، الشراكة، وضمان الحقوق والحريات).

إدارة المرحلة الانتقالية بحكمة تجنب القرارات المتسرعة، والعمل على بناء الثقة بين المواطنين والقيادة، مع إشراك الكفاءات المحلية في إدارة شؤون المحافظات المحررة.

تعزيز الشرعية الشعبية من خلال تنظيم مؤتمرات أو استفتاءات محلية تعكس إرادة أبناء الجنوب، ليكون الصوت الشعبي هو السند الأقوى أمام أي تحديات خارجية.