الرئيس الزُبيدي يتفقد سير الأعمال الجارية لإعادة تشغيل مصافي عدن.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يرأس اجتماعًا بقيادة قوات دفاع شبوة..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يرأس اجتماعاً موسعاً بالقادة العسكريين والأمنيين الجنوبيين..انفوجراف



كتابات وآراء


الثلاثاء - 22 يوليو 2025 - الساعة 01:55 م

كُتب بواسطة : عبدالكريم أحمد سعيد - ارشيف الكاتب



يمر الجنوب اليوم بمرحلة دقيقة تتطلب وعياً جماعياً بأن التحديات التي تواجه مشروعه الوطني أكبر من أي خلافات داخلية. فالقضية الجنوبية تستحق أن تصان من كل ما يعطل مسارها، وأن تحاط بجدار من الثقة والتعاون، بعيداً عن المناكفات ومظاهر الأحقاد والغيرة والنرجسية التي تهدر طاقات نحن في أمس الحاجة إليها.
لقد أثبتت التجارب أن الانقسامات لا تصب إلا في صالح من يسعون لإضعاف الموقف الجنوبي وتشويه صورته أمام العالم. وكلما تشظت الجبهة الداخلية، فقدنا جزءاً من زخمنا السياسي والدبلوماسي، بينما كان يمكن لهذه الطاقة أن تتحول إلى قوة دفع تعزز حضورنا وتوحد صوتنا في الداخل والمهجر. ومن المؤسف أن نشهد اليوم حالة من التراجع والجمود في نشاط الجاليات الجنوبية في الخارج، بعد أن كانت صوتاً جنوبياً مؤثراً وداعماً قوياً للحراك السلمي في الداخل. وإن استعادة هذا الدور الحيوي ضرورة لتعزيز الحضور السياسي والدبلوماسي للجنوب في الساحة الدولية.
ومواجهة هذه الظواهر السلبية تبدأ بإرادة صادقة في مصارحة الذات، والاعتراف بأن النقد البناء هو وسيلة تطوير، وأن التنافس الشريف سبيل لرفع الأداء لا لتصفية الحسابات. كما أن التنوع في الرؤى، إذا أجتمعة على هدف واحد، تشكل مصدراً للقوة وتمنح المشروع الجنوبي زخماً إضافياً.
وتقع المسؤولية الخاصة على النخب السياسية والقيادات والمكونات الاجتماعية في الداخل والخارج للعمل على إعادة بناء الثقة وتكريس قيم التسامح والاحترام المتبادل، فصوت الجنوب في الخارج يجب أن يعكس إرادة شعبه في استعادة دولته وبناء شراكة قائمة على العدالة والاستقرار، لا أن يتحول إلى ساحة للتجاذبات.
إن تحصين الجبهة الداخلية ليس شعاراً، بل ضرورة تفرضها المرحلة، وخط الدفاع الأول عن قضية شعب الجنوب. ولن يكون المستقبل إلا لمن يضعون مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار، ويختارون المصالحة طريقاً، والثقة المتبادلة ركيزة، والعمل المشترك وسيلة لتحقيق تطلعات شعبنا.
نحن اليوم بحاجة إلى أن نغسل قلوبنا من الأحقاد والغيرة والحسد والنرجسية، وأن نوجه طاقاتنا نحو البناء. فحلم الدولة العادلة التي ينشدها كل جنوبي حر لن يتحقق إلا بصفٍ متماسك، تسوده الثقة، ويقوده الإيمان العميق بأن حب الوطن يسمو فوق كل المصالح الفردية. وإن وحدة الصف ليست مجرد خيار، بل ضمانة للانتصار، وبها وحدها يمكن للجنوب أن يصنع مستقبله المنشود، ويقدم للعالم نموذجاً لدولة العدل والشراكة والسلام.