كتابات وآراء


الخميس - 22 مايو 2025 - الساعة 10:55 ص

كُتب بواسطة : خلدون السباعي - ارشيف الكاتب




في خضم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف باليمن، يبرز الصوت الجنوبي كنداءٍ للعدالة والحرية. إن معاناة الجنوبيين منذ انتهاء الوحدة اليمنية في عام 1994 وحتى يومنا هذا تمثل قصة طويلة من الظلم والتهميش، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في حقوقهم التاريخية وحقهم المشروع في استعادة دولتهم.

لقد شهد الجنوب اليمني منذ ذلك الحين تدهوراً حاداً في الأوضاع السياسية والاجتماعية. فقد تعرض الجنوبيون لسياسات تهميش ممنهجة، حيث تم استبعادهم من المناصب الحكومية وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية في التنمية والازدهار. وفي ظل هذه الظروف، برز المجلس الانتقالي الجنوبي كحاملٍ لقضية الجنوبيين، مستنداً إلى مطالبهم المشروعة في استعادة هويتهم ودولتهم.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل صوتاً حقيقياً للشعب الجنوبي، حيث يسعى لتحقيق تطلعات المواطنين في بناء دولة مدنية حديثة، قائمة على العدالة والمساواة. إن هذه الرؤية ليست مجرد حلم، بل هي حقٌ طبيعي لكل شعب يسعى إلى استعادة سيادته وإرادته.

لقد عانت المناطق الجنوبية من تدهور اقتصادي غير مسبوق، مما أثر على حياة المواطنين اليومية. لكن بفضل جهود المجلس الانتقالي، بدأت بعض المبادرات لتحسين الأوضاع، وتعزيز التنمية المحلية. إن نجاح هذه المبادرات يعتمد على دعم المجتمع الدولي واعترافه بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.

إن الاستمرار في تجاهل حقوق الجنوبيين لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات، وزيادة التوترات. لذا، فإن الحل يكمن في الاعتراف بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم، والسماح لهم بالعيش بكرامة في وطنهم.

يجب أن نتذكر أن كل شعب له الحق في تقرير مصيره، وأن الجنوبيين ليسوا استثناءً من هذا الحق. إن إعادة بناء الجنوب يتطلب منا جميعًا دعم مطالبهم العادلة، والعمل نحو تحقيق سلام شامل يستند إلى العدالة والمساواة. فالجنوبيون ليسوا مجرد ضحايا، بل هم أصحاب حق يستحقون أن يُسمع صوتهم وأن تُحترم إرادتهم في استعادة دولتهم الجنوبية .