الثلاثاء - 20 مايو 2025 - الساعة 07:00 م
21مايو 1994 م ، جاء هذا اليوم كإعلان لفك الارتباط بين الجنوب واليمن بعد ثلاث سنوات من التوقيع على ماتسمى الوحدة اليمنية ، بسبب النهج الجنوبي الذي كان سائدا آنذاك نحو وحدة القومية العربية كانت رغبة الجنوبيين ، أولا الدخول في اليمننة وثانيا التطلع إلى تحقيق ماتسمى الوحدة اليمنية كهدف قومي عربي أخوي .
يعطينا ذلك أن شعب الجنوب لم يكن بحاحة لماتسمى الوحدة اليمنية كونه فقير أو ضعيف وممزق فرأى في التوقيع على ماتسمى الوحدة اليمنية أنها المخرج و المنقذ له من ذلك ، فشعب الجنوب شعب جبار وقوى ، يتمتع بإرادة فولاذية ووطنية كبيرة ، وأن عنده القدرة والأمكانية والشجاعة في الدفاع عن وطنه والتضحية في سبيل ذلك ، هذا ما أثبته فعلا في مراحل نضاله السلمية والعسكرية التي فيها سعى ومازال يسعى نحو استعادة دولته الجنوبية المستقلة منذو إعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م إلى اليوم .
أيضا فالجنوب يتمتع بمساحة جغرافية كبيرة وشريط ساحلي طويل ممتد من باب المندب حتى المهرة ، وتخزن أرضه بثروات معدنية ونفطية كثيرة ، وثروات آخرى مختلفة ، وموقع استراتيجي هام واقتصادي ، وتعداد سكاني قليل مقارنة بمساحته وثرواته ، كان بإمكان الجنوبيين العيش في كنفه عيشة الملوك بعيدا عن اليمننة وعن ماتسمى الوحدة اليمنية وأزماتها وحروبها ومشكلاتها ، خاصة وأن النظام في الجنوب وتحديدا بعد انهيار النظام الاشتراكي العالمي قد كان الجنوب على وشك الانتقال من ذلك النظام المنهار إلى الانفتاح الاقتصادي والسياسي أسوة بالنظام السائد بالمنطقة العربية من خلال مشروع الإصلاح الاقتصادي والسياسي الشامل الذي كان يناقش على مستوى محافظات الجنوب كافة وفي مختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية .
كما يعطينا ذلك أيضا أن الجنوبيين لم يكن في نياتهم الخروج عن مشروع ما تسمى الوحدة اليمنية كهدف قومي عربي أخوي حتى يصنفوا بالانفصاليين أو يتهموا بالردة والانفصال ويشرع تكفيرهم وتحليل دمائهم ويعتدى عليهم عسكريا .
فلو نظرنا إلى تاريخ 21مايو 1994م الذي تم فيه إعلان فك الارتباط عن ماتسمى الوحدة اليمنية سنجد أنه وبينما كانت قيادة الجنوب بقيادة البيض تعترض على خيانة اتفاق ماتسمى الوحدة اليمنية بعدم تنفيذ بنودها من قبل نظام عفاش ، وعلى الأعمال الإجرامية والإرهابية والاغتيالات التي طالت مسؤولي الجنوب في صنعاء ، وعلى أدارة ماتسمى دولة الوحدة بعقلية القبيلة والعسكري المتنفذ والإمام المستحوذ ، والدعوة إلى تنفيذ ماجاء في وثيقة العهد والاتفاق خلالها لم يتم إعلان فك الارتباط .
لكن وبعد إعلان نظام عفاش الحرب وأصدار الفتاوى التكفيرية ومباشرة العدوان العسكري ضد الجنوب وشعبه وبعد أكثر من شهر على عدوانهم العسكري وإصرارهم احتلال الجنوب بالقوة كان إعلان فك الارتباط في 21مايو 1994م ، الذي وكما نتخذ منه اليوم ذكرى لفك الارتباط بين الجنوب واليمن ، يجب علينا أيضا أن نتخذ منه عبره في عدم التفريط بهوية وأرض وثروات الجنوب مرة آخرى مهما كانت المسميات و المصطلحات التي بها يحاولون احتلال الجنوب ونهب ثرواته وتضييع هويته كاليمننة والقومية العربية وما شابهها في الحاضر و المستقبل .