برئاسة الرئيس الزبيدي لجنة الموارد تؤكد مواصلة الاصلاحات وتحذر من التلاعب باسعار الصرف.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود الهيئة العامة للأراضي ويشدد على إنجاز الإصلاحات الإدارية والقانونية والفنية.. انفوجرافيك

يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة..انفوجراف



كتابات وآراء


الثلاثاء - 05 أغسطس 2025 - الساعة 04:29 م

كُتب بواسطة : نادرة عبدالقدوس - ارشيف الكاتب


مرت العشر العجاف وبإذن الله ستستتب الأوضاع في محافظات الجنوب، كافة، بالتدريج وبعون الله، طالما هناك عقول تفكر. وتُعلِّمنا دروس التاريخ السياسية أن ما من فعل ثوري إلا ويسبقه فكر ووعي ثقافي يمهد الطريق نحو التغيير ورسم ملامح الغد الجديد.
التغيير المفاجئ الذي حدث في سعر صرف العملة الأجنبية، وتخفيض بعض أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية، أصاب الكل بالذهول وارتابت النفوس وتكهنت وتوجست الشر، إلا أن العارفين ببواطن الأمور الاقتصادية يدركون تماماً ما يدور ويستطيعون التكهن بما هو آت والله أعلم. لكننا، نحن عامة الشعب، خاصة منهم الصابرون والقانعون والمخلصون لوطنهم وقضيتهم، مؤمنون بحتمية التغيير وإن طال غيابه.
عندما تخرج المدن والقرى عن بكرة أبيها، تطالب بالحياة الكريمة؛ فإنما هو جرس إنذار لكل متلاعب بقوت الشعب، أيّ كان؛ فالشعب يصبر على الابتلاء ويقدّر ظروف البلاد، كونها تعيش منعطفاً تاريخياً يختلف عن كل المنعطفات والمراحل التاريخية التي مر بها، وعانى الكثير منها، منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم. ويعيش الجنوب اليوم أصعب فترة زمنية في تاريخه؛ فلا هي حرب ولا سلم ولسان حاله يقول: "أُريد حلاً"! لكن، كما يقال، للصبر حدود يا هؤلاء.
لم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي، منذ تأسيسه في 11 مايو 2017م، متفرجاً، بل كانت كوادره الاقتصادية تعمل بصمت وتراقب وتفكر وتخطط، لأن التغيير في مجتمع يعيش الفوضى السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، لا يأتي إلا بعد دراسة متأنية وتفكير عميق ووضع استراتيجيته وتوفير اشتراطات التغيير ونتائجه المرتقبة، سلباً وإيجاباً، لأنه بالضرورة ستكون هناك تحديات جمة وعراقيل تعيق حركة التغيير. وهذا ما نشاهده اليوم ونلمسه على أرض الواقع، حين اشتاط بعض التجار والبيوتات التجارية التي وجدت نفسها في مواجهة (تسونامي التغيير) في الجنوب والبداية في العاصمة عدن التي خنقوها، بدعم سلطة الاحتلال العسكري العفن، منذ أكثر من ثلاثة عقود، بالنهب والبسط على الأراضي والتحكم في مينائها ومتنفساتها وهدم مساجدها ومدارسها ومصانعها البالغة أكثر من ستين مصنعاً وترك عمالها وموظفيها في مواجهة شظف العيش، بدون معاشات، وعندما خرجوا يطالبون عن حقوقهم المهدورة والضيم الذي وقع عليهم، استخدم نظامهم العسكري الأسلحة النارية ضدهم؛ فاستشهد الكثير منهم والبعض زج به في غيابات السجون ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة ولم يعترض على كل ما كان يحدث من انتهاك لحقوق أنسان الجنوب الذي سمح لهم بالعيش والعمل ونمو تجارتهم على أرضه وكان راقياً في معاملته لهم.
نقول لهؤلاء، كفى؛ فإن شعب الجنوب، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وبحكمة رئيسه القائد عيدروس قاسم الزبيدي وبكل كوادره الجنوبيين ومناصريه، لن يركنوا إلى الصمت والسكوت عن الباطل وأن حركة التغيير ستمضي حتى تحقيق الهدف المنشود واستعادة دولة الجنوب، دولة النظام والقانون. أما من يردد اليوم، بأن الشعب سيموت بدون البيوتات التجارية!! كل ذلك هراء؛ فشعب الجنوب، اعتاد الوقوف على صفائح ساخنة، منذ القِدم وخاض تجارب (التقشف) والجوع، لكنه لم يمت ولم يستسلم للظلم وهو كبحره المحيط به، من المهرة إلى باب المندب، يلفظ من جوفه الجيفة.