الأحد - 26 أكتوبر 2025 - الساعة 10:08 م
يعد الشعب في الجمهورية العربية اليمنية من أكثر الشعوب العربية تميزا في التعبير الفني، إذ يجيد أبناؤه كتابة الشعر، والغناء، والرقص، والبرع، وبارعون في إحياء الفلكلور الشعبي بكل تنوعاته ... إنه شعب محب للفن بكل أشكاله، يعشق الفكاهة، ويصنع من السمر والسلوى متنفسا لروحه المتعبة، ونافذة للفرح رغم قسوة الظروف.
لكن، ويا للأسف، وعلى امتداد التاريخ الحديث، لم يكتب لهذا الشعب أن يحظى بدولة عادلة تحكمه بنظام وقانون يرتقي إلى مستوى ما يحمله من طاقة إبداعية وروحٍ مرحة. فقد تعاقبت عليه أنظمة متباينة، لم تكن في معظمها سوى امتداد لسلالات بائدة، أو تجسيد لسلطة قبلية متخلفة، أو انعكاس لأحزاب سياسية فاسدة، تتصارع على النفوذ وتتناسى هموم المواطن.
هذه الأنظمة، التي اتسمت بالقمع والتخلف، لم تراع خصوصية الشعب اليمني ولا تطلعاته، بل جعلت من الفن والمرح مجرد زينة تُستغل في المناسبات، دون أن تترجم إلى سياسات تعزز الهوية وتكرس الكرامة. ومع مرور الزمن، ترسخت في الوعي الجمعي مقولة شعبية مؤلمة هي ((من تزوج أمّنا فهو عمّنا ))، وهي عبارة تختزل حالة الخضوع والقبول بأي سلطة تحكم، مهما كانت طبيعتها، وكأنها تعبير ساخر عن عشق غير واع للعبودية.
لكن الحقيقة الأعمق أن هذا الشعب لا يعشق العبودية، بل أُنهك من كثرة الخيبات، وتراكمت عليه الأزمات حتى بات يرضى بالقليل، ويبحث عن الأمان في ظل أي حكم يوفر له لقمة العيش. إن هذا الخنوع ليس طبعا أصيلا فيه، بل هو نتيجةٌ لتراكمات سياسية واجتماعية واقتصادية فرضت عليه واقعا لا يليق بعظمته.
إنّ الفن الذي يبدعه اليمنيون، والمرح الذي يملأ مجالسهم، ليسا دليلا على الرضى بالواقع، بل هما مقاومة ناعمة، وصوت داخلي يصرخ من أجل التغيير. وما أحوج اليمن اليوم إلى قيادة وطنية واعية، تنصت لهذا الصوت، وتعيد لهذا الشعب مكانته التي يستحقها، في ظل دولة مدينة عادلة، تكرم الإنسان وتعلي من شأن الفن والثقافة والكرامة.
#ناجي_الجحافي
وهنا احب اشير للمتابعين اليمنين في #صنعاء #الفن_اليمني #البرع_اليمني #حمود_السمه #اصيل_ابوبكر #الحديدة #تعز #إب #كوكبان #ذمار #حسين_محب #بيت_الفن #وزارة_الثقافة_اليمنية #اليمن #مأرب #المحويت #ريمه/