الأحد - 12 أكتوبر 2025 - الساعة 02:40 م
في كلِّ عامٍ، تتجدد في سماء الجنوب شمسُ الرابع عشر من أكتوبر، لا كذكرى عابرةٍ في رزنامة التاريخ، بل كنبضٍ خالدٍ في قلبِ كلِّ جنوبيٍّ حرٍّ، وكصوتٍ يعلو فوق ركامِ المؤامرات، يُعلن أن لا رجعةَ عن الهدف، ولا تنازلَ عن الحلم، ولا مساومةَ على الوطن. ففي ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، يُجدِّد أبناءُ الجنوب عهدهم ووعدهم بأنَّ الهدف الأسمى الذي لا رجعةَ عنه هو استعادةُ دولةِ الجنوب، واستعادةُ مكانتها كركيزةٍ أساسيةٍ في معادلةِ الأمنِ الإقليميِّ والدوليّ.
إنَّ الجنوبَ اليوم، وهو يستعيد روحَه الثورية ويكتب فصولَ نضاله الجديد، يرفع شعارَ المرحلة بكل وضوحٍ وثقة: "أكتوبر مجيد.. عهد جديد"، عنوانٌ لمرحلةٍ حاسمةٍ في ثورتِنا التحرريةِ الثانية، التي يقودها بحكمةٍ واقتدارٍ الرئيسُ القائد عيدروس قاسم الزُّبيدي، رمزُ الإرادةِ الجنوبيةِ ورايةُ الكفاحِ الوطنيِّ الذي لا ينكسر.
لقد تجاوز الجنوبُ محطاتِ الصراعِ والمؤامرات، واستطاع عبر مؤسساته الدفاعية والأمنية أن يُثبت أنه خطُّ الدفاعِ الأول في مواجهةِ المشروع الإيرانيِّ الإرهابيِّ في المنطقة، دفاعًا عن الأمنِ القوميِّ العربيِّ والخليجيِّ، وصونًا لسلامِ واستقرارِ البحرِ الأحمرِ وخطوطِ الملاحةِ الدولية.
إنَّ تضحياتِ قواتِنا المسلحةِ الجنوبيةِ الباسلة، وصمودَ شعبِنا خلفها، يجسِّدان حقيقةَ أنَّ ثورةَ أكتوبر ليست ذكرى من الماضي، بل مجدٌ خالدٌ ودربُ نضالٍ متواصل، يتوارثه جيلٌ بعد جيلٍ حتى يتحقق الاستقلالُ الثاني وبناءُ دولةِ الجنوبِ الفيدراليةِ الحديثة؛ دولةِ العدالةِ والمواطنةِ والمؤسساتِ الراسخة.
ومن المهرةِ شرقًا إلى بابِ المندبِ غربًا، تتجدد ملاحمُ أكتوبر في كلِّ ميدان، حيث تتوهج روحُ الثورةِ في وجدانِ كلِّ جنوبيٍّ يرى في تاريخِه المجيدِ منارةً لمستقبلِه الواعد، ويرى في كفاحِه المتواصلِ صيانةً لكرامتِه وهويته وأرضه.
وفي هذه الذكرى العظيمة، تُجدِّد جماهيرُ شعبِنا العهدَ لوطنِنا الجنوب، وللقائدِ الرئيس عيدروس الزُّبيدي، مؤكدين أنَّ مسيرةَ التحريرِ ستستمر حتى تشرقَ شمسُ الحريةِ من جديدٍ على ترابِ الجنوبِ الطاهر، وأن لا قوةَ على وجه الأرض تستطيع أن تُثني هذا الشعب عن نيل استقلالِه الثاني وتحقيقِ تطلعاتِه في دولةٍ جنوبيةٍ حرةٍ، آمنةٍ، فاعلةٍ في محيطِها، وشامخةٍ بين الأمم.