كتابات وآراء


الجمعة - 18 يوليو 2025 - الساعة 02:33 م

كُتب بواسطة : فضل بن نعم الحيدري - ارشيف الكاتب




حين يخرج القائد إلى شعبه معلنًا بصراحة ووضوح أن صوت الناس المحتج في الشوارع حقٌ مشروع، وأن حالة الغضب الشعبي ليست رفاهية ولا عبثًا، بل هي تعبير صادق عن معاناة حقيقية، فاعلم أن خلف هذا الموقف قيادة لا تتخفّى خلف المبررات، ولا تهرب من مواجهة الحقيقة مهما كانت صعوبتها.
لقد جسد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي في كلمته الأخيرة روح القائد المسؤول حين أكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يتهرب من مسؤولياته، ولا يُدير ظهره لهموم الناس بل يتعامل مع كل التحديات بشجاعة ووعي ضمن شراكة وطنية واضحة لا مجال فيها للتنصل أو الوعود الزائفة.
إن الاعتراف بالأزمة جزء من حلّها، والإقرار بالمعاناة بداية الطريق نحو معالجتها. لذلك فإن شجاعة الزُبيدي اليوم لا تكمن فقط في كلماته، بل في خطواته العملية التي بدأها بإعادة تقييم الأداء المؤسسي وضخ دماء جديدة في جسد المجلس لتجاوز الترهل والبيروقراطية وإعادة ثقة الشارع بمؤسساته.
شعب الجنوب الذي قدّم أغلى التضحيات ليحيا بكرامة لا يقبل أن تُختزل آماله في شعارات مكررة إنه اليوم يرفع صوته ليذكّر الجميع بأن الثورة لا تعني رفع الأعلام فقط، بل رفع مستوى المعيشة وضمان المرتبات واستعادة الخدمات وصون الكرامة الإنسانية..
إن موقف الزُبيدي الذي يشرعن حق الاحتجاج ويؤكد مشروعية الغضب الشعبي هو موقف منسجم مع روحه الثورية وأخلاقياته السياسية. والأهم من ذلك هو رسالة طمأنة بأن القائد هنا بين الناس ومعهم، لا فوقهم ولا بعيدًا عنهم.
يبقى الرهان اليوم على هذا التلاحم بين قيادة شجاعة وشعب صامد واعٍ بحقوقه. فالتحديات كبيرة لكن الصوت الحر لا يُكسر، والقضية العادلة لا تموت ما دام هناك رجال يواجهون الحقائق بصدق ويُصرّون على صناعة الأمل رغم كل العوائق.
وختامًا.. سيبقى الزُبيدي عنوانًا لشجاعة الموقف وصدق الالتزام، وسيبقى شعب الجنوب رهانًا رابحًا للعدل والإنصاف مهما اشتدت الأزمات.